"اتهمني بالجنون": سيدة عربية أسترالية تروي قصتها مع العنف المنزلي والطلاق

divorce

Source: Getty Images

نسب الطلاق إلى ارتفاع في أوساط الجالية العربية في أستراليا فما هي الأسباب وراء ذلك وما طبيعة الخدمات التي تقدمها الحكومة لضحايا العنف الأسري؟


"اتفقنا منذ البداية أن نعيش في الخارج" من هنا بدأت نور* تروي لنا قصتها مع زواج "سام" استمر لسنوات طويلة وأثمر طفلين وتخلله الكثير من العنف الجسدي واللفظي على حد سواء. قصة بدأت بداية وردية في إحدى المدن العربية حيث التقت زوجها السابق في الجامعة وتكللت علاقتها بالزواج بعد فترة قصيرة.

وعن تلك المرحلة قالت لنا: "قال لي أنه يرغب في الانتقال للعيش في أستراليا لأن لديه أقارب هناك. أنا كنت أنوي إكمال دراسة الماجستير أيضاً وحصلت على تأشيرة ورافقني إلى ملبورن."

بالإضافة إلى الصعوبات والعوائق التي تعترض طريق أي واصل حديثاً، اضطرت نور للتعامل مع تحديات إضافية: "قضينا سنتين ونصف صعبة للغاية في ملبورن. كنت أدارس وأعمل في نفس الوقت وأضطر لتحمل الكثير من الإساءة فقط ليتسنى لنا البقاء في أستراليا دون مشاكل."
كان غاضباً على الدوام ويسيء لي لفظياً ويحطم معنوياتي.
وعندما شارفت نور على تقديم رسالة الماجستير كانت قد أنجبت طفلها الأول: "وقتها قلت له اعمل ما بدا لك. أنا سأتقدم بطلب للإقامة الدائمة ولكنه أصر على العودة إلى الأردن وهذا ما حدث. مكثنا هناك شهراً وبعدها قال لي أنه يرغب بالعودة إلى أستراليا!".
Domestic violence
Source: Pixabay
عادت نور برفقة زوجها ولكن إلى وجهة مختلفة هذه المرة فتوجها إلى نيوكاسل حيث انتقل أقاربه للعيش وبدأت تراوده فكرة فتح مصلحة تجارية كونه "يكره العمل لدى آخرين" ولكن هذا المشروع لم يسهم في ارساء الاستقرار في حياة العائلة الصغيرة.
اتهمني بأنني مجنونة وبأنني بحاجة لعلاج نفسي.
وجدت نور نفسها مضطرة لتحمل عبء المصلحة التجارية بالإضافة إلى باقي أعبائها: "قمت بالاتفاق مع الدهان والبليط والمكتب العقاري. كنت أرغب بأن أراه سعيداً ولكنه كان يلاحقني بطلبات العمل حتى عندما أسافر لأرى أهلي. كنت أتحمل وأسكت لأنني ان لم أفعل ستنقلب حياتي إلى جهنم."

سألتها عن أول مرة راودتها فيها فكرة الانفصال بشكل جدي فقالت: "اول مرة قلت لنفسي أنني غير قادر على الاستمرار كانت بعد ولادة ابني الثاني أي قبل 5 سنوات من وقوع الطلاق. كنت أرغب بأن يعرف ولدي ماذا يعني أن يكون لديهم أب. بعد ذلك بدأ التوتر يزداد في البيت وتحول العنف اللفظي إلى عنف جسدي. كان الوضع مخيفاً."

وعندما فاتحت نور زوجها بموضوع الانفصال لجأ إلى تهديدها: "صار يهددني بأنه سيتركني معلقة دون طلاق وأنه سيأخذ مني الأولاد. في هذا الوقت وأثناء سفره في إحدى المرات توجهت إلى سنترلنك لطلب المساعدة وصارحتهم بالأمر. توجهت أيضاً إلى مركز لدعم ضحايا العنف الأسري. لم أكن أعلم في تلك المرحلة أن ما أمر به هو عنف أسري."

وفي النهائية، توجهت نور بنصيحة إلى العالقات في زيجات سامة بالقول: "هناك دائماً مخرج. لا تعيشي في علاقة سام تنضوي على إهانة لك. هناك دائماً فرصة وضوء في نهاية النفق لتكتبي فصلاً جديداً في قصة حياتك."

*نور هو اسم مستعار

استمعوا إلى المقابلة مع نور* في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه. 


شارك