تدخين الشيشة لـ45 دقيقة يعادل مئة سيجارة: حملة توعية تستهدف الجالية العربية

Shisha

Source: Pixabay

انطلقت الحملة بالتعاون مع الجمعية الإسلامية اللبنانية للإضاءة على المخاطر التي يستهين بها مدخنو الشيشة.


يعد تدخين الشيشة أو الأرجيلة أحد أركان النشاطات الاجتماعية في الأوساط العربية في المدن الأسترالية، ولا يخفى على أحد إن أعداداً متزايدة من الشباب وخصوصاً أولئك في الفئة العمرية (18 – 35 عاماً) باتوا مرتبطين بهذه الممارسة الخطرة دون تقدير عواقبها الصحية الوخيمة.

وبما أن التدخين أحد أبرز مسببات حالات الوفاة في ولاية نيو ساوث ويلز، ويرتبط بشكل وثيق بالكثير من الأمراض الخطرة وأنواع متعددة من السرطانات، أطلقت الدائرة الصحية في الولاية بالتعاون مع مجلس السرطان والجمعية اللبنانية الإسلامية حملة واسعة لتبيان مضار الشيشة تحت عنوان:

وتستهدف الحملة بشكل أساسي الشباب والشابات من القاطنين في مناطق غرب سيدني التي تنتشر فيها المقاهي وحتى خدمة توصيل الشيشة للمنازل. وقال المدير التنفيذي للجمعية اللبنانية الإسلامية أحمد ملص إن انتشار هذه العادة السيئة بات يرقى إلى مستوى الظاهرة ولا يقتصر على فئة عمرية محددة بل يشمل كثيرين من مختلف الشرائح المجتمعية: " ارتأينا التعاون مع الدائرة الصحية لتسليط الضوء على مضار الأرجيلة وكان لا بد من هذا التعاون لنتمكن من تصميم رسائل قادرة على اختراق المجتمع المحلي وتوصيل الفكرة من وراء الحملة لأفراده بطريقة واضحة ومباشرة."
smoking
smoking emoticon face with a prohibited red line through it Source: Getty Images
وأضاف ملص إن حملات التوعية خطوة ليست سوى خطوة أولى على طريق الوصول لمجتمع يعي التبعات الخطيرة للتدخين. وقامت الجمعية بالتطرق إلى الجوانب الاجتماعية المحيطة بتدخين الشيشة وعقد مشاورات مع شباب حول بدائل أقل ضرراً في تجمعات العائلات والأصدقاء التي بات التدخين فيها ركناً ثابتاً.

وضمن جهود الجمعية لمساعدة أفراد المجتمع المحلي على إتمام مهمة الإقلاع عن التدخين بنجاح، قامت بافتتاح عيادة لهذا الغرض تقدم من خلالها المشورة والدعم النفسي. وأضاف ملص إن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد كذلك على الوصول إلى أكبر قدر من أفراد المجتمع من خلال نشر حقائق عن مضار التدخين في فيديوهات قصيرة.

المعلومات المغلوطة التي تفيد بأن تدخين الشيشة أقل ضرراً من السجائر وجدت طريقها إلى كثيرين حيث ترتكز الحملات الدعائية للشركات المنتجة لمادة "المعسّل" على تسويقه على أنه خالي من النيكوتين أو التبغ أو حتى عضوي في كثير من الأحيان. وحول هذه النقطة قال ملص: "عندما ننشر على صفحات الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تدخين الشيشة لخمس وأربعين دقيقة يساوي تدخين 100 سيجارة، نكتشف أن كثيرين لا يعلمون ذلك (..) هناك أشخاص يعملون في المجال الطبي قد تنطلي عليهم المعلومات الخاطئة التي يتم تسويقها."
Shisha
Source: Pixabay
ولا يقتصر الولع بالأرجيلة على الذكور، حيث انتشرت هذه "الموضة" في صفوف الفتيات من الجالية العربية. الطالبة الجامعية صفاء الحاج قررت الانضمام للحملة لرفع الوعي حول المضار الصحية للتدخين بسبب ملاحظاتها: " المزيد من السيدات والفتيات صرن من مدخنات الشيشة دون الالتفات لآثارها المدمرة على الصحة."

وفي الوقت الذي يشكل فيه المدخنون أغلبية في عدة دول عربية، نجحت أستراليا على مدى السنوات العشر الماضية في تقليل نسبة المدخنين من خلال القوانين الصارمة التي تمنع التدخين في الأماكن العامة وارتفاع أسعار منتجات التبغ. طريف الحوراني وهو أحد الشباب الذي نجحوا في الإقلاع عن التدخين، شعر بتأثر حياته الاجتماعية سلباً بسبب التدخين فضلاً عن آثره المدمر على صحته ولياقته.

وقرر الحوراني عدم السماح للسيجارة بالسيطرة على حياته، وتمكن من الإقلاع عن التدخين ولكن المشوار لم يكن بالأمر السهل: "أنا حاولت أترك الدخان 15 او 20 مرة قبل أن أنجح في ذلك مؤخراً (..) في كل مرة أحاول فيها ترك التدخين، أتعلم شيئاً جديداً عن جسمي ونفسيتي وطريقة تفاعله مع محاولة الإقلاع."

استمعوا إلى التقرير الصوتي الذي يتضمن أصوات أحمد ملص وصفاء الحاج وطريف الحوراني (مرفق بالصورة).

اذا كنتم بحاجة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، اضغطوا  إذا كنت في نيو ساوث ويلز. 


شارك