أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز فتح تحقيق في حادثة وقعت صباح يوم الأحد، بعد تلقيها بلاغات بشأن ظهور كتابات مسيئة في منطقة Sifton. وقد تم رصد عبارات مثل "تباً للإسلام" على جانبي نفق للمشاة، بالإضافة إلى عبارة "ألغوا الإسلام" التي كُتبت على لوحة إعلانية. وقد بدأ ضباط من مركز شرطة بانكستاون التحقيق في الحادث، وبحلول بعد ظهر نفس اليوم، تم طلاء الجدران لتغطية هذه الكتابات المسيئة.
وفي بيان له، أدان مجلس الأئمة الوطني في أستراليا بشدة هذه الكتابات، واصفًا إياها بـ "الهجوم المعادي للإسلام والمسلمين في أستراليا". وأضاف المجلس: "اختيار موقع هذا الهجوم ليس صدفة، بل كان موجهاً ضد حي يضم أغلبية مسلمة بهدف تخويف وتهديد السكان المسلمين". وتابع البيان: "إذا لم يشعر المسلمون بالأمان في منازلهم، فأين يمكنهم أن يشعروا بالأمان؟".
رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينز، وصف أعمال التخريب بأنها "مقززة"، وأكد أن المسؤولين عنها سيواجهون "القوة الكاملة للقانون". وأضاف مينز: "هذه العنصرية وكراهية الإسلام أمر مثير للاشمئزاز ويقوض نسيج المجتمع متعدد الثقافات في نيو ساوث ويلز".
في الأزمات نحن معًا ونتشارك تصورًا واحدًا وهو حماية أستراليا من العنصرية والتعصبسماحة مفتي أستراليا ونيوزلندا د. إبراهيم أبو محمد
من جهته، وصف وزير التعليم الفيدرالي، جايسون كلير، الحادثة بأنها "مقززة"، وأدان هذا التصرف بشدة. وقال كلير لـ SBS News: "علينا أن ندين هذا الفعل وكل أشكال العنصرية في جميع أنحاء البلاد". وأضاف: "نحن أفضل بلد في العالم، ومن بين أسباب ذلك أن مجتمعنا يضم أشخاصًا من جميع أنحاء العالم ومن جميع الأديان يعيشون هنا في وئام، وهذا التصرف يتناقض تمامًا مع تلك القيم".
كما أدان ديفيد أوسيب، رئيس المجلس التنفيذي اليهودي في نيو ساوث ويلز، الكتابات المعادية للإسلام، قائلاً: "الكتابات كانت مفعمة بالكراهية ومسيئة للغاية، ومن الطبيعي أن تسبب ضيقاً شديداً للمجتمع الإسلامي. الهجوم المتحيز ضد أي مجموعة من الأستراليين هو هجوم علينا جميعًا".
الهجوم المتحيز ضد أي مجموعة من الأستراليين هو هجوم علينا جميعًارئيس المجلس التنفيذي اليهودي في نيو ساوث ويلز ديفيد أوسيب
تجدر الإشارة إلى أن هذه الكتابات المعادية للإسلام تأتي بعد أسبوع شهد حوادث مشابهة استهدفت الجاليتين اليهودية والإسلامية في أستراليا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز أنها ستبذل كل الجهود لدعم التحقيق في حادثة معادية للسامية وقعت في شرق سيدني.
ومن جانبه، علق سماحة مفتي أستراليا ونيوزيلندا، الدكتور إبراهيم أبو محمد، على هذه الحوادث قائلاً: "نحن حريصون على أن يكون مجتمعنا بعيدًا عن التوترات الخارجية ومشاكل الشرق الأوسط. نحن والعقلاء نسعى أن تظل أستراليا واحدة آمنة، وسلامًا وعدالة. لن يتحقق ذلك إلا إذا تحررنا من العنصرية".
LISTEN TO
"التزام أخلاقي": قراءة في تصويت أستراليا مجدداً لصالح الفلسطينيين في الأمم المتحدة
SBS Arabic
13/12/202415:18
وأضاف الدكتور أبو محمد: "من قام بهذه الكتابات أساء بداية إلى إنسانيته، لأن كل الأديان تسعى لتهذيب النفس واحترام الآخرين. هذه الإساءات تعكس حمقًا وجهلاً ثقافيًا وفقراً أخلاقيًا، وهو أمر مثير للشفقة فعلًا".
وأكد مفتي أستراليا أن التعايش بين الأديان في أستراليا يشهد تطورًا إيجابيًا، قائلاً: "بيننا وبين كل القادة من الأديان علاقة محترمة، وهناك لقاءات مستمرة وزيارات. تواصلنا الدائم يعكس للناس صورة طيبة ويُشعرهم بالأمان".
وأشار إلى أن أستراليا بحاجة إلى موقف عادل في التعامل مع قضايا العنصرية والتعصب، قائلاً: "في الأزمات، نحن معًا ونتشارك تصورًا واحدًا وهو حماية أستراليا من العنصرية والتعصب. على أستراليا اتخاذ موقف عادل بعيد عن التحيز وازدواجية المعايير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".
وختم الدكتور أبو محمد بقوله: "الآخر هو من يفعل الشر، ولو كان مسلمًا. مفهومي للآخر يتجاوز العرقية والجنس والدين".
استمعوا إلى التقرير كاملاً في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على