يحبس العالم أنفاسه ويتابع عن كثب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل أسبوعه الثالث، والسؤال المطروح اليوم، هل ستقع كييف تحت القبضة الروسية؟
في لقاء له مع أس بي أس عربي24، أضاء المحلل السياسي العميد المتقاعد في الجيش اللبناني خليل الحلو على التطورات السياسية والعسكرية والأحداث المستجدة في أوكرانيا معتبرا أن "ميزان القوى في الحرب الروسية الأوكرانية يميل لصالح روسيا ولكن كييف لن تسقط بين ليلة وضحاها".
وأضاف الحلو: "التفوق العسكري هو لروسيا لكنها لم تتمكن إلى الآن من إحكام الطوق على كييف وعزلها عن باقي الأراضي الأوكرانية، وبالتالي ما زالت القوات العسكرية الأوكرانية داخل كييف تقاوم وهي تتلقى الذخائر من مناطق غير مقيدة في كييف".
لا يزال هناك قرابة مليون ونصف شخص في كييف وهذا يعني أن هناك بيئة حاضنة للجيش الأوكراني والمقاتلون الأوكرانيون يقاومون الجيش الروسي
وقال العميد الحلو إن التحضيرات في كييف ومحيطها بدأت قبل الغزو الروسي وهذا ما ساهم في صمود العاصمة إلى الآن.
أما عن الإستراتيجية العسكرية فقال: "تعتمد مجموعات صغيرة من الجيش الأوكراني، مزودة بأسلحة مضادة للدروع وبأسلحة نوعية، استراتيجية توجيه ضربات سريعة للقوات الروسية التي تتقدم نحو كييف من الشرق".
أحكمت روسيا إلى الآن القبضة على حوالي 70 ألف كلم مربع إضافي من مناطق تقع في شرق أوكرانيا
ورأى العميد الحلو أنه "إذا استمرت المعارك وتم تطويق كييف فذلك سيحصل بثمن مرتفع جدا للروس وهذا سيأخذ وقتا طويلا جدا".
المسألة ليست مسألة أيام ولا أسابيع بل أكثر
"لا يمكن التصور أن هناك استراتيجية عسكرية بمعزل عن الإستراتيجية السياسية، كل من الطرفين الروسي والأوكراني أفادا عن بعض التقدم في المفاوضات الجارية بين الطرفين وهذا يدل على أن الطرفين قدما بعضاً من التنازلات، بالرغم من إصرار بوتين على هدفه، ولكن هناك ما يشير إلى تطور إيجابي في المفاوضات".
كييف لا تزال صامدة ومقومات الصمود واضحة لديها
"الروس يجهدون في التقدم باتجاه كييف أما المدينة التي تواجه أكبر الصعاب فهي ماريوبول حيث ضربت القوات الروسية قرابة 45 مستشفى ومركزا طبيا بحسب ما أفادته التقارير".
الروس يواجهون تحديات في خطوط الإمداد وقوافل نقل المحروقات تتعرض الى كمائن في طريقها لتزويد الدبابات الروسية بالوقود
وعلق العميد الحلو على الأعمال المخابراتية التي يقال إن أوكرانيا تعتمد عليها للوقوف في وجه التمدد الروسي باتجاه العاصمة: "هناك تعاون أمني وثيق واضح بين القوات الأميركية التي لديها عناصر جيش في أوروبا في بلدان مثل ألمانيا وبولندا، وبلدان أوروبية أخرى تزود أوكرانيا بأسلحة وذخائر ومعلومات صادرة عما ترصده الأقمار الاصطناعية ومعلومات أمنية مخابراتية تستفاد منها أوكرانيا بشكل واضح جدا".
"يكفي أن الرئيس الأميركي جو بايدن حذر أوكرانيا مسبقا من الغزو الروسي قبل أن يحدث فيما كان بوتين ينفي، وفي وقت استخف فيه بعض سفراء روسيا بتلك المعلومات ونفوها، ليتبين لاحقا أن الأميركيين كانوا على صواب ونتيجة لذلك فقد الروس عنصر المفاجأة".
في عمليات الهجوم العسكري أهم شيء هو عنصر المفاجأة وهذا العنصر كان مفقودا في الهجوم الروسي وهذا أدى لصعوبات في تقدم القوات الروسية الى الداخل الأوكراني
وأضاف العميد الحلو: "يتم تزويد القوات الدفاعية الأوكرانية بالمخططات الروسية وتحركات القوى التي ترصدها الأقمار الإصطناعية وهذا يساعدها على الصمود."