اللاجئ العراقي الذي أنقذت أستراليا ابنه: "بلدنا أسترالي وعلمنا أسترالي وهويتنا أسترالية"

Australia has given Dani a new lease on life.

Australia has given Dani a new lease on life. Source: Insight

وفي العام 2018 تم تشخيص داني بأمراض فساد العضلات وشلل دماغي واعاقة ذهنية. خضع داني لعملية جراحية كبيرة في أستراليا ساعدته على المشي بشكلٍ أفضل. وتم إجراء العملية في مستشفى Westmead واستغرقت 6 ساعات، عمل فيها الجراحون على تصحيح قدميه.


ولد التوأم داني ورامي جمال في الشهر السابع من الحمل ببلدهما الأم العراق قبل 10 سنوات. وبالرغم من مرضهما في بداية حياتهما إلا أن داني عانى أكثر من أخيه.

يقول إياد والد داني ورامي إنه تم سحب داني بقوة مفرطة أثناء عملية الولادة العسيرة.

في البداية، تم تسريح التوأم من المستشفى مع والديهما إلى المنزل، ولكن سرعان ما شعر إياد أن ثمة مشكلة في الولدين.
كانا صغيرين جداً ولونهما أصفر. أخذتهما لمستشفى أهلي للراهبات في العراق للعلاج وبعد 4 أيام أعادوهما لي بلا تحسن.
بعد الذهاب بالولدين إلى عدة مستشفيات، انتهى بهما الأمر في مستشفى حكومي آخر لمدة 40 يوماً، خضعا خلالها لشتى أنواع الفحوصات لمعرفة ما بهما.
سحبوا عينات من النخاع الشوكي وشك الأطباء بمرض السحايا وأجروا لهما فحوصات كثيرة لم تتوصل إلى شىء.
ويقول داني أن بعد 40 يوماً تحسن رامي ولكن حالة داني استمرت من سئٍ إلى أسوأ.

"لم أعرف أين أذهب بهما"

عانى داني من شللٍ رباعي وأعراض أخرى لم يجد لها أبويه تفسيراً ولم يفده الأطباء في العراق بتشخيصٍ للحالة.

"صلينا في الكنيسة كثيراً ودعونا الرب أن يشفيه"

أستراليا المنقذة

بدأ داني بالتحسن قليلاً على مر السنوات ولكن بدون رعاية طبية حتى عمر 5 سنوات حينما انتقلت العائلة إلى الأردن بانتظار بلد اللجوْ. 

"أقدمنا على قرار اللجوء في العام 2010 ولكن تأخرنا حتى ساءت الأوضاع في العراق وهددنا بالقتل من جهات مجهولة."
في الأردن استطاع داني الحصول على عملية جراحية لتصحيح حول في العينين. ويقول والده إنه ممتن لما قدمته الأردن بمساعدة منظمات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ولكن الامكانيات المطلوبة لمساعدة ابنه كانت لاتزال محدودة.

 

بعد الوصول إلى أستراليا في آب/أغسطس 2017 بدأت رحلة داني للتعافي بأخذ منعطفٍ يبعث على الأمل.
من يوم الوصول وداني بدأ يحصل على الرعاية الطبية اللازمة.
قامت الـ NDIS البرنامج الحكومي لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدة داني وتوفير كل ما يحتاج من متابعة ورعاية طبية.

ومن المتوقع أن يخضع داني لعددٍ من التدخلات الجراحية على مر الـ 5 أو 6 سنوات القادمة من عمره، أولها في تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام. كما حذر الأطباء والديه من أهمية المتابعة الطبية المستمرة.

أستراليا بلدنا

وبحسب إياد، يستمتع داني وتوأمه رامي بحياة مدرسية سعيدة، حيث رحب بهما الطلاب الآخرون كلاجئين وذوي احتياجات خاصة بدون أحكامٍ مسبقة.
يحبون أستراليا ولا أذكرهم بأي شئ من العراق. لأن أستراليا هو بلدنا الآن.
"أتمنى داني يكبر ويشوف مثل حالته ويساعدها."

ووصف إياد مستوى التعليم في أستراليا بالـ"رائع" واستشهد على ذلك بتعلم ابنه الأكبر يوسف اللغة الانجليزية بسرعة كبيرة حتى أصبح بمثابة "مترجم العائلة".

"أستراليا الدولة الوحيدة اللي شافت حالنا. بلدنا أسترالي وعلمنا أسترالي وهويتنا أسترالية."


شارك