تدارس المجلس الوزاري الوطني في اجتماع طارئ اليوم تطور الوضع الوبائي في البلاد بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة وتوقعات معهد "دوهرتي" بأن تصل الحالات اليومية إلى 200 ألف حالة مع حلول شهر فبراير شباط في أسوأ سيناريو إذا لم يتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لإبطاء انتشار أوميكرون.
وقد أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون أن الاجتماع كان إيجابيا، وأن المجتمعين اتفقوا على أن متحور أوميكرون يعد تحديا جديدا، لكننا على ثقة بأنه يمكننا مواجهته.
"لا داع للهلع من الأرقام التي ذكرها معهد دوهرتي لأنها السيناريو الأسوأ وليس السيناريو المحتمل، لكن علينا الاستجابة لارتفاع عدد الإصابات الأخبار لجيدة اليوم، هي أنه على الرغم من ارتفاع عدد الحالات، لم نشهد تأثيرا كبيرا على نظام المستشفيات والنظام الصحي لغاية الآن. وأن دورنا يبقى ضمان قدرة هذا النظام على الصمود".
وأعلن موريسون عن ثلاث نواح يجب التركيز عليها وهي: إجراءات الصحة العامة لتطويق الانتشار، دعم برنامج التلقيح، ومتابعة الفحص، العزل، التتبع والحجر.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يوافق الدكتور روبير كلداوي، أخصائي الكيمياء الحيوية، أنه ليس هناك ضرورة للهلع لكن المشكلة تكمن في تضارب الرسائل والمعلومات.
"لا ضرورة للهلع لكن تضارب الرسائل والآراء من قبل الحكومات ووسائل الإعلام يخلق نوعا من الفوضى. هذا اللغط يؤدي أيضا إلى سوء تفاهم بين العائلات، وإلى خوف الناس من بعضهم".
وفي آخر الأرقام سجلت نيو ساوث ويلز 3763 حالة جديدة، من أصل 151 ألف و443 فحصا. هذا ويوجد ثلاثمئة وشخصان في المستشفى، منهم 40 في العناية المركزة في مستشفيات سيدني، في أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وكشف وزير الصحة في نيو ساوث ويلز براد هازارد أمس أن حوالي 1400 من موظفي الصحة اضطروا للابتعاد عن العمل بسبب الإصابات بكوفيد 19. وكرر مناشدته للناس لأخذ الجرعة المعززة من اللقاح قائلا إنها "هديتك لنفسك وللمجتمع في عيد الميلاد".
لكن وعلى الرغم من الارتفاع في أعداد العدوى فإن السلطات الصحية لم تغير إجراءات الصحة العامة لكنها تشجع الناس على الإبقاء على التباعد الجسدي وارتداء الكمامة في الداخل. كما وأن الحكومة رفضت دعوات للحد من التجمعات الكبيرة.
رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيه أقر أمس بأن ارتفاع عدد الإصابات سوف يؤدي إلى تزايد الدخول للمستشفيات لكنه قال إن لديه ثقة بنظام الصحة في الولاية، وبأننا "سوف نجتاز هذا التحدي".
في هذه الأجواء لوحظت زيادة كبيرة في عدد الناس الذين يذهبون لإجراء فحوصات ال PCR مما زاد مدة الانتظار في الطوابير وفي ظهور نتيجة الفحوصات. الانتظار لفترات طويلة للخضوع لفحص ال PCR، خاصة في سيدني، أدى إلى اختفاء الفحوصات الشخصية السريعة من بعض المتاجر والصيدليات بسبب الطلب المتزايد عليها.
كما وسجلت في ولاية فيكتوريا 1503 حالات، وست وفيات، مع وجود 394 أشخاص في المستشفى، منهم 70 في غرفة العناية المركزة. وقالت السلطات الصحية في ولاية فيكتوريا إن طوابير الانتظار لإجراء الفحوص تكتظ بسبب أشخاص لا يعانون من أعراض مرضية لكن عليهم إجراء الفحص لأسباب بيروقراطية.
وقد تم إجراء عدد قياسي من الفحوص أمس الثلاثاء وصل إلى أكثر من 92 ألف عينة.
وقال مسؤول الاستجابة لكوفيد 19 جيرون وايمار اليوم إن على من لا يعاني من أعراض أن يشتري الفحص السريع ويجريه في المنزل عوضا عن زيادة صفوف الانتظار الطويلة.
ويقول الدكتور روبير كلدواي إن هناك هوسا أحيانا بإجراء هذه الفحوصات داعيا إلى إجرائها عندما تكون لدى الشخص عوارض واضحة أو إذا كان مطلوبا منه قانونيا.
ويقول الدكتور كلداوي إن متحور أوميكرون ليس بنفس شراسة الأنواع السابقة لفيروس كورونا لكنه قد يتحول من "محنة إلى منحة" لأن ازدياد الإصابات سيؤدي إلى مناعة جماعية أكبر وقد يقضي على انتشار الفيروس بهذا الشكل. كما وعبر الدكتور كلداوي عن اعتقاده بأنه لا ضرورة لفرض اللقاح على النسبة المتبقية من الناس الذين لم يأخذوا اللقاح لغاية الآن، لكنه شدد على أن اللقاحات أثبتت فعاليتها بتقليل خطر الإصابة.
في ولاية كوينزلاند ازدادت الحالات بأكثر من الضعف ووصلت اليوم إلى 186 حالة، وأعلنت رئيسة حكومة الولاية أنستازيا بالاشيه عن فرض ارتداء الكمامة على العاملين في المقاهي ودور السينما. ورفضت بالاشيه أن تكون شروط الدخول الى الولاية والتي تتضمن إجراء فحص الPCR هي التي تسبب في الطوابير الطويلة انتظارا لإجراء الفحوصات في نيو ساوث ويلز.
وفي مقاطعة العاصمة كانبرا، تم تسجيل 58 حالة جديدة.
ومن المتوقع أن تزداد أعداد الإصابات في الفترة القادمة في NSW حيث كشفت نماذج قامت بتحضيرها جامعة نيو ساوث ويلز، أن الحالات في الولاية ستصل إلى 25 ألف حالة في اليوم بحلول نهاية الشهر القادم.
وقال بيروتيه إنه يفضل التركيز على أعداد الحالات في العناية المركزة بدلا من عدد الحالات. لكن آلاف من الأشخاص المصابين والمخالطين لهم عن قرب سوف يجبرون على قضاء العطلات في الحجر الذاتي.
أما رئيس حكومة تسمانيا بيتر غوتون فاعترف بوجود قلق في الولاية بعد تسجيل اثنتي عشرة حالة جديدة، وهذا الرقم هو الأعلى بعد فتح الولاية – الجزيرة حدودها مع الولايات الأخرى مؤخرا.