دخلت المواجهات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله منعطفا جديدا وخطيرا مع أعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية "محدودة ومحددة الهدف والدقة" ضد أهداف لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان.
ويقول الصحافي احمد الياسري رئيس المركز الاسترالي العربي للدراسات والباحث في الشؤون الايرانية
اسرائيل لديها خارطة من الاهداف تتحرك على ضوئها ومنذ احداث اكتوبر لليوم بعد ان استيقظ بداخلها وحش التهديد الوجودي
ويرى الياسري ان العقيدة العسكرية الاسرائيلية لا تقوم على فكرة الحروب الكلاسيكية الطويلة
اسرائيل تؤمن بالحروب الخاطفة متعددة الجبهات كما شهدنا في سيناريو حرب 67 و 73 والان في غزة ولبنان
ويضيف رئيس المركز الاسترالي العربي للدراسات ان المفاجأة الحقيقية والتي اربكت الحسابات الاستراتيجية في المنطقة ومنح اسرائيل الشعور بالتفوق هو الانهيار الذي حصل لمنظومة حزب الله
واشار الياسري الى ان امريكا تعتبر حزب الله واحدا من اقوى واكبر الجيوش غير النظامية فهو يملك ترسانة صاروخية استراتيجية ونظاما استخباريا متطورا للغاية كما انه خاض ثلاث حروب مع اسرائيل واستطلع تحرير جنوب لبنان في عام 2000
هذا الانهيار السريع لحزب الله والاغتيال الجماعي لقيادات الحزب بمن فيهم الاب الروحي له اربك الحزب نفسيا ومعنويا
وذكرت عدة وسائل إعلام أمريكية أن إسرائيل قد أطلعت المسؤولين الأمريكيين على خطط لإجراء حملة عسكرية في الأراضي اللبنانية بحيث تهدف العملية إلى "تطهير" المناطق القريبة من "الخط الأزرق" الذي يفصل بين الدولتين من البنية التحتية لحزب الله.
وعن هذا السيناريو يقول الباحث في الشؤون الايرانية
اسرائيل ومنذ اتفاقية كامب دافيد تحاول تطبيق نظرية النطاق النظيف لاخلاء حدودها من اي وجود معاد لها يفتح عليها جبهات القتال
وتطرق الصحافي احمد الياسري الى الموقف الايراني في ظل صمت وضبط للنفس من طهران في مواجهة تحولات خطيرة طالت حليفه حزب الله ابرزها اغتيال امينه العام حسن نصر الله واعتبر ان هناك تغيير دراماتيكي في السياسة والخطاب الايراني منذ وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي
ايران ادركت ان الدخول في حرب مباشرة مع اسرائيل يعني مواجهة مفتوحة تفسح المجال لنتنياهو ضرب البنى التحتية النووية لها وهي تأمل في ان تصبح دولة نووية في عام 2025
واشار الياسري الى ان هناك تململا من النخب الشعبوية من الموقف الايراني تجاه ما يحدث في لبنان وتعتقد بأن طهران تخلت عن حزب الله والسيد حسن نصر الله
ايران في وضع حساس فقد صدّرت لانصارها انها قادرة على حمايتهم وتبدو الان وكأنها تركت الجميع لمصيره