الكتاب يعكس تجربتها الطويلة التي تتجاوز العشرين عامًا في أستراليا، مع التركيز على كيفية إعادة بناء حياتها كأم مغتربة. في حفل توقيع الكتاب الذي أقيم في مدينة ملبورن، استعرضت مروة محطات من حياتها ومعاناتها الشخصية، لتصبح مصدر إلهام للنساء اللواتي يواجهن تحديات مشابهة.
من القاهرة إلى أستراليا رحلة التحدي والتأقلم
مروة، التي انتقلت من القاهرة إلى أستراليا مع زوجها، تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في البداية، خاصة فيما يتعلق بالبحث عن وظيفة تتناسب مع مؤهلاتها. وعلى الرغم من أنها كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، بسبب دراستها في مدارس أجنبية في مصر، إلا أنها واجهت صعوبة في التأقلم مع بيئة العمل في أستراليا، حيث كان من الصعب عليها الحصول على وظيفة تتناسب مع تجربتها الأكاديمية والمهنية.
وقد شددت مروة على أن هذا النوع من التحديات ليس حكراً عليها فقط، بل يواجهه الكثير من المهاجرين الجدد، خاصة القادمين من الشرق الأوسط. وأكدت أن الكتاب يهدف إلى تسليط الضوء على الحالة النفسية التي يعاني منها العديد من المهاجرين الجدد، لا سيما "الحنين إلى الوطن" والشعور بفقدان الحياة القديمة التي كانوا معتادين عليها في بلادهم.
Credit: AKB Photography Abdul Khalid Bhaimia
قالت مروة إن تجربتها تعتبر تجربة مشتركة بين العديد من المهاجرين، لكن لكل فرد قصته الخاصة. مع مرور الوقت، أصبح من الواضح لها أن الكثير من النساء اللواتي يهاجرن إلى أستراليا، خاصة من مصر وسوريا ولبنان، يواجهن نفس التحديات في التأقلم مع الحياة الجديدة. ولهذا، كان لابد من توثيق هذه التجربة ومشاركة النصائح والأفكار التي يمكن أن تساعد الآخرين في التغلب على الصعوبات النفسية والعملية التي قد يواجهونها.
أنت لستِ وحدك
أكدت مروة أن الرسالة الأساسية هي "أنتِ لستِ وحدك". فهي تؤمن أن المهاجرات يمكنهن الاعتماد على أنفسهن ويجب عليهن أن يطلبن المساعدة عندما يحتاجن إليها. وتحدثت عن أهمية أن تكون المرأة قوية وشجاعة في بلد جديد، وأن تسعى لتطوير نفسها ومهاراتها بشكل مستمر.
وأضافت مروة أنها تحاول في كتابها أيضًا أن تبرز مسألة "التعايش بين الثقافات" وكيفية التعامل مع اختلافات الثقافات بين الشرق والغرب، وخاصة فيما يتعلق بالهوية الشرقية. فهي ترى أن المهاجرين يجب أن يسألوا أنفسهم: "كيف يمكنني أن أطور نفسي بطريقة لا تتناقض مع هويتي، بل تعززها؟"
Credit: AKB Photography Abdul Khalid Bhaimia
تحدثت مروة عن الصدمة الثقافية التي واجهتها عند انتقالها من القاهرة، المدينة الصاخبة والكبيرة، إلى كانبيرا، المدينة الصغيرة في أستراليا. فبينما كان الناس في القاهرة يتفاعلون مع بعضهم البعض بشكل يومي، كان الأمر مختلفًا تمامًا في أستراليا، حيث يركز الجميع على حياتهم الشخصية بشكل أكبر، ولا ينتبهون كثيرًا إلى "المجتمع" من حولهم.
هذه الفجوة الثقافية كانت من أكبر التحديات التي واجهتها مروة في بداية حياتها في أستراليا. كما أنها تحدثت عن صعوبة التكيف مع فكرة أن على الإنسان أن يطلب المساعدة عندما يحتاج إليها، وهو أمر غير معتاد في بعض الثقافات الشرقية حيث يُتوقع أن يساعد الجميع بعضهم البعض.
كيف تختلف الحياة في الشرق عن الغرب؟
من خلال كتابها، تتناول مروة الفروقات الثقافية بين الشرق والغرب وكيف تؤثر على مفهوم الحياة، خاصة بالنسبة للنساء. فهي ترى أن المرأة في المجتمعات الغربية تتمتع بمزيد من الاستقلالية منذ الصغر، حيث يُشجع الأطفال على الاعتماد على أنفسهم والعمل منذ سن مبكرة. هذا يختلف تمامًا عن التربية الشرقية التي غالبًا ما تكون أكثر حماية وتوجّهًا نحو العائلة.
LISTEN TO
في SBS Examines: عدم توظيف المهاجرين في الوظائف المناسبة يكلف الاقتصاد الأسترالي مليارات الدولارات
SBS Arabic
06/11/202406:18
خطط مستقبلية
وفيما يتعلق بخططها المستقبلية، أكدت مروة أنها تخطط لترجمة الكتاب إلى اللغة العربية ليصل إلى جمهور أوسع، إضافة إلى أنها تفكر في كتابة المزيد من الكتب التي تحمل نصائح حياتية وتجارب مفيدة. فهي تأمل أن تسهم قصتها في إلهام الآخرين وتوفير الدعم للمهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة.
في ختام اللقاء، عبّرت مروة عن شكرها للمجتمع الأسترالي الذي استقبلها وأتاح لها الفرصة لإعادة بناء حياتها. وفي الوقت نفسه، كانت تعبر عن احترامها لثقافتها الشرقية التي تظل جزءًا لا يتجزأ من هويتها.
يمكنكم الاستماع إلى اللقاء كاملاً مع السيدة مروة ريدة عبر الضغط على التدوين الصوتي أعلى الصفحة