عندما سُئل د. فادي عن الفترة التي سبقت مغادرته قطاع غزة، الذي يعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من 14 شهراً، قال: "ما زلت أعيش تلك الفترة بتفاصيلها". تلك الكلمات تختصر كل الألم والمرارة التي عايشها هو وعائلته في تلك الأوقات العصيبة. وفي حديثه مع "أس بي أس عربي"، أضاف د. فادي أنه "ما زال يشعر بالصدمة"، مستعيدًا ذكريات تلك اللحظات الصعبة.
وعن تلك الليلة التي غيرت مجرى حياته وحياة زوجته وابنه الوحيد بشكل جذري، قال: "كنا نائمين في منزلنا في منطقة الرمال الجنوبي حين طلبوا منا إخلاء المنطقة، فانتقلنا إلى منزل أهل زوجتي في الزوايدة، جنوب القطاع". كانت تلك اللحظات مليئة بالتوتر والخوف، فالأوضاع في غزة كانت تتدهور بسرعة، وكان لا بد من البحث عن مأوى آمن.
كانت فترة صعبة جداً، لا كهرباء ولا انترنت ولا ماء. شعرت بالقلق على طفلي البالغ من العمر ست سنوات. انتقلنا من حياة بمستوى اجتماعي معين إلى وضع لا نجد فيه الأساسيات كالبيض والخبز والبطاطا.
شقيقة د. فادي، التي تعيش في أستراليا وتحمل جنسيتها، كانت هي من فتحت له ولعائلته باب الأمل، حيث تمكنوا من الوصول إلى بر الأمان. وقال د. فادي معبرًا عن مشاعره: "أشكر الله أنني هنا، وزوجتي وابني في أمان. أنا ممتن لوجودي هنا، ولكنني في الوقت نفسه أشعر بالأسى لأنني لم أعد قادراً على ممارسة العمل الذي أحب، وهو تخصص الأمراض الجلدية، الذي عملت فيه لمدة 13 عاماً."
ورغم الصعوبات التي يواجهها، لم يثنِ د. فادي عزيمته. فقد قرر أن يبدأ من جديد ويكمل مسيرته العلمية في أستراليا، حيث يتعلم الآن معايير وأخلاقيات الطب المختلفة. وقال عن ذلك: "أنا أحترم خصوصية البيئة الطبية في أستراليا. أدرس حالياً موضوع الـ medical ethics التي تختلف هنا، ولا بد من دراستها. الأمور ليست سهلة، ولكنني سأبذل قصارى جهدي."
إن الطريق طويل وصعب، ولكن د. فادي يأمل أن يتمكن من معادلة شهاداته الطبية والعودة إلى ممارسة مهنته التي يعشقها. ورغم العوائق التي قد تواجهه، إلا أنه يبقى مصمماً على تحقيق هدفه، مؤمنًا بأن العمل الجاد والمثابرة سيحققان له النجاح في النهاية.
LISTEN TO
"لن أشعر بالخوف وهذا واجبي": الدكتورة بشرى عثمان تسافر إلى غزة لمعالجة المرضى
SBS Arabic
14/11/202412:44
تعيش شقيقة غربية في أستراليا وتحمل جنسيتها ما فتح باباً له ولعائلته كي يتمكن من الوصول إلى بر الأمان: "أشكر الله انني هنا وزوجني وابني بأمان. ممتن لوجودي هنا ولكنني أشعر بالأسى لأنني لم أعد قادراً على ممارسة العمل الذي أحب وأمارسه منذ 13 عاماً في الأمراض الجلدية."
ورغم العراقيل، قرر د. فادي الدراسة مجدداً لمعادلة شهادته الطبية وإن كان الطريق طويلاً: "أنا أحترم الحقيقة خصوصية البيئة الطبية في أستراليا. أدرس حالياً الـmedical ethics مختلفة ولا بد من دراستها. الأمور ليست سهلة ولكنني سأبذل قصارى جهدي."
استمعوا إلى اللقاء مع الواصل حديثاً من غزة د. فادي غربية في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على