كورونا أثرت إيجابيا على البيئة والحلم هو التحول نحو الطاقة النظيفة

A handout picture made available by NASA of a satellite image showing melting on the ice cap of Eagle Island, off Graham Land, Antarctica.

A handout picture made available by NASA of a satellite image showing melting on the ice cap of Eagle Island, off Graham Land, Antarctica. Source: NASA EARTH OBSERVATORY

"رب ضارة نافعة"، فمن مفارقات كورونا، وبعيدا عن تداعياته السلبية والكارثية، التأثير الإيجابي على البيئة وارتفاع جودة الهواء الذي بات ملحوظا ليس فقط من خلال الصور التي تم التقاطها من الفضاء الخارجي بل أيضا من خلال الحواس البشرية في كبرى المدن حول العالم


انخفضت نسبة ثاني أكسيد النيتروجين فوق هذا البلد مع الحجر الصحي الحازم بسبب فيروس كورونا، علاوة على التباطؤ الاقتصادي المرتبط بذلك.

أظهرت تقارير حديثة التأثير الإيجابي لتداعيات كورونا من توقف عدد كبير من الرحلات الجوية والملاحة والصناعات ووسائل النقل على جودة الهواء وصفاء الجو

فالقيود والإجراءات أسهمت في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بنسبة 25% على مدى أربعة أسابيع بدءا من أواخر يناير، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وسجّل تقرير أن العمليات الصناعية في الصين انخفضت بنسبة 15٪ إلى 40٪ في بعض القطاعات وأن استهلاك الفحم في محطات الطاقة انخفض بنسبة 36٪ وتعتبر الصين من أكبر البلدان الصناعية وبالتالي أكبر منتجة للإنبعاثات الغازية في العالم.

وأفادت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بأن سحابة ثاني أكسيد النيتروجين التي كانت متوقفة فوق الصين في يناير بدأت بالتلاشي في فبراير كما أكدت أن الانخفاض الحاد في تلوث الهواء في الصين خلال فترة الحجر الصحي كان سريعا، وبالمثل انخفضت مستويات التلوث فوق إيطاليا وباقي الدول التي اتخذت التدابير الملزمة بوقف الصناعات والملاحة الجوية وغيرها من تحديد النشاطات والحركة.
A satellite image of Eagle Island in Antarctica, taken 13 February.
A satellite image of Eagle Island in Antarctica, taken 13 February. Source: NASA Earth Observatory
وفيما يأتي تحسن الهواء ونقاؤه في ظل تدابير الإغلاق وإجراءات تقييد حركة الملاحة الجوية والتنقل العام والصناعات المختلفة  بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، هل يمكن التنعم بالهزاء الصافي ما بعد أزمة الكورونا وما هي الخطوات الجدية اللازمة للمحافظة على جودة الهواء وهل يلغي الوضع الحالي مسألة  التغيير المناخي الملحة؟

وفي حديث له مع اس بي اس عربي 24 قال خبير البيئة والطاقة الدكتور جمال رزق ان كورونا لا إيجابيات له ولكن يمككنا القول ان جودة الهواء هي مرافقة له نتيجة توقف النشاط البشري ولكن هذا الإنخفاض في النشاط البشري ليس بشيء جيد لأن الوجه الاخر هو انخفاض الحيوية والإنتاجيو وانعدام الرفاهية  وهذا يغير من مفهوم الحياة، اذ ان المبتغى هو إيجاد التوازن بين الإنتاجية والتطور والرفاهية والمحافظة على البيئة وجودة الهواء في نفس الوقت "ما فينا نسميه ايجابيات هيدا شي اسمو توقف النشاط البشري، ولكن توقف النشاط البشري شي غير جيد"



وأضاف الدكتور رزق ان الحل الأمثل يكمن بالإنتقال الى استخدام الطاقة البديلة "الحلم هو أن ترتفع جودة الهواء بفضل مسعانا وجهودنا واستخدام الطاقة النظيفة" بحيث تستحيل العودة الى الماضي الى زمن عربات الأحصنة وذلك ليس منطقيا على الإطلاق، فاإنسان تتطور وأبدع وما عليه سوى البحث في أساليب استخدام الطاقة النظيفة كي لا يؤذي البيئة ويتمتع بجودة الهواء النقي " نحن مناصرون البيئة، بدنا كهربا أكتر وبدنا الناس تنبسط بعيشتها أكتر ولكن بدنا طاقة (نظيفة) ناتجة عن الطاقة الشمسية"

وأمل الدكتور رزق أن تتحول الأجواء الحالية الى أجواء مستدامة بفعل جهود الإنسان ومسعاه على ألا تكون نتيجة حجر أو تقييد مؤقت، لا بل يجب المحافظة على الحيوية "الجو النضيف العم نعيشو المفروض يكون نتيجة أعمالنا مش الفيروس عاملو "

هذا وأدى وقف النشاط البشري في الصين الى انخفاض الانبعاثات الغازية بنسبة تقارب ال26 بالمئة والمعروف ان التلوث الهوائي الناتج عن الصين يعادل 30 بالمئة من اجمالي الأنبعاثات الغازية في العالم "ما نعيشه اليوم ليس هو الحلم فاذا نظرنا الى ايطاليا ومدريد والبندقية ومدن العالم الاساسية، نعم! خفت العجقة وخفت الحركة ولكن خفت الحيوية، وهذه من مرافقات الفيروس ولكن لا أدعوها إيجابيات"
Pollution in China. (File: AAP)
Pollution in China. (File: AAP) Source: AAP
وبالنسبة عن ما يجب أخذه بعين الإعتبار بعد ما نظف الهواء بسرعة وانخفضت الغازات السامة من الأجواء وبتنا نتنعم بالهواء النقي قال الدكتور رزق "كان هذا درسا كبيرا للبشرية، وقد برهنت الأحداث الأخيرة ان هناك امكانية لتنقية الهواء وان يعود نظيفا، بعد ان  ظن كثيرون  ان  حالة الهواء كغير قابلة للتغير"

أما عن البدائل والحلول المستقبلية بعد أن تعود الحركة على ما كانت عليه سابقا لا بل أكثر، قال الدكتور رزق ان هناك حاجة للمزيد من الأبحاث والتفتيش عن بدائل للوقود المستخدم للطيران وتحديد نوع وكمية الإنبعاثات الصناعية وتشديد الإجراءات القانونية على المصانع والمعامل حول استخدام المصفاة ووسائل التنقية والتوصل الى توليد الكهرباء بعيدا عن استهلاك الفحم " كورونا كلف الإقتصاد العالمي آلاف المليارات (ارقاما خيالية) لو خصصنا خمسة  أو عشرة بالمئة من هذه القيمة لتطوير  السيارات التي تسير على الإحتراق الداخلي الى السيارات الكهربائية لأصبحنا في أفضل حال"
وأشار الدكتور رزق الى أن محطات الكهرباء ووسائل النقل  والصناعة هم أكبر ثلاث مسببات للإنبعاثات الغازية المسممة ويجب النظر في كيفية ضبط التلوث الناتج عنها أما الآن الصحة هي الأولوية فلنركز على تخطي أزمة الكورونا ونحافظ على سلامة بعضنا البعض ولكل حادث حديث.


شارك