تم إنشاء المجمع الانتخابي في الدستور الأمريكي كحل وسط بين التصويت الشعبي وتصويت الكونغرس. يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوباً، ويحتاج المرشح للفوز بـ270 صوتاً على الأقل ليصبح رئيساً. يُحدد عدد المندوبين لكل ولاية بناءً على عدد ممثليها في الكونغرس، وتُعامل العاصمة واشنطن كولاية، على الرغم من قلة عدد سكانها.
كل ولاية تمتلك حدًا أدنى من المندوبين، بغض النظر عن تعداد سكانها، مما يثير التساؤلات حول عدالة هذا النظام، حيث تكون قيمة الصوت الانتخابي في بعض الولايات أعلى منها في ولايات أخرى. فعلى سبيل المثال، يمثل كل صوت انتخابي في كاليفورنيا حوالي 730,000 شخص، بينما يمثل في وايومنغ حوالي 192,000 شخص فقط.
نظام الفائز يحصل على الكل
في معظم الولايات، يُطبق نظام “الفائز يحصل على الكل”، حيث يحصل المرشح الذي يفوز بأغلبية الأصوات في الولاية على جميع أصواتها الانتخابية. بينما يتبع ولايتا ماين ونبراسكا نظاماً نسبياً يوزع الأصوات بناءً على النتائج في الدوائر الانتخابية.
There are 538 electors in total, divided among the states. Source: SBS
نعم، بسبب طريقة عمل المجمع الانتخابي، قد يفوز مرشح بالرئاسة دون تحقيق الأغلبية في التصويت الشعبي. حدث هذا خمس مرات في تاريخ الولايات المتحدة، وكان أحدث مثال في عام 2016، حيث حصلت هيلاري كلينتون على 48.2% من الأصوات الشعبية لكنها خسرت بسبب عدم حصولها على العدد الكافي من الأصوات الانتخابية.
نظام هش وتعديلات جديدة
بعد انتهاء الانتخابات، يتم تأكيد الفائز بالتصويت الشعبي في كل ولاية، ويقوم المندوبون بالإدلاء بأصواتهم للرئيس. في بعض الحالات، قد يمتنع بعض المندوبين عن التصويت للمرشح الفائز في ولايتهم، ويعرفون بـ”المندوبين الخائنين”. في عام 2016، صوّت سبعة مندوبين لمرشحين آخرين لم يكونوا ضمن المرشحين الرسميين. وفي كانون الأول / يناير من كل عام انتخابي، يجتمع الكونغرس لفرز الأصوات الانتخابية. بعد انتخابات 2020، رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، مما أدى إلى أحداث شغب في مبنى الكابيتول. أدى هذا الحدث إلى تعديل قانون المصادقة على الانتخابات في عام 2022، حيث تم توضيح صلاحيات تعيين المندوبين وشروط رفض الأصوات الانتخابية، مما يجعل النظام أكثر استقرارًا للمستقبل.
The Electoral College system is used to determine the US president. Source: SBS
رغم هذه التعديلات، لا يزال المجمع الانتخابي موضوعاً جدلياً حول مدى تمثيله الحقيقي لإرادة الشعب الأمريكي. يرى البعض أن النظام بحاجة إلى إصلاح لضمان أن تعكس الديمقراطية الأمريكية فعلياً تصويت الناخبين.