حذّر البنك الدولي من أن تأثير الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان قد يصبح كارثيا قريبا، وقال في تقرير نشر في شهر حزيران يونيو 2021، إنه لا توجد نهاية تلوح في الأفق للأزمة الاقتصادية في لبنان، التي قد تكون واحدة من أسوأ الانهيارات المالية التي شهدها العالم منذ ما يقرب من 200 عام. ومن المحتمل أن يكون أكثر من نصف سكان لبنان قد دُفعوا بالفعل تحت خط الفقر.
- الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان تدفع بنصف السكان إلى دون خط الفقر
- انقطاع مواد غذائية وأدوية وحليب الأطفال من الأسواق
- مناشدات بحلول عاجلة قبل الانهيار الشامل
الوضع مأساوي ونعيش بالحد الأدنى
وفي حديث مع SBS Arabic24 تقول السيدة سهام سيور: "الوضع مأساوي بالنسبة للأسرة العادية في لبنان. نحن نعيش بالحد الأدنى، لم يعد لدينا أي فرصة للعيش الكريم. الكهرباء مقطوعة 23 ساعة في اليوم، الدواء مقطوع، البنزين مقطوع وسعر الصفيحة تضاعف خمس مرات، وهناك ذل وإهانة للمواطن على محطات البنزين بكل ما للكلمة من معنى".
التقاعس المستمر في تنفيذ سياسات الإنقاذ يهدد السلام الاجتماعي
ويتهم التقرير القيادة اللبنانية بالتقاعس الكارثي والمتعمد. وأدت شهور من الجدل والتطاحن بين الفصائل السياسية إلى عرقلة تشكيل حكومة قد تستحدث إصلاحات اقتصادية.
وأشار التقرير، الذي صدر بعنوان "لبنان يغرق: نحو أسوأ 3 أزمات عالمية"، إلى أن التقاعس المستمر في تنفيذ سياسات الإنقاذ، وغياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها بالكامل، يهددان الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية أصلاً والسلام الاجتماعي الهش في البلاد.
وتقول سهام سيور: "لا يوجد أفق للحل مع الطبقة السياسية الحاكمة التي سرقت البلد، وسرقت المواطنين. لولا الأمل لكنا اكتأبنا ومتنا. أملنا باتفاق دولي ينعكس إيجابا على لبنان، أملنا أن يخف الضغط عنا".
وتضيف "مشكلتنا الكبيرة هي بتعدد الطوائف التي لا تتفق، وعندما يأتي وقت الانتخابات سوف تجيش الناس على بعضها البعض ويتم انتخابها من جديد على الرغم من أن لدينا طاقات شبابية هائلة لكن لا تعطى لها فرصة الوصول".
انخفاض الناتج المحلي ب20 بالمئة وتراجع قيمة الليرة ب129 بالمئة
ووفقا للتقرير، فإن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي انكمش بنسبة 20.3 في المئة خلال عام 2020. وانخفضت قيمة إجمالي الناتج المحلي للبنان من حوالي 55 مليار دولار أمريكي عام 2018 إلى ما يُقدّر بنحو 33 مليار دولار في العام الماضي.
كما وانخفض متوسط سعر الصرف الذي يحتسبه البنك الدولي بنسبة 129 في المئة خلال 2020.
وتقول سهام سيور إن انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي أدى إلى تآكل رواتب الموظفين الذين أصبحوا لا يتمكنون من شراء الحاجيات الأساسية.
"الراتب كان يعادل 800 دولار شهريا أصبح الآن 90 دولارا، الأسعار ارتفعت 20 مرة، لم نعد نستطيع أن نشتري الحاجيات الأساسية، استغنينا عن أشياء كثيرة مثل الزبدة، الحليب البودرة، اللحمة الدجاج. نعيش بالحد الأدنى.
وتضيف بان المساعدات العينية قلّت مع مرور الوقت وأصبحت تقتصر على الحبوب والمعكرونة في بعض الأحيان.
"في بداية الأزمة كان الوضع أفضل، كان هناك جمعيات تساعد الأكثر فقرا، أما الآن فخفت المساعدات، وأصبحت تقتصر على الحبوب، والمعكرونة".
الوضع المتردي يؤدي بالشباب إلى الهجرة والوضع مأساوي
ووفقا للتقرير، فإن إصلاح الأضرار الدائمة في رأس المال البشري الذي يخسره لبنان أمر بالغ الصعوبة، وهو البُعد الذي يجعل الأزمة اللبنانية فريدة من نوعها مقارنة بالأزمات العالمية الأخرى.
وتقول سهام سيور:"نخسر طاقات شبابية هائلة. البيوت تخسر أبناءها لأنهم يريدون الهجرة من البلد. يجب أن نلحق الوضع بسرعة لأنه لم يعد لدينا ترف الوقت أبدا، الناس تلفت أعصابها. الوضع مأساوي".
استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.