بعد وصولها إلى أستراليا، ذهبت إيمان بصحبة زوجها وابنتها في أول زيارة لمنزل شقيق زوجها ولكن بعد وصولهم هناك رفضت النزول من السيارة.
النقاط الرئيسية
- تحكي إيمان كيف أن أولى خطواتها في كسر حاجز خوفها من الحيوانات أخذتها مع ابنتها جنا
- يشير مسح أجري عام 2019 أن حوالي ثلثي الأسر الأسترالية لديها حيوانات أليفة
- الكلاب هي الحيوانات الأليفة المفضلة في أستراليا ويزيد عددها عن خمسة ملايين كلب
"بمجرد أن فتح الباب خرج كلبهم يجري للترحيب بالضيوف وعندما رأيته شعرت بالخوف الشديد ولم أنزل من السيارة حتى قاموا بإخراجه إلى حديقة المنزل."
تجربة إيمان مصطفى مع الحيوانات الأليفة في مدينتها القاهرة تشكلت بشكل كبير من خلال الكلاب والقطط الضالة في االشوارع والتي لم تكن إيجابية على الإطلاق.
"بسبب الأذى الذي كانت الكلاب تتعرض له، كانت تتصرف بشكل عنيف من أجل الدفاع عن نفسها وكان هذا في المقابل يشعرني بالحاجة للدفاع عن نفسي."
تقول إيمان إن عوامل الثقافة والدين تجعل الناس في موطنها الأصلي مصر أقل رغبة في اقتناء الحيوانات الأليفة وأقل معرفة بطريقة التعامل معها.
"بعض الناس يرفضون إبقاء الكلاب في المنزل لأسباب دينية. والمنازل أيضا أقل مساحة وفي الأغلب ليس لديها حديقة تسمح للحيوان الأليف بالحركة."
تحكي إيمان كيف أن أولى خطواتها في كسر حاجز خوفها من الحيوانات أخذتها مع ابنتها جنا.
"عوّدها والدها منذ صغرها على التعامل مع الحيوانات بحب وثقة وهذا منحها الجرأة. كانت تأخد بيدي وتقربني من الكلاب وتطمئنني وتقول لي: اقتربي لا تخافي أنا معك."
بحسب مسح أجري عام 2019، فإن ما يقرب من ثلثي الأسر الأسترالية لديها حيوانات أليفة و90 في المائة منهم كانوا يمتلكون حيوانًا أليفًا في وقت ما.

اعتبر محمد أن تبني القطة سيكون حلا وسطا مناسبا بين ما يريده أطفاله وبين ما يراه متوافقا مع معتقداته. Source: Supplied by Mohamed Mogahed
وإذا تم استقراء تلك النتائج على جميع الأسر الأسترالية فإن هذا يعني أن هناك حيوانات أليفة في أستراليا أكثر من البشر حيث يوجد ما يقرب من 29 مليون حيوان أليف في البلاد اليوم وهو أكثر من عدد السكان المقدر بـ 25 مليونًا.
إيمان تقول إن أحد الأسباب التي جعلتها تشعر بحاجة لتعرف أكثر عن الحيوانات الأليفة أنها أصبحت جزءاً من روتينها اليومي وعلاقاتها الاجتماعية.
"كنت ألتقي بالجيران في الشارع وهم يأخذون كلابهم للنزهة وأرى أطفالي يربتون على الكلاب في الحدائق العامة."
شعرت إيمان أن عليها أن تتعلم أكثر عن الحيوانات الأليفة وأن تعمل على اكتساب جرأة أكبر في التعامل معها.
"في يوم من الأيام كنت أراقب أطفالي وهم يلعبون مع كلب الجيران في الحديقة وقررت أن اتحدى خوفي واشتري حيواناً أليفاً."
بعد البحث شعرت إيمان أن العناية بالكلاب مجهدة وتتطلب وقتاً وتفرغاً أكبر فقررت أن تتبنى قطة.
يقول محمد مجاهد أن أولاده هم أيضاً من دفعوه لتربية حيوان أليف.
"كنت أرفض الفكرة في البداية لكن أولادي استمروا في الإلحاح علي."
اتصل أحد الأصدقاء يوماً بمحمد وأخبره أن لديه قططاً صغيرة للتبني وسأله إن كان يرغب في تربية واحدة.
الكلاب هي الحيوانات الأليفة المفضلة في أستراليا ويزيد عددها قليلاً عن خمسة ملايين كلب.
لكن محمد يقول إنه لا يرغب في وجود كلب في المنزل لـ"أسباب شرعية" لذلك اعتبر أن تبني القطة سيكون حلاً وسطاً مناسباً بين ما يريده أطفاله وبين ما يراه متوافقا مع معتقداته.
وتشير الأرقام إلى أن النساء والأسر التي لديها أطفال هي الأكثر امتلاكاً للحيوانات الأليفة.
وبحسب الإحصاءات، فإن ما يقرب من ثلثي الأسر التي ليس لديها حيوان أليف ترغب في ذلك لكنها غير قادرة بسبب القواعد التي يفرضها أصحاب العقارات أو اتحادات الملاك أو مخاوفهم بشأن المسؤولية والتكلفة.
يقول محمد: "أرى قططاً تباع بمبالغ طائلة لكنني وجدت أني يمكن أن أحصل على واحدة دون تكلفة مادية وأن هذا سيسعد أطفالي فأقدمت على الخطوة."
يشرح محمد كيف أن الحياة والتعليم هنا في أستراليا يجعلان الأطفال أكثر اتصالاً بالطبيعة والحيوانات.
محمد الذي يصف نفسه بأنه ينتمي للطبقة المتوسطة يقول إنه لم يكن لدى أسرته أو أي من الأسر الصديقة لها حيوانات أليفة.
"أولادي يعرفون أسماء كافة الحيوانات الأليفة وطرق العناية بها. أنا لم تمسح لي الظروف بالتعامل مع الحيوانات الأليفة عن قرب وليس لدي الوقت لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع."
تضحك إيمان وتتذكر بعض المقولات الشائعة عن الحيوانات في مصر.
"يقولون دائما القطط غدارة."
لكن تجربة إيمان في اقتناء قطة هنا في أستراليا جعلتها تشعر أن تلك مقولة خاطئة.
تقول إيمان: "القطط حيوانات وديعة وجميلة جداً."
تتذكر إيمان كيف أن بعض الأفكار الشائعة الخاطئة التي كانت لديها في البداية زادت من خوفها من الحيوانات.
"كانوا يقولون لي إن الكلاب تشم رائحة الأدرينالين وتشعر بخوفك وقد تهاجمك بسبب ذلك."
في البداية كانت إيمان تخاف من القطة ولا ترغب في اقترابها منها ولكنها مع الوقت أصبحت أكثر شخص مفضل لديها في المنزل.
"تأتي إلي أنا خصيصاً الآن وتنام على قدمي."
"سبحان مغيّر الأحوال. لا أعرف كيف أصبح الآن بإمكاني أن أربت عليها وأحتضنها. كأني شخص آخر!"
أطفال محمد سعداء الآن بأنهم نجحوا في النهاية في إقناع والدهم بإبقاء حيوان أليف لكنه يقول إنه بالرغم من وجود القطة معهم في المنزل إلا أنه لا يرغب في التعلق بها بشده.
"لا أحب المبالغة في الأمر واعتبار الحيوان الأليف جزءاً من الأسرة كما يفعل البعض."