سادت حالة من الإحباط الشديد بين شرائح واسعة من الناخبين، خاصة من أبناء الجاليات العربية والمسلمة، بسبب موقف حزب العمال من الحرب، ما دفع العديد منهم إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بمقاطعة الحزب الذي طالما حظي بولائهم.
في هذا السياق، نشأت حركة انتخابية جديدة تقودها مجموعات ضغط سياسية مؤيدة لفلسطين، مثل مجموعة Muslim Votes Matter، التي دعمت مرشحين مستقلين ورفعت الصوت ضد سياسات الحكومة الحالية، مطالبة بتوجه سياسي أوضح وأكثر التزامًا تجاه قضايا الشرق الأوسط.
وقال غيث كريّم، المتحدث باسم المجموعة: "حققنا نتائج إيجابية للغاية، رغم عدم فوز أي مرشح مستقل. واللافت هو أن المجتمع تحرك بشكل حيوي للمطالبة بصوت أعلى وأكثر تأثيرًا."
من بين المرشحين المستقلين الذين برزوا في هذا المناخ الانتخابي، الدكتور زياد بسيوني، الذي خاض المعركة في دائرة واتسون ضد وزير الحكومة المخضرم توني بيرك وكانت حملته الانتخابية متعددة الأبعاد، حيث لم تقتصر فقط على القضية الفلسطينية بل سلطت الضوء أيضًا على التحديات المعيشية اليومية التي يواجهها السكان في منطقته، بما في ذلك تدهور الخدمات الصحية والبنية التحتية.
وعن تجربته في خوض الانتخابات، قال الدكتور بسيوني: "خوض الانتخابات كان تجربة فريدة من نوعها ومؤثرة في حياتي. كان هناك تطاول من البعض على جاليتنا ومحاولة تصويرنا بأننا نفتقر للرؤية السياسية، ولكن ثبت أن ذلك غير صحيح."
وأضاف: "أفراد مجتمعنا كانوا حاضرين بقوة، وكانت مشاركتهم مشرفة في الانتخابات هذا العام. هناك هموم مشتركة وقضايا عامة مثل الصحة والبنية التحتية، وبالطبع رد فعل الحكومة على الحرب في غزة."
ورغم عدم تحقيق الفوز، إلا أن النتائج الأولية أظهرت أن المرشحين المستقلين تمكنوا من تحقيق اختراق لافت في بعض الدوائر المحسوبة تقليديًا على حزب العمال.
LISTEN TO

"تفويض شعبي قوي ولكنه ليس شيكا على بياض" ما الذي ينتظره الاستراليون من الحكومة العمالية الجديدة؟
SBS Arabic
14:00
وقد أشار بسيوني إلى أهمية هذا التحول بقوله: "ترشحنا كمستقلين وحصولنا على آلاف الأصوات ساهم بطرح خيار جديد للناخب بعيداً عن الأحزاب الكبرى. رسالة مفادها أنه بإمكانك اختيار طرح مختلف وإيصال صوتك."
وفي تحليله للمشهد السياسي الأوسع، اعتبر الدكتور بسيوني أن الثقافة السياسية في أستراليا تشهد تغيرًا ملموسًا، رغم القيود البنيوية التي تحمي الحزبين الكبيرين، وقال: "هناك تغيير في الثقافة في أستراليا. نظام التصويت التفضيلي حمى الحزبين من تأثير التغييرات الإقليمية والدولية."
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، شدد بسيوني على أن المطلوب من الحكومة الأسترالية ليس تغيير ما يحدث في الشرق الأوسط، ولكن التمسك بالمبادئ الأساسية: "ليس مطلوباً من الحكومة الأسترالية تغيير ما يحدث في الشرق الأوسط، ولكن هناك ثوابت أسترالية تم تجاهلها، ومن أهمها الالتزام بالقانون الدولي."
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على و وعلى .