من تحت الركام إلى بر الأمان: حكاية أم لا تعرف الانكسار

GFX 060525 ARB Mother Day HEADER.jpg

A Mother from Gaza to Sydney.

إيمان، أم فلسطينية وصلت إلى أستراليا قادمة من غزة برفقة بناتها الثلاث، هاربة من الحرب باحثة عن الأمان. نتابع رحلتها من لحظة عبور الحدود المصرية، مرورًا بتحديات الهجرة وتربية الأطفال في بلد غريب، إلى صراعها اليومي في الجمع بين دورَي الأم والأب.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

تركت إيمان غزة وهي تحمل على عاتقها مسؤولية ثلاث فتيات، ولم يكن أمامها سوى طريق واحد: عبور الحدود الفلسطينية المصرية على أمل الوصول إلى برّ الأمان. لكن اسمها لم يكن ضمن قوائم المغادرين. لم تستسلم، بل جمعت بناتها وتحدثت إليهن بحنان الأم وحكمة العارف قائلة: "قد نغادر، وقد نعود، ولكننا سنحاول من جديد إن لم ننجح الآن."

وبعد 12 ساعة من الانتظار الطويل الممزوج بالقلق، نُودي على اسمها واسم بناتها. لحظة عبور الحدود كانت مشحونة بالعاطفة، إذ تداخلت في ذهنها مشاعر الفقد والمغادرة، ومخاوف من أنها ربما لن ترى بلدها مرة أخرى، لكنها كانت تمضي من أجل حياة أفضل لبناتها.
LISTEN TO
sawsan image

5000 دولار ثمن العبور من جحيم الحرب في غزة إلى بر الأمان: نازحة تروي

SBS Arabic

13:33
في أستراليا، بدأت تحديات من نوع جديد. فإيمان، التي كانت تتقاسم المسؤولية سابقًا، أصبحت الآن الأم والأب معًا. قالت:
أحاول أن أكون الحنان والصرامة في الوقت نفسه... أن أُشعر بناتي بالأمان، وأقوي شخصياتهن لأنهن في بلد غريب وبعيد عن الجذور.

ترى في بناتها انعكاسًا لقوتها. تقول بفخر: "غالبًا ما أجدهن يحللن مشاكلهن بأنفسهن، لقد تعلمن مني."

لكن القوة لا تعني غياب الدموع. تستذكر إيمان يومًا مؤلمًا عندما عادت ابنتها من المدرسة تشكو بأنها لا تفهم اللغة الإنجليزية.
شجعتها وقلت لها: تعلمي، وسيأتي يوم تشرحين فيه الدرس لزملائك... لكنها لم تكن تعلم أنني كنت أبكي في داخلي.

رغم ما تظهره من شجاعة، تعترف إيمان بأنها تشتاق لعائلتها، وتحتاج بين الحين والآخر إلى سند يعيد شحن طاقتها. لكنها تتذكر دائمًا السبب الذي دفعها للرحيل: حياة أفضل لبناتها. تشجعهن على الدراسة، على الحلم، وعلى بناء مستقبل أجمل مما عاشته هي.

في عيد الأم، نكتب هذه القصة لنكرّم كل أم لا تهزمها الظروف، بل تقف في وجهها وتخلق من الألم دربًا للحياة.

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و




اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك