تم فتح معبر رفح الحدودي مع مصر يوم السبت 21 أكتوبر/ تشرين الأول للسماح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة للمرة الأولى منذ بداية الأزمة الحالية.
ووافقت إسرائيل حتى الآن على السماح لعشرين شاحنة بالدخول إلى غزة من مصر تحمل الغذاء والماء والدواء، ولكن ليس الوقود.
ولم يتضح إلى متى سيظل المعبر مفتوحاً.
فما هو معبر رفح؟ وما أهميته؟ ولماذا أصبح محط اهتمام الإعلام منذ بدأ الأزمة الحالية؟
ما هو معبر رفح؟
يقع معبر رفح في شمال سيناء بمصر، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر. ويقع على طول سياج يبلغ طوله حوالي 13 كيلومترًا ويفصل غزة عن صحراء سيناء.
حكمت غزة من خلال أطراف متعددة خلال السبعين عامًا الماضية. فقد كان القطاع تحت السيطرة المصرية أثناء حرب عام 1948، وظل تحت السيطرة المصرية حتى استولت عليه إسرائيل في حرب عام 1967، وبعد ذلك بدأت إسرائيل في توطين اليهود هناك وقلصت بشكل كبير حركة سكانها الفلسطينيين من خلال بناء 25 مستوطنة.
اقرأ المزيد
قطاع غزة: التاريخ والجغرافيا والبشر
لكن في عام 2005، سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع، وبعد عامين أصبح القطاع تحت حكم حماس بعد فوز الحركة في الانتخابات.
ومنذ ذلك الحين، فرضت مصر وإسرائيل ضوابط مشددة على حدودهما مع القطاع، وتفرض إسرائيل المزيد من الحصار على غزة من خلال تقييد السفر عن طريق البحر أو الجو. كما قامت إسرائيل بتطويق المنطقة بسياج حدودي شديد التحصين.
قبل الأزمة الحالية التي بدأت في السابع من أكتوبر، كان لإسرائيل معبران مع غزة: إيريز المخصص لحركة الأشخاص، ومعبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع. والحركة من خلال كلاهما كانت مقيدة بشدة وتم إغلاقهما منذ بدء الأزمة.
وهذا ما جعل معبر رفح مع مصر هو نقطة الدخول الوحيدة للقطاع من العالم الخارجي.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، عبر ما متوسطه 27 ألف شخص الحدود كل شهر اعتبارا من يوليو من هذا العام. وكانت الحدود مفتوحة لمدة 138 يومًا وأغلقت لمدة 74 يومًا هذا العام حتى بداية هذا الشهر.
معبر رفح
كيف تغيرت إمكانية الوصول إلى معبر رفح مع مرور الوقت؟
ووقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1982، مما ترتب عليه انسحاب القوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء التي استولت عليها من مصر عام 1967.
ثم فتحت إسرائيل معبر رفح، الذي سيطرت عليه حتى انسحابها من غزة في عام 2005. ومنذ ذلك الحين وحتى وصول حماس للسلطة في غزة في عام 2007، كان المعبر تحت سيطرة الاتحاد الأوروبي، الذي عمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين.
بين عامي 2005 و2007، استخدم المعبر حوالي 450 ألف مسافر، أي بمعدل حوالي 1500 شخص يوميًا.
لكن في أعقاب سيطرة حماس على القطاع، شددت مصر وإسرائيل بشكل كبير القيود على حركة البضائع والأشخاص داخل القطاع وخارجه. لكن في عام 2008، فجر المسلحون التحصينات على الحدود مع مصر بالقرب من رفح، وتدفق ما لا يقل عن 50 ألف من سكان غزة إلى سيناء في مصر لشراء الغذاء والوقود وغيرها من الإمدادات.
وبعد وقت قصير من الاختراق، أغلقت مصر المعبر بالأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية.
ومنذ ذلك الحين، يخضع معبر رفح لرقابة مشددة، ويصعب العبور من خلاله ويحتاج ذلك إلى إجراءات بيروقراطية وأمنية مطولة مطلوبة من الفلسطينيين الراغبين في العبور إلى مصر.
لماذا أصبح المعبر مهماً الآن؟
هاجم مسلحون من حركة حماس معبر إيريز في 7 أكتوبر/تشرين الأول خلال هجوم على جنوب إسرائيل.
وبعد أيام، أعلنت إسرائيل إغلاق معبر إيرز وكرم أبو سالم حتى إشعار آخر، تاركة حدود رفح باعتبارها الطريق الوحيد للدخول والخروج من قطاع غزة.
وتعتبر رفح الآن أيضًا نقطة العبور الوحيدة للمساعدات الإنسانية.
ماذا يحدث في المعبر الآن؟
تمارس حماس ومصر السيطرة على من يمكنه المرور عبر القطاع، لكن العمليات تعطلت منذ أن بدأت إسرائيل شن موجات من الغارات الجوية على غزة رداً على هجوم حماس.
وقالت وسائل إعلام مصرية إن المعبر أُغلق بعد ثلاث غارات إسرائيلية يومي 9 و10 أكتوبر/تشرين الأول، والتي قالت إنها خلفت إصابات على الجانبين المصري والفلسطيني من الحدود.
في 12 أكتوبر/تشرين الأول، طلبت الحكومة المصرية من إسرائيل وقف الهجمات بالقرب من معبر رفح الحدودي حتى يكون بمثابة "شريان حياة داعم" لسكان غزة، وأوضحت أنها لن تفتح المعبر حتى يتم توفير ضمانات للسلامة.
وتتدخل الدول الغربية أيضًا لمحاولة تأمين ممر آمن عبر معبر رفح لحاملي جوازات السفر الأجنبية في غزة وللمساعدات الإنسانية.
A truck carrying humanitarian aid for the Gaza Strip crosses the Rafah border gate, in Rafah, Egypt, 22 October 2023. Source: EPA / KHALED ELFIQI/EPA
لماذا تم إغلاق المعابر؟
وكجزء من ردها على هجوم حماس، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بفرض "حصار كامل" على غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول، مضيفًا: "لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء مغلق".
وعلى الرغم من أن مصر تبدو مستعدة لإعادة فتح معبر رفح للسماح لحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج ودخول المساعدات الإنسانية، إلا أنها تخشى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب.
وحذر الرئيس المصري في 12 تشرين الأول/أكتوبر من أن النزوح الجماعي من غزة يهدد "بتصفية" القضية الفلسطينية ودعا الفلسطينيين إلى "الثبات على أرضهم".
كما أن مصر تشعر بالقلق إزاء احتمال وصول متشددين إسلاميين إلى البلاد.
كيف يتم استخدام معبر رفح في الظروف العادية؟
ليس من السهل على الفلسطينيين مغادرة غزة عبر رفح. ويجب على الفلسطينيين الراغبين في استخدام المعبر التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد يتم رفضهم من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون سابق إنذار أو تفسير.
وفي يوم المغادرة، تنقل حافلة المسافرين من الجانب الفلسطيني من الحدود إلى الجانب المصري، حيث ينتظرون ساعات حتى تتلقى السلطات المصرية طلبات التأشيرة. قد يتم رفض العديد من المسافرين هناك، وهناك العديد من التقارير عن سوء المعاملة الذي يتعرض له بعض الفلسطينيين هناك.