"عندما قالت ابنتي لمعلمتها أننا سنحتفل بالهالوين أخبرتها المعلمة أن ذلك حرام لأننا مسلمون."
النقاط الرئيسية
- رغم أن الهالوين أصبح مناسبة احتفالية في دول كثيرة حول العالم إلا إنه مازال حدثا مثيرا للجدل
- يرفض البعض الإحتفال بالهالوين لأسباب دينية وهذه وجهة نظر تؤيدها بعض الجهات والشخصيات الدينية
- تعود أصول الهالوين إلى مهرجان Samhain الخاص بالشعوب الكلتية في بريطانيا القديمة وأيرلندا
تقول شهيرة مدحت وهي أم لثلاثة أطفال مقيمة في سيدني أنها على الرغم من معارضة البعض تولي احتفال الهالوين اهتماما خاصا لما تجده فيه من فرصة للإبداع والإبتكار.
"إنه يوم يتسم بالحرية يفعل كل واحد منا ما يريد أن يفعل ويكتشف ذاته ويعبر عن ذاته من خلال ما يرتديه."
تقول شهيرة أنها عادة ما تبدأ في استعدادات الهالوين في منتصف أكتوبر ولكنها هذا العام قررت أن تزين المنزل منذ بداية الشهر.
"دائما ما أبحث في جميع الإحتفالات عن الأفكار الجيدة التي أرى أنها تناسبنا. على سبيل المثال يوم الهالوين يمكن أن نتحدث مع الأطفال عن أقربائنا أو أحبائنا الذين ماتوا ونذكرهم بهم."
رغم أن الهالوين أصبح مناسبة احتفالية في دول كثيرة حول العالم إلا إنه مازال حدثا مثيرا للجدل خصوصا فيما يتعلق ببعض الأزياء أو بعض وسائل التنكر.
يرفض البعض الإحتفال بالهالوين لأسباب دينية وهذه وجهة نظر تؤيدها بعض الجهات والشخصيات الدينية من منطلق اعتقاد بأن أصل الإحتفال وثني أو أنه مرتبط بما يعرف بعبادة الشيطان.
تقول عبير أبو علي التي تسكن في إحدى المناطق الإقليمية على حدود ولاية نيو ساوث ويلز مع ولاية كوينزلاند أن سكان المناطق الإقليمية لا يعطون نفس الإهتمام لاحتقالات الهالوين.
"عندما كانت البلدية تقيم احتفالات كان بعض الناس وخصوصا السكان الأصليين يعبرون عن غضبهم. أصبحت المدرسة تقيم احتفالا واحدا لجميع الصفوف بعض وقت الدوام المدرسي بسبب ضعف الإقبال عليه."
رفض المجتمع المحيط بها لفكرة الإحتفال وعدم حماس أولادها جعل عبير تتوقف عن الإهتمام بالمظاهر الإحتفالية للهالوين.
"عندما أعرض على أولادي شراء الملابس التنكرية وحضور حفلة المدرسة يرفضون لأنهم يرون معظم أصدقائهم غير مهتمين بالمناسبة فهم يقلدون بعضهم البعض."زادت شعبية الهالوين في أستراليا في السنين الأخيرة وخاصة في المدن الكبرى حيث أصبحت سلع الهالوين متاحة بسهولة في معظم محلات السوبر ماركت وأصبح التنكر في 31 أكتوبر/تشرين الأول هو القاعدة.
تقول شهيرة أنها عادة ما تبدأ في استعدادات الهالوين في منتصف أكتوبر ولكنها هذا العام قررت أن تزين المنزل منذ بداية الشهر. Source: Supplied by Shahira Medhat
ولكن بعض الناس يرون في الإحتفال بالهالوين دليلا على الغزو الثقافي الأمريكي.
يرى الكثيرون الهالوين احتفالا مستوردا من الولايات المتحدة لكن المفاجأة هي أن الإحتفال بتلك المناسبة كان محظورا بين المستعمرين الأمريكيين الأوائل.
تعود أصول الهالوين إلى مهرجان Samhain الخاص بالشعوب الكلتية في بريطانيا القديمة وأيرلندا. خلال المهرجان يُعتقد أن أرواح أولئك الذين لقوا حتفهم تعود لزيارة منازلهم ويعتقد أن أولئك الذين ماتوا خلال العام يسافرون إلى العالم الآخر.
أشعل الناس النيران على قمم التلال لإعادة إحياء حرائق مواقدهم لفصل الشتاء ولإخافة الأرواح الشريرة، وكانوا يرتدون أحيانًا أقنعة لتجنب التعرف عليهم من قبل الأشباح التي يُعتقد أنها موجودة.
وبهذه الطرق ارتبطت كائنات مثل السحرة والعفاريت والجنيات والشياطين باليوم.
عندما ذهب عدد كبير من المهاجرين، بما في ذلك الأيرلنديون، إلى الولايات المتحدة بداية من منتصف القرن التاسع عشر أخذوا معهم عادات الهالوين وفي القرن العشرين أصبح عيد الهالوين أحد الأعياد الأمريكية الرئيسية، خاصة بين الأطفال.
كمناسبة غير دينية أصبح الهالوين مرتبطا بعدد من الأنشطة مثل ارتداء الملابس التنكرية وتجول الأطفال في الشارع لجمع الحلويات من البيوت.
بعض العائلات العربية في أستراليا ترى في الهالوين فرصة لإدخال البهجة على الأطفال الذين يستمتعون بالتنكر وجمع الحلوى.
تقول سارة عجمي المقيمة في بريزبان أن ابنتها استمتعت باحتفال الهالوين مع أصدقائها في روضة الأطفال.
"اشتريت لها ملابس جديدة وقضت وقتا ممتعا مع أصدقائها. أنا أتعامل مع الأمر ببساطة. أنا مسلمة ومقتنعة بأعيادنا ولكن لا مانع من قضاء بعض الوقت الممتع."
بعض الناس يرون أن الرعب الحقيقي في الهالوين هو العادات الإستهلاكية.
حسب الأرقام فإنه من المتوقع أن يصرف الأمريكيون على مشتريات الهالوين هذا العام أكثر من أي عام آخر مبلغ يصل إلى أكثر من 10 مليار دولار حيث سيتم إنفاق حوالي 3 مليارات دولار على الحلوى وحدها.