أعلن لاعب كرة القدم السابق والمحلل الرياضي الاسترالي المعروف كريغ فوستر، عن تضامنه مع أصدقائه من الجالية الإسلامية في أستراليا وصيام شهر رمضان المبارك معهم ومشاركة كل منهم يوميا على وجبة الافطار.
وقال عبر فيديو نشره على حساباته المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي: "بروح الأخوة والصداقة والتضامن ولكسر الحواجز الثقافية والدينية ومن أجل عالم أفضل، سأشارك حكيم العريبي صيام شهر رمضان هذا العام، تحية لأصدقائنا المسلمين في أستراليا وحول العالم - رمضان مبارك"
وفي أول أيام رمضان نشر: "أنا صائم من شروق الشمس إلى غروبها لمشاركة رمضان مع جاليتنا الإسلامية، وكل ليلة سأفطر مع صديق مسلم لمشاركته وجبة تضامن وتفاهم وتعاطف مع بعضنا البعض."
ويقول السيد فوستر ان هذه المبادرة تهدف الى إظهار تفهمه ودعمه وصداقته وتضامنه مع الجالية الأسترالية الإسلامية، التي شعر الكثير من أفرادها بالحزن في السنوات الأخيرة بسبب طريقة معاملتها، لا سيما في وسائل الإعلام.
"لدي العديد من الأصدقاء الرائعين من المسلمين، بمن فيهم حكيم العريبي طبعا، الذي أعتبره بمثابة أخي الأصغر الآن. بدأت أنا وحكيم نتحدث عن هذه المبادرة منذ أشهر. وسألني حكيم ان كنت أرغب أن أشاركه رمضان هذا العام."
وأضاف السيد فوستر: "أردت فقط أن أثبت لجميع المجتمعات المختلفة في أستراليا وخلال رمضان، اننا نحن جميعًا في هذا الأمر معًا (رمضان في أزمة كورونا)، وأنا معكم، وأنا أدعمكم. من وجهة نظري، نحتاج جميعًا في أستراليا إلى التعاون وبناء الثقة والبقاء على تواصل والتفاهم سوية برغم اختلافاتنا "."قد يكون لدينا وجهات نظر مختلفة، وأديان مختلفة، ونتحدث لغات مختلفة، ولكن في النهاية وفي الوقت الحالي، حان الوقت المثالي لأستراليا للاعتراف بأننا جميعًا في الواقع متشابهون ويجب أن نتعلم كيف نفهم ونتفاعل مع بعضنا البعض."
Professor Berhaan Family breaking fast with Craig Foster. Source: Supplied
وشارك فوستر صيامه في اليوم الأول مع السيد أحمد بولات من منظمة مؤسسة التقارب بين الثقافات Affinity Intercultural Foundation. وفي الايام اللاحقة انضمت السيدة مها عبدة رئيسة رابطة المرأة المسلمة، الكوميديان نظيم حسين، ضياء أحمد رئيس تحرير جريدة Australasian Muslim Times AMUST وغيرهم.
ويقوم كلا من فوستر وأصدقائه بأخذ صورة لأنفسهم وقت الإفطار (كلا في منزله) حاملين ورقة كتبوا عليها رمضان مبارك أو كريم وأسماء عائلتهم كتحية متبادلة بين العائلتين.
ويقول فوسترعن تجربة الصيام أن الأيام الأولى كانت سهلة ومليئة بالحماس، خصوصا وأنه يشارك الإفطار مع العديد من قادة الجالية الاسلامية في أستراليا وسوف تمتد هذه الدعوة دوليًا أيضًا خلال الشهر.
"لكن في اليومين الماضيين كان الأمر أكثر صعوبة، ليس فقط بسبب عدم تناول الطعام، لقد كان هذا ما يرام."
"في الأيام القليلة الأولى كنت أفرط في تناول الطعام ليلاً ... حاولت أكل كل شيء في المنزل. "
"لكن خلال اليومين الأخيرين شعرت بالعطش الشديد دون شرب الماء خلال اليوم الأمر الذي لم أكن معتادا عليه. ""لكن بحسب فهمي لشهر رمضان، فهو المكان الذي يمكننا من خلاله بناء التفاهم حول بعضنا البعض، هو الشعور بالامتنان، الذي أشعر به بشدة، لذا حان الوقت بالنسبة لي للتفكير بمصير الأفراد الذين لا يملكون شيء ليأكلونه في الواقع."
Muslim Women Association CEO Maha Abdo and her family. Source: Supplied
"لذا، آمل أن أمتنع عن الطعام تماما لبضعة أيام على الأقل، لتكون المرة الأولى في حياتي، عندما أدرك أننا محظوظون في أستراليا لاستطاعتنا أن نأكل ثلاث مرات في اليوم إن لم يكن أكثر."
“إنها أقل محاولة للشعور بما يشعر به أكثر من 700 مليون إنسان على هذا الكوكب من الذين هم تحت خط الفقر".
السيد فوستر يقول أن أهمية مثل هذه مبادرة في نسيج التعددية الثقافية في أستراليا تكمن في بناء الثقة والتعاون.
"لهذا السبب أعمل في SBS وأنا عضو في المجلس الأسترالي متعدد الثقافات، لأن أعتقد أن الإنسانية عامل مشترك بيننا جميعا."
"ليس هناك جدوى من مجرد جلوسنا سوية على مائدة الطعام، علينا أن نتعرف على بعضنا بالفعل ومن خلال ذلك يمكننا بناء ثقة أعمق وهذا أمر مهم للغاية في أوقات التهديدات مثل الآن، وفي بلد متعدد الثقافات وفي أستراليا هذا هو المبدأ الأساس".
والرسالة التي يود فوستر ايصالها لمتابعيه ان ليس هناك شك في أننا جميعاً والمجتمع الوحيد الذي قام بعمل عظيم في كبح انتشار الوباء، كما فعلت حكومات الولايات والحكومة الفدرالية في العمل معًا – وهذا هو السبب الذي جعل أستراليا تسيطر على هذا الفيروس في الوقت الحالي.
وقال: "الشيء الرئيسي الذي يجب على الجميع التفكير فيه خلال هذا الشهر هو أن السبب في تعامل أستراليا مع هذا الأمر بشكل جيد للغاية هو التعاون. كانت الحكومة قادرة على العمل مع الجميع دون الحواجز المعتادة التي نضعها يوما بعد يوم واعتبار اللاجئ أو طالب اللجوء إنسان مختلف لسبب ما أو النظر إلى الأسترالي المسلم بشكل مختلف عن الأسترالي الغير مسلم – مثلي أنا."
"لقد تم تحطيم هذه الحواجز في الشهر الماضي، وفجأة أصبح الجميع يعملون معًا. ولماذا؟ لأن حياتنا جميعا أصبحت في خطر... فنحن جميعاً متشابهون ونريد أن نكون في أمان وهذه هي النقطة الرئيسية."
وأضاف: "لا ينبغي أن نواجه تهديدًا لنتعاون معًا - هذه هي الطريقة التي يجب أن نعمل بها ونتصرف بها كل يوم في حياتنا وهذه هي أستراليا التي يجب أن نراها في المستقبل."كريج فوستر هو لاعب كرة قدم أسترالي متقاعد. واعتبارًا من فبراير 2019، أصبح محلل رياضي لخدمة البث الخاص (SBS) في أستراليا. وهو مشهور بموقفه الصريح بشأن الحاجة إلى أن تنضج كرة القدم في أستراليا.
Hakeem al-Araibi Australian footballer of Bahraini decent. Source: Supplied
ولطالما كان فوستر مدافعًا نشطا عن لاعبي كرة القدم، وكان سفيرًا لحقوق الإنسان وسفير اللاجئين لمنظمة العفو الدولية. وغالبًا ما استخدم منصبه كمقدم وككبير لمحللي كرة القدم في SBS لانتقاد الممارسات غير الأخلاقية في اللعبة.
وكان فوستر صريحًا في حملته دفاعا عن لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي، الذي مُنح الحماية كلاجئ سياسي في أستراليا في عام 2014 لكنه احتُجز عند وصوله إلى تايلاند في نوفمبر 2018 بينما كان يقضي شهر العسل مع زوجته بسبب إشعار أحمر من الإنتربول بطلب من السلطات البحرينية التي تتهمه بالتورط في أنشطة ارهابية.