توفيت امرأة في السبعينات من عمرها وبهذا يصل عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا إلى ثماني في أستراليا.
وكانت الامرأة من بين 3795 شخصا على متن سفينة الركاب السياحية Ruby Princess التي سُمح لها بالرسو في ميناء سيدني الخميس الماضي، وإنزال 2647 مسافرا بعد أن اتخذت السلطات المختصة قرارا بعدم خطورة الوضع.
ويتساءل الكثيرون كيف تم إنزال ركاب تلك السفينة في ميناء سيدني على الرغم من ظهور علامات الإصابة بفيروس كوفيد 19 على البعض منهم.
وتطرح هذه الحادثة أسئلة كثيرة بعد الكشف عن أكثر من 130 إصابة لها علاقة بأشخاص كانوا على متن السفينة.
وقد أدت طريقة تعاطي السلطات في نيو ساوث ويلز مع رسو السفينة ونزول ركابها وتفرقهم في ولاية نيو ساوث ويلز وولايات أخرى، إلى فرض قواعد جديدة على رسو البواخر السياحية في أستراليا.
وتصر السلطات في نيو ساوث ويلز أنها اتخذت الإجراءات الاحترازية الملائمة حينها لمراقبة الركاب، حيث أنه كان قد سمح لأربع سفن (من بينها روبي برنسس) بالرسو في موانئ أستراليا، على الرغم من الحظر المفروض على رسو أي سفن أجنبية في الموانئ الاسترالية لمدة 30 يوما.
وكان على متن (روبي برنسس) 2647 مسافرا، و1148 موظفا ضمن طاقم العمل عندما أبحرت إلى نيوزيلندا قبل عودتها إلى سيدني.
وقد ظهرت عوارض تشبه عوارض الانفلونزا على ثلاثة عشر شخصا وأجري عليهم فحص كورونا فيروس كوفيد 19 من قبل السلطات الصحية.
وقال وزير الصحة في نيو ساوث ويلز (براد هازارد) إن العدد لم يكن كبيرا، وقد تم اتخاذ القرار وفقا لتعليمات الحكومة الفدرالية حينذاك.
لكنه استطرد قائلا إن كان يجب تشديد تلك التعليمات، بعد معرفة ما حصل الآن.
وكان السيد هازارد نفى ما قيل عن وجود حالات مؤكدة من فيروس كورونا على متن السفينة عند رسوها في ميناء سيدني.
وكانت التعليمات الفدرالية تفيد بأنه يمكن لأي باخرة أن تكمل رحلتها ما لم يكن هناك مخاوف من خطر كوفيد 19 على متنها أو حالات مشتبه بها، وأخذ عينات بنفس الوقت.
وقد تم تفسير هذه التعليمات بالسماح للركاب بالنزول من على متن (روبي برنسس) على الرغم من إجراء الفحص على الركاب الذين ظهرت عليهم عوارض الفيروس.
وقد تم الطلب من جميع الذين كانوا على متن السفينة بعزل أنفسهم لفترة 14 يوما بعد أن تم التأكد أن نتائج الفحوصات جاءت إيجابية.
من جهتها قالت كبيرة الموظفين الصحيين في نيو ساوث ويلز الدكتورة (كيري تشانت) إنه تم تقييم السفينة "كخطر منخفض" لأن خط إبحارها كان بين سيدني ونيوزيلندا.
ويقوم الآن عناصر من قوات الدفاع الاسترالية بتتبع الركاب الذين كانوا على متن السفينة.
من جهته قال مفوض قوة حماية الحدود (مايكل أوترام) إن عناصره قاموا بالوظيفة الملقاة على عاتقهم، مضيفا بأن سفن الركاب دائما ما تكون حالتها معقدة لأنها دائما ما تشكل مشكلة إبان انتشار الأمراض.
من جهته قال البروفسور (نايجل ماكميلان) من جامعة غريفيث إن الوضع على متن السفينة ساهم في انتشار الفيروس عبر حدود الولايات. وقال إنه كان يجب عزل أولئك الركاب في مكان ما.
لكنه قال إن إنزال الركاب قد جنب من تحول السفينة إلى مكان لتكاثر الفيروس، كما حصل في حالة (دايموند برنسس) في اليابان. لكن هذا يعني أن المصابين قد يكونون الآن في المجتمع وينقلون العدوى.
هذه الحادثة جعلت رئيس حكومة غرب استراليا (مارك ماك-غوين) يتخذ قرارا برفض السماح لسفينة الركاب Magnifica بالرسو في ميناء فريمانتل. وقال إنه لن يسمح بتكرار ما حصل في سيدني.
وتحمل هذه السفينة على متنها 1700 راكب، جميعهم من خارج استراليا، وقد طلبت من رئيس حكومة الولاية تأمين ملاذ آمن لها، لأن 250 من ركابها أبلغوا عن مشاكل في التنفس.
وقد فرضت ولايتا غرب أستراليا وتسمانيا حظرا على سفن الركاب.
أما ولاية نيو ساوث ويلز فقد شددت الن الإجراءات الخاصة باحتواء الفيروس منذ حادثة (روبي برنسس) وسوف يتم حجز أي سفينة في الميناء إلى حين اجراء الفحص الخاص بفيروس كوفيد 19 على كل المرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفس.
من جهتها فرضت الحكومة الفدرالية قيودا على رسو السفن (بما فيها تلك التي بدأت رحلاتها من أستراليا) في الموانئ المحلية لمدة ثلاثين يوما على الأقل ابتداء من 15 من الشهر الجاري.
وتهدف هذه القيود إلى تقليل الخطر من قدوم سفن ينتشر فيروس كورونا بين ركابها مما يضع ضغوطا إضافية على النظام الصحي.
السيد موريس منصور، الرئيس الأسبق لبلدية آشفيلد، كان على متن سفينة سياحية مشابهة وهي سفينة (كوين ماري2) التي أبحرت في رحلة كانت ستأخذه مع آلاف آخرين حول العالم. بدأت الرحلة من ميناء سيدني يوم الجمعة في السادس من هذا الشهر، لتصل إلى ملبورن يوم الأحد في الثامن منه، وكان السيد منصور يقول إن الحياة رائعة على متن (كوين ماري2).
وصلت السفينة إلى ميناء Busselton في غربي استراليا في 13 من الشهر الجاري، وكان كل شيء على ما يرام، لكن الأمور تغيرت وأعلم الركاب عن إلغاء الرحلة بعد ثلاثة أيام عندما كانوا في مدينة بيرث.
وقال السيد منصور في حديث مع SBS Arabic24 إن ما حصل هو "مأساة وكارثة كبيرة ويجب أن يحاكم أو يعاقب من أخطأ أو أهمل في عمله أو تسبب فيها، لأن هذا أمر ة خطير جدا، وكل الناس يرون الوباء ينتشر بسرعة كبيرة جدا. وكونهم أن يسمحوا لأكثر من ألفي شخص أن ينزلوا منها بعد علمهم أن هناك أشخاص كانوا مصابين، هذا الخطأ كان كبيرا جدا".
استمعوا إلى الحديث كاملا مع السيد موريس منصور في التدوين الصوتي بأعلى الصفحة.
مزيد من المعلومات حول فيروس كورونا يمكن الاتصال بهذا الرقم 1800020080 التابع لوزارة الصحة الأسترالية، وإذا كنت تود الاستفسار عن مشكلة صحية تعاني منها تحدّث مع ممرض معتمد على رقم 1800022222، وفي حالة الطوارئ يجب الاتصال برقم 000.