وفقًا لمقياس المصالحة الأسترالي لعام 2016، فإن 33٪ فقط من سكان أستراليا يتواصلون مع السكان الأصليين. ويقول الحكيم من شعب غورنغ غورنغ ريتشارد جونسون ومقره في سنترل كوينزلاند إن التواصل مع أصحاب الأرض الأصليين أثناء رحلتك تسمح لك بالتواصل مع الطبيعة بشكل عميق.
ويضيف جونسون أن "عندما تمشي في الطبيعة، عليك أن تفهمها وتشعر بها، وتجلس بهدوء لفترة من الوقت. ستجد أن الأرض سوف تتحدث إليك، وتخبرك ما إذا كان بإمكانك متابعة المسير أم لا". ويرى جونسون أن التواصل بين السكان الأصليين والشعوب الأخرى وسيلة لتعزيز المصالحة. لذلك أسس جد دانيال رو من شعب غولاربلو بادي رو مسير لوراغاري هريتغ ترايلز شمال برومي غرب أستراليا منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وقال دانيال" لقد كان شكلاً من أشكال التواصل بين الناس حيث يمكنهم السير في الطبيعة سويا ومشاركة الأرض والقصص والتراث في المنطقة. هذه هي الطريقة لنشر الوعي وأهمية الأرض وما تعنيه للسكان الأصليين."
وبدأت حملات لوراغاري للسير في الطبيعة لأول مرة كجولات تعليمية لطلاب الجامعات المهتمين بالتعرف على علاقة السكان الأصليين بالأرض ونهجهم في التعامل معها. واستضافت عائلة رو أكثر من 6000 زائر من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية. وبحسب دانيال فإن برنامج المسير يمتد إلى تسعة أيام، يقوم بعدها الأشخاص بالغناء معا في المنطقة الخاضعة لسلطة أفراد من السكان الأصليين.
كما يشير دانيال يقو إن فتح مسارات لورغاني أمام الزوار يتعلق أيضًا بزيادة الوعي بأهمية الحماية البيئية والثقافية للمنطقة. ومن غير المستغرب رؤية رجال من السكان الأصليين يبلغون الثمانين مشاركين في المسير، حيث لم يتمكن بعضهم من التعرف على ثقافة السكان الأصليين أثناء صغره.ومع ذلك، ينصح المسافرين الذين يعانون من الإصابات أو الحالات المزمنة بالتحضير والبدء في التدريب للمشي في أقرب وقت ممكن.
Tourists gather to watch sunset colours on Uluru, also known as Ayers rock. Source: AFP
كما شهدت شركة لوري توريزم للعطلات والمشي في الطبيعة زيادة بإعداد الأجداد الذين يسافرون بصحبة أحفادهم في رحلات مشي يومية وقد تستمر أسابيع.
من جانبه، يقول آريان بيرسون من شعب يولونغو ورئيس الشركة إن قطاع السياحة البيئية الثقافية يوفر فرصًا لشعب يولونغو المحلية لمشاركة قصصهم وكسب العيش.
من جهتها، تقول د. فريا هيغينز ديسبوليس، المحاضرة بجامعة جنوب أستراليا في إدارة السياحة إنه يتوجب على الزائرين احترام الثقافة والبروتوكولات التقليدية للمكان الذي يزورونه " فالمال لا يشتري كل شيئ".