في قلب مدينة تورونتو، حيث تمتزج القهوة الأسترالية بنكهات الاغتراب، وجدت سلسلة المقاهي Found Coffee نفسها في مواجهة غير متوقعة مع السلطات الكندية، بعد أن طُلب من مالكها إزالة منتج "فيجيميت" الشهير من رفوف المتجر.
لايتون والترز، صاحب المقهى وحامل الجنسيتين الأسترالية والكندية، اعتاد على استيراد هذا المنتج الأيقوني منذ خمس سنوات، لكنه تلقى مؤخرًا إخطارًا من وكالة التفتيش الغذائي الكندية (CFIA) يمنعه من مواصلة ذلك، بدعوى أن "فيجيميت" لا يتوافق مع لوائح السلامة الغذائية بسبب احتوائه على فيتامينات مضافة.
ورغم أن القرار جاء تحت مظلة تنظيمية، فإن أثره تجاوز الجانب الإداري ليطال جوهر هوية المقهى. يقول والترز في تصريحات لوسائل الإعلام:
"نشأت على تناول فيجيميت كل يومين، وقدّمناه بفخر في مقاهينا لعشرات الآلاف من الزبائن من أستراليا وكندا والسياح. سحب المنتج من قائمتنا يضرب في صميم ما نمثله."
LISTEN TO

عيد الفصح في أستراليا: رحلة في التقاليد الاجتماعية والثقافية للعيد
SBS Arabic
11:09
وقد أثار القرار جدلاً واسعًا، خصوصًا بعد أن عبّر رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، عن تضامنه مع المقهى قائلاً:
"أنا مؤيد لفيجيميت وأستخدمه بكثرة على التوست. من الغريب أن يُسمح بمنتج مثل مارمايت، وهو بصراحة لا يقارن."
المفارقة أن مارمايت، المنافس البريطاني التقليدي لفيجيميت، حصل على موافقة رسمية من نفس الهيئة الكندية عام 2020، رغم أن شحنة سابقة كانت قد رُفضت للأسباب ذاتها.
وتصاعدت حدة الموقف بعد أن نشر والترز مقطع فيديو من سرير المستشفى، حيث يتلقى علاجًا لحالة "السِّنْسَنَة المشقوقة" "Spina Bifida"، وهي حالة خُلقية ترتبط بنقص الفولات خلال الحمل، مؤكداً أن لفيجيميت أهمية شخصية بالنسبة له، كونه مدعّمًا بحمض الفوليك.
"المنتج يساهم في تلبية احتياجات الجسم من الفولات، وأنا مستعد للقتال من أجل عملي ومن أجل ما أؤمن به."
الخسائر المادية لم تكن بسيطة، إذ أُجبر والترز على إزالة مخزون بقيمة تُقدّر بحوالي 8,000 دولار كندي. وبينما تستمر كبرى المتاجر الإلكترونية مثل أمازون في بيع المنتج نفسه، يرى كثيرون أن استهداف مقهى صغير يمثل امتدادًا للثقافة الأسترالية في المهجر هو إجراء انتقائي.