عن هذه الأحداث الهامة قال بروفيسور علم المصريات القديمة في جامعة ماكواير الأسترالية في سيدني الدكتور نجيب قنواتي ل أس بي أس عربي:" هذه أحداث مهمة وعلامات في التاريخ المصري القديم".
النقاط الرئيسية:
- الصور الموجودة في اللغة المصرية تمثل حرفاً فرسم (البومة) على يعني حرف (الميم).
- اللغة المصرية أصبحت لغة مدروسة نعرف قواعدها ومفرداتها فقاموس اللغة الهيروغليفية يقع في 6 أجزاء.
- لابد أن تصل الحضارة المصرية لمفهوم شعبي فهي غنية بالإرث الفني والقصص المبهرة لتتحول لفيلم سينمائي.
وأوضح البروفيسور قنواتي قائلاً:" حجر رشيد كان هو المفتاح لدراسة اللغة المصرية القديمة، لأنها كانت لغة غير معروفة ولا يعرف العلماء تصنيفها إن كانت لغة أبجدية أم لغة صور. لكن بعد تفكيك النص على حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون عرفنا أن اللغة المصرية القديمة لغة أبجدية ولها حروف مثل اللغات الأولى".
وعن الصور الموجودة في اللغة المصرية أوضح الدكتور قنواتي:" أن رسم (البومة) على سبيل المثال يعني حرف (الميم) فالرسم يمثل حرفًا.
وأضاف:" استطاع شامبليون تفكيك اللغة على حجر رشيد لأنه كان خبيرًا في اللغات القديمة، وبدأ بقوة الملاحظة مقارنة النصوص، حيث وجد أن أسماء الملوك كتبت ضمن خانات تسمى(خرطوش) وقارن النص اليوناني الذي يجيد قراءته بالنص الذي يقابله ففهم النص، وعرف أحرف اللغة، مما سهل معرفة نصوص المصرية القديمة الأخرى.
وبعد مرور 200 عام على هذا الاكتشاف يقول الدكتور قنواتي:" أصبحت اللغة المصرية لغة مدروسة نعرف قواعدها ومفرداتها فهناك قاموس اللغة الهيروغليفية في 6 أجزاء فهي لغة مليئة بالأدب والشعر والتاريخ".
وعن مناسبة مرور100 عام على اكتشاف مقبرة (توت عنخ آمون)، قال البروفيسور واتي أستاذ علم المصريات القديمة في جامعة ماكواير ومدير المركز الأسترالي لعلم المصريات في الجامعة:" إن ما يميز هذه المقبرة أنها اكتشفت كاملة بدون نقص في محتوياتها ودون أن تعبث بها يد الإنسان على مر العصور، لذلك عكست موجوداتها الذهبية الخالصة والممتلكات الأخرى حياة الشاب توت عنخ آمون الذي توفي بعمر18 عاما بشكل جيد. إذ من المعروف أن المصري القديم كان يعتقد بالحياة بعد الموت لذلك كان يأخذ كل ما يلزمه من ممتلكات إلى العالم الآخر".
والأمر المثير الذي ذكره الدكتور قنواتي:" أن سرقة المقابر كانت موجودة في العصر الفرعوني، لأنها هدف سهل فالمقابر مليئة بالثروات، ولدينا أدلة أن سرقات حدثت في العصر المصري القديم بعد الدفن مباشرة".واكتشف عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر مقبرة توت بوادي الملوك في البر الغربي بالأقصر (جنوب مصر) عام 1922، ومن المقرر عرض مجموعة «الفرعون الذهبي» والتي تضم نحو 5 آلاف قطعة.
Neferrenpet and his wife offering to Amun at the Beautiful Festival of the Valley, Theban Tomb TT 147 (photo by Leonie Donovan) Source: supplied:The Australian Centre for Egyptology
وحول عن دور أستراليا في علم المصريات قال البروفيسور قنواتي: عندما وصلت أستراليا منذ خمسين عامًا لم يكن هناك قسم خاص للدراسات المصرية وعندما طلبت الحصول على الدكتوراه في هذا المجال حينها تم رفض طلبي لدرجة أن قال لي رئيس القسم حينها"أنت مثل طالب أسترالي ذهب ليدرس علم السكان الأصليين في مصر، وهذا أمر غير منطقي، لذلك طلبك مرفوض">
لكن الدكتور قنواتي أصر حتى أسس قسم المصريات وأسس المركز الأسترالي لعلم المصريات القديمة في جامعة ماكواري الذي أصبح رئيسا له وبقي ينتخب ليبقى حتى الآن.ويضيف الدكتور قنواتي:" لقد أصبح لأستراليا شأن كبير ومساهم في علم المصريات القديمة فأستراليا حازت على أهم 7 مواقع أثرية في مصر للتنقيب والبحث وأستراليا الآن متقدمة جدا بين أقرانها في الدراسات المصرية.
Beni Hassan, general view from the Chapel of Khety Source: supplied:The Australian Centre for Egyptology
وعن أهمية المتحف الجديد الذي سيفتتح في مصر ويقع في ميدان الرماية بالجيزة (غرب القاهرة) ويطل على أهرامات الجيزة، أوضح الدكتور قنواتي: "مصر لديها ثروات أثرية لا يتصورها عقل ولم تصل الاكتشافات حتى إلى نصفها ما هو مدفون تحت أرضها، فمع هذا الكم الهائل كان لابد من وجود متحف متقدم ذي مواصفات عالية يظهر القطعة الأثرية بكامل معلوماتها الموثقة وبشكل جاذب، فهذا أمر رائع، ومصر تستحق مثل هذا الصرح لأن المتحف القديم في ميدان التحرير أصبح لا يستوعب الكم الهائل من المكتشفات الأثرية وتحول إلى شبه مخزن. لذلك فمصر وآثارها تستحق متحفًا مميزاً يشرف هذا التاريخ.
وعن لماذا لم يجسد الأدب المصري القديم على شاشة السينما يتذوق عامة الناس أسوة بغيره من قصص الحضارات الأخرى قال:" لابد أن تصل الحضارة المصرية لمفهوم شعبي لأنها غنية بالنصوص والإرث الفني الكبير، وهذا يحتاج لوقفة ودعم من وزارة الثقافة المصرية فالأدب الفرعوني القديم غني بالقصص المبهرة، فأنا مثلًا لدي كتاب عن المؤامرات في القصر الملكي يصلح أن يتحول إلى فيلم جميل جدًا. ويبقى الأمر لدى المعنيين بالثقافة في مصر". يذكر أن البروفيسور نجيب قنواتي هو أستاذ علم المصريات المتميز في قسم التاريخ القديم ومدير المركز الأسترالي لعلم المصريات، هو عالم مصريات له اهتمام خاص بالعصر القديم والأوسط الوسطى. حصل على البكالوريوس في التاريخ وعلم الآثار والماجستير في علم المصريات من جامعة الإسكندرية مصر، وحصل على الدكتوراه في علم المصريات من جامعة ماكواري. بعد ست سنوات من تدريس تاريخ الشرق الأدنى في جامعة أوكلاند بنيوزيلند، التحق بجامعة ماكواري عام 1980 كمحاضر، وفي عام 1990 تم تعيينه في كرسي شخصي في علم المصريات. وفي عام 1981 أسس مؤسسة راندل للآثار المصرية كما أسس عام 1989 المركز الأسترالي لعلم المصريات ولا يزال مديرًا له.
الدكتور نجيب قنواتي وجواره أحد مواقع الحفريات في بني حسن في مصر Source: Naguib Kanawati/Macquarie University
كما ألف أكثر من 60 كتابًا وعشرات المقالات والأبحاث العلمية في مجال المصريات القديمة.
للاستماع للقاء مع بروفيسور علم الآثار المصرية القديمة نجيب قنواتي يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على