أثارت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، شربل وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الحرة، ردود أفعال غاضبة من المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى ما دفعه إلى تقديم طلب إعفائه من مهامة ووافق الرئيس اللبناني على ذلك.
النقاط الرئيسية
- وصف الوزير اللبناني المستقبل السعودية ودول خليجية بـ "أهل البدو" واعتبرهم مسؤولين عن ظهور تنظيم داعش
- اعنذر الوزير وقدم طلب إعفاء من مهامه إلى الرئيس اللبناني الذي بادر بقبول الطلب واعتبر ما قاله الوزير لا يمثل الرأي الرسمي اللبناني
- رئيس تحرير صحيفة التلغراف في أستراليا اعتبر ما قاله الوزير المستقيل جزءً من تخبط واسع النطاق في لبنان
واتهم الوزير المستقيل دول الخليج بدعم تنظيم داعش حيث ورد في مقابلته: "أتى الدواعش الذين أحضروهم لنا دول أهل المحبة والصداقة والأخوّة (..) لا أريد أن أسمي، دول المحبة جلب لنا الدولة الإسلامية."
وكانت المقابلة جزءً من مناظرة على الهواء بين الوزير اللبناني وضيف سعودي اتهم فيها الأخير الرئيس اللبناني ميشال عون "تسليم لبنان إلى حزب الله المدعوم من ايران" فرد وهبة بالتذكير بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وأعقب تعليقه بالقول "لن أقبل وأنا في لبنان أن يهينني واحد من أهل البدو."
وسارعت السعودية والبحرين والإمارات والكويت إلى استدعاء سفراء لبنان لديها وأصدرت شكاوى رسمية.
سارع وهبة في اليوم التالي إلى الاعتذار وقال انه "لم يكن يقصد الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة" وقال الرئيس اللبناني إلى إصدار بيان قال فيه ان تصريحات الوزير وهبة لا تمثل رأي الحكومة قبل أن يقبل طلب إعفائه من مهامه ويعين نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع زينة عكر وزيرة للخارجية بالوكالة.
The site of the explosion, one day after the blast at the Beirut Port. Source: EPA
واعتبر القزي أن دول الخليج اليوم "مزراب الذهب الوحيد الباقي للبنان" وأن الدبلوماسي يجب ألا ينزلق إلى مواقف كهذه.
وأضاف: "كوزير للخارجية عليه أن يُلمّ على الأقل بمصالح اللبنانيين في الخارج. لدينا نصف مليون لبناني يعملون في الخليج ويدرون على البلد 6 مليارات دولار سنوياً."
ورفض القزي وصف تصريحات الوزير وهبة بـ "زلة لسان" معتبراً أن لبنان "خرج عن سياقه الطبيعي" ومن غير اللائق افتعال مشاكل مع "دول لم تتخلّ عن لبنان في أسوأ ظروفه" ضارباً مثال اتفاق الطائف الذي أنهى عملياً الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت لخمسة عشر عاماً والمساعدات الخليجية التي انهمرت على البلاد بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت في آب أغسطس 2020.
هذا وشاب الفتور العلاقات السياسية بين لبنان والسعودية في السنوات الأخيرة، على خلفية تعاظم دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز.
ويأتي هذا التوتر فيما كان لبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية والمالية، يعيد ترتيب علاقاته السياسية مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، ويعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة.
استمعوا إلى المقابلة مع الأستاذ أنطوان القزي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.