كان النقاش الدائر قبل ازمة كورونا في العديد من صالونات السياسة والاقتصاد عن مستقبل قطاع الاعمال والوظائف في ظل التطور التكنولوجي المستمر.
اذ اقتحمت التكنولوجيا الكثير من قطاعات الاعمال وأوجدت أسواق وفرص عمل جديدة للكثير من الاشخاص وأيضا ساهمت باختفاء وظائف البعض الآخر.
وفي خضم هذا النقاش حل فيروس كورونا ضيف ثقيل على العالم وفي ظرف أسابيع قليلة انقلب حال العالم رأسا على عقب وأغلقت الكثير من الاعمال والشركات أبوابها وأعلن بعضها الآخر الافلاس.
يستعرض مع المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله ابرز قطاعات الاعمال التي يتوقع أن تزدهر في زمن ما بعد الكورونا، بالإضافة الى بعض فرص العمل التي ستتيحها هذه القطاعات. جميع الأفكار الواردة في هذه الحلقة هي على سبيل المعلومات العامة فقط وليست نصيحة خاصة.
ناقشت احدى الحلقات السابقة من بودكاست لنحكِ عن المال أبرز الخيارات المتاحة امام الحكومة الأسترالية لإعادة بناء الاقتصاد الأسترالي وبدى وكأن قطاعات الصناعة والخدمات التعليمية والصحية و مشاريع البنى التحتية هي من ابرز القطاعات التي قد تلجأ لها استراليا لبناء اقتصادها المستقبلي.ولكن في حلقة اليوم يقدم المحلل الاقتصادي تفاصيل أكثر عن هذا، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين خسروا وظائفهم او تأثرت مصالحهم التجارية ويرغبون في الاستثمار والعمل في قطاعات أخرى.
Prime Minister Scott Morrison at the National Press Club in Canberra Source: AAP
يقول عبد الله: "الأسئلة كثيرة والتغييرات كانت سريعة جدا. وجاء فيروس كورونا ليطوي صفحة عقود من نظام اقتصادي وطريقة عمل ونمط حياة معتمد في البلاد. واليوم أجبرنا الوباء على فتح صفحة جديدة ربما لسنا جاهزون لها بعد."
ويرى عبدالله انه من حيث الفرص المستقبلية المتاحة في قطاعات الأعمال الاسترالية فانه ميال الى وضع القطاع الصحي في المقدمة.
"أكبر درس تعلمناه خلال أزمة كورونا ان الصحة أولا. وكان القطاع الصحي من أكثر القطاعات المرشح نموها في أستراليا وبحسب دراسات عام 2018 بنسبة 14٪ سنويا قبل الأزمة، ولكن من المتوقع أن تزيد هذه النسبة الآن."
على سبيل المثال، قد تتغير خدمات تقديم الرعاية للمسنين نوعا ما لتتيح المزيد من الخدمات المنزلية بدلا من الحصول عليها في مراكز الخدمات الصحية. وبحسب عبدالله قد يؤدي هذا الى خلق فرص عمل في مجال تقديم الرعاية وأيضا سيفتح المجال أمام طلب المزيد من مقدمي الرعاية المعروفين بالـ Carers للعمل.ومن ناحية أخرى، تعتمد خدمات التمريض بشكل كبير على اليد العاملة المؤقتة في أستراليا، ومع زيادة القيود المفروضة على السفر عالميا وأيضا الدعوات لإعادة النظر بنظام منح التأشيرات، سيتوجه القطاع ليعتمد اكثر على اليد العاملة المحلية ويخلق فرص عمل أكثر في قطاع التمريض المحلي.
Erkeklerin COVID-19 yüzünden yoğun bakıma alınma riski kadınlardan iki kat fazla. Source: Sergei Bobylev/TASS/Sipa USA
ويقول عبدالله ان قامت الحكومة بمواكبة التطور في قطاع التكنولوجيا البيولوجية والأبحاث، فستفتح المجال أمام خلق المزيد من فرص العمل في الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات المعنية.
وظهر "الاهتمام بخدمات الصحة النفسية على ساحة الأزمة بشكل ملفت وبدأت الحكومة والجهات المعنية بإعطائها أهمية أكبر من ذي قبل." عدا عن ازدهار صناعة المنتجات الصحية مثل الكمامات والمعقمات وغيرها التي ستتطور بشكل لافت مع مرور الوقت، وتكلفة البدء بها منخفضة.
القطاع الثاني المرجح نموه سيكون بحسب عبدالله قطاع التعليم والتدريب المهني. وذلك بسبب احتمال عودة الكثير من الاستراليين لمقاعد الدراسة لاكتساب مهارات جديدة تسمح لهم بتغيير عملهم، خاصة ان كانوا من العاملين في أحد القطاعات الأكثر تأثرا بالأزمة مثل قطاعات الطيران والسياحة وتجارة التجزئة وغيرها من القطاعات التي تعتمد على حركة الناس و السفر.
وينصح عبدالله بتطوير المهارات الناعمة لتحصين أنفسنا من الأزمات مستقبلية. ومن هذه المهارات هي مهارات التواصل عبر منصات مختلفة communication skills، التي تساعد في إتمام الأعمال عن بعد.
"ومن المهارات الأخرى الضرورية هي تنمية الذكاء العاطفي أو الـ Emotional intelligence وهي مهارات التحكم بعواطفنا لنبقى محفزين لإنجاز اعمالنا وتحقيق اهدافنا. وهناك ورشات عمل متاحة لتعلم وتنمية هذه المهارات."
وأثبتت هذه الأزمة ضرورة الالمام بالمهارات الرقمية أيضا Digital skills، وأصبح انجاز مهامنا اليومية والاشغال المستقبلية يعتمد عليها بشكل كبير.ويقول عبدالله: "علينا أن نمحي الامية الرقمية." ولهذا، سيشهد قطاع التكنولوجيا الرقمية ازدهارا كبيرا لان العالم سيعتمد عليه في المستقبل و"لابد أن نواكب تطوره لئلا يتركنا خلفه".
The idea behind the event is to equip businesses with the digital skills they need to succeed online. Supplied. Source: Supplied
وخلال أزمة كورونا لجأ العديد من الأستراليين للتسوق عبر الانترنت وكان البعض منهم يقوم بهذه التجربة لأول مرة. وبالرغم من تأخر وصول بعض البضائع عن العادة، أثبت القطاع أهميته الاقتصادية.
وكشفت العديد من استطلاعات الرأي ان اغلب الاستراليين سيستمرون بالتسوق عبر الانترنت حتى بعد تخفيف القيود.
ويقول عبدالله: “استفاد أصحاب المتاجر الإلكترونية بالإضافة الى شركات الشحن و التوصيل كثيرا من هذه الأزمة وازدهر عملهم بازدياد الطلب على خدماتهم."
واستفاد أيضا قطاع خدمات التنظيف في ظل هذه الأزمة، وسيكون هناك طلب أكبر على خدماته خصوصا لتعقيم المكاتب والحفاظ على صحة الموظفين وبيئة العمل.
اقرأ المزيد
كل ما تحتاج معرفته عن خطة JobMaker الجديدة