قال الشيخ عبد الله الحواري إمام وخطيب مسجد السيدة مريم العذراء في منطقة Werribee في ملبورن الذي شُخص بمرض السكري من النوع الثاني منذ 12عامًا، إنه يدير مستوى السكري في رمضان عبر اتباع إرشادات الأطباء في نظامه الغذائي، ويتبع السنة النبوية وفق الحديث الشريف الذي يقول:" حسب ابن آدم لُقيمات يُقمن صُلبه، فإن كان لا محالة، فثُلث لطعامه، وثُلث لشرابه وثُلثٌ لنَفَسِه".
شهرُ رمضان، هو الشهرُ التاسعُ في التقويم الهجري، ويعتبر شهرًا مميزًا عند المسلمين للتعبد فيه، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وفيه يمتنع المسلمون لمدة شهر – إلا من كان له عُذرٌ مُباح- عن الطعام الشراب، وأيضًا يمتنع عن فعل أو قول مجموعة من المحظورات أثناء فترة الصيام التي تُبطل الصوم من الفجر حتى غروب الشمس.
وأوضح الشيخ عبد الله الحواري، أن في رمضان ثلاث ميزات للصائم روحانية، وبدنية، ونفسية.
ففي الميزة الروحانية، يتقرّب المسلم لخالقه بالدعاء والذكر باللسان، وأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح الخاصة في رمضان، وصون اللسان عن النطق بأي لفظ لا يليق، وحفظ العين من النظر لباطل، ولا تسمع الأذن إلا الخير الذي يرضي الله.
وأما على الجانب النفسي، فالصوم يهذب النفس بالتآلف بين المسلم والمجتمع بحسن التعامل والتواصل ما ينعكس إيجابًا على نفسية الإنسان، وبالتالي ينشر روحًا إيجابية بين أفراد المجتمع.
كما يهذب الصيام الجانب النفسي بالتدرب على الإرادة والتحمل وتجاوز أي أخطاء تصادف المسلم من قبل الآخرين عبر ضبط نفسه، والنأي عن التوتر للوصول لحالة روحانية نقية يرضاها الله.
أما بدنيًا، فهي فرصة لضبط شهوة الأكل عبر نظام محدود بالإفطار عند الغروب وأخذ "وجبة سحور" غنية بالعناصر الغذائيّة قبل الإمساك عن المأكل والمشرب عند الفجر.
عبد الله الحواري إمام مسجد السيدة مريم في ملبورن Source: Supplied / supplied: Abdullah Hawwari
وأوضح الشيخ عبد االله الحواري، أن صوم رمضان هو أفضل فرصة له شخصيًا لإدارة السكري عبر ضبط تناول الوجبات ونوعها.
أما مبطلات الصيام، فذكر الشيخ الحواري منها: المرض أو العجز، والحيض عند النساء، أو السفر ، فهذه الأسباب تعطي الحق للمسلم بعدم الصيام، بشرط إعادة الصيام لاحقًا. وفي حال عدم التمكن من الصيام يدفع المفر بعذر 18 دولارًا عن كل يوم يفطره للفقراء والمساكين.
فيما قال الدكتور عمر زيتون طبيب الصحة العامة في عيادة في ملبورن، إن فكرة إنشاء عيادة خاصة في كوينز لاند لمساعدة الصائمين المسلمين على إدارة السكري، هي فكرة رائدة ورائعة.
وأكد الدكتور عمر، أن كثيرًا من المسلمين يرغبون بصيام شهر رمضان، لكن على أصحاب الأمراض المزمنة، أخذ الاستشارة الطبية قبل الشروع بالصيام.
وأوضح أن السكري ينقسم لأنواع عدة منها: السكري من النوع الأول وهو الذي يعتمد فيه المريض على حُقن الأنسولين.
أما النوع الآخر، فهو مرض السكري من النوع الثاني، ويتم التعامل معه إما بالحمية، أو بأدوية مساعدة لضبط معدلاته.
والنوع الأخير سكري الحمل عند النساء.
- زيارة الطبيب قبل بدء شهر رمضان بأسبوعين لمتابعة حالته ومستجداتها لتعديل الجرعات.
- ضرورة السحور بوجبة مكتملة العناصر الغذائية قبل بدء الصيام.
- عدم بذل مجهود عضلي كبير أثناء الصيام مما قد يؤدي لانخفاض السكري.
- فحص السكري أثناء الصيام تحاشيًا لانخفاضه، وعند الانخفاض فيجب الإفطار بعصير أو عسل أو مواد سكرية ويعيد الفحص حتى يتأكد من عودة قراءة السكري لوضعها الطبيعي.
اقرأ المزيد
لا تمارسوا الرياضة في رمضان في هذه الأوقات
يُذكر أن العيادة الجديدة في كوبز لاند لضبط السكري ، ستساعد أكثر من 13 ألف مسلم مقيم في منطقة "لوغان" في ولاية كوينزلاند، ضمن مئات تم تشخيصهم بالإصابة بمرض السكري.
ففي منطقة "لوغان سنترال" وحدها، يعاني 8.6٪ من مرض السكري، وهي نسبة تزيد عن متوسط المصابين بمرض السكري في ولاية كوينزلاند التي تبلغ 5.4٪، وفقًا لخريطة مرض السكري الأسترالية.
استمعوا لتفاصيل إدارة السكري في رمضان مع الشيخ عبد الله الحواري، وطبيب الصحة العامة الدكتور عمر زيتون، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.