كثف المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، مما دفع عدداً من الشركات الكبرى إلى وقف حركة الشحن عبر الممر الملاحي المهم.
فمن هم الحوثيون وماذا يحدث في البحر الأحمر؟
كثف الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن لإظهار دعمهم لحركة حماس في صراعها مع إسرائيل.
وقد دفع ذلك بعض أكبر الشركات في العالم - بما في ذلك شركة الشحن العملاقة ميرسك وشركة النفط بي بي - إلى وقف الإبحار عبر البحر الأحمر.
وتستخدم السفن هذا الطريق للوصول إلى قناة السويس المصرية، وهي طريق مختصر رئيسي يربط البحر الأبيض المتوسط وجنوب وشرق آسيا دون الحاجة إلى السفر حول أفريقيا.
ولكن من هم الحوثيون؟
الحوثيون - المعروفون رسميًا باسم "أنصار الله" باللغة العربية - هم مجموعة من المتمردين الإسلاميين الشيعة المتمركزين في غرب اليمن.
وحكم الزيديون اليمن لعدة قرون، لكنهم تم تهميشهم في ظل النظام السني الذي وصل إلى السلطة بعد الحرب الأهلية عام 1962. تأسست حركة الحوثي لتمثيل الزيديين ومواجهة الأفكار الوهابية القادمة من المملكة العربية السعودية.
تشكلت الجماعة في التسعينيات كحركة لتعزيز حقوق الشيعة الزيديين وقبيلة الحوثي، ومن هنا حصلت الجماعة على اسمها.
وتعارض المجموعة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في الشرق الأوسط ولديها تحالفات مع إيران وجماعات إسلامية أخرى في المنطقة مثل حماس وحزب الله.
علي عبد الله صالح، أول رئيس لليمن بعد توحيد شمال وجنوب اليمن عام 1990، دعم الجماعة في البداية. ولكن مع تزايد شعبيتها وتزايد حدة خطابها المناهض للحكومة، أصبحت تشكل تهديدا لصالح. وصلت الأمور إلى ذروتها في عام 2003، عندما دعم صالح غزو الولايات المتحدة للعراق.
بالنسبة للحوثي، كان ذلك الخلاف بمثابة فرصة. مستغلًا الغضب الشعبي، قام الحوثي بتنظيم مظاهرات حاشدة. وبعد أشهر من الفوضى، أصدر صالح أمراً بالقبض عليه.
Protestors loyal to the Houthi movement rally for supporting the movement's decision to target all Israeli ships or bound for Israeli ports, on December 09, 2023 in Sana'a, Yemen. Credit: Mohammed Hamoud/Getty Images
شاركت الجماعة، التي يقودها الآن شقيقه عبد الملك الحوثي، في الثورة اليمنية عام 2011، وسيطرت على المزيد من الأراضي.
ومنذ ذلك الحين، عززت منطقة نفوذها وسيطرت على جزء كبير من الساحل الغربي لليمن وصولاً إلى مضيق باب المندب - مدخل البحر الأحمر.
مع تصاعد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بدأ اسم الجماعة في الظهور بشكل متكرر في وسائل الإعلام بعد أن قررت إعلان تضامنها مع الشعب الفلسطيني على طريقتها الخاصة حيث تقوم بمهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وقد تعهدت الحركة، التي تدعم حماس، باستهداف السفن التي تعتقد أنها تتجه من وإلى إسرائيل.
وهاجمت عدة سفن في الأسابيع الأخيرة بطائرات بدون طيار وصواريخ، وفي بعض الحالات استخدمت طائرات هليكوبتر لإنزال مقاتلين على متن سفن تجارية.
Yemen's Houthi military spokesperson, Brigadier Yahya Saree, announces the recent attacks launched against two commercial vessels in the Red Sea, on December 15, 2023, in Sana'a, Yemen. Credit: Mohammed Hamoud/Getty Images
أثرت الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر بشكل واضح حيث قام عدد من الشركات بتحويل مسار السفن بعيدًا عن المنطقة.
فعلى سبيل المثال أعلنت شركة النفط العملاقة BP أنها أوقفت جميع عمليات الشحن عبر البحر الأحمر نتيجة للهجمات.
وقد أعلن عدد من شركات الشحن العملاقة خطوات مماثلة.
تمر حوالي 15% من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.
ويقدر الخبراء أن تجنب البحر الأحمر يضيف حوالي 10 أيام إلى الرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط وهو ما يمثل زيادة في الوقت بنحو الثلث.
فقد يفتقر الحوثيون إلى القدرات التي تتمتع بها حماس وحزب الله، وقد تؤدي هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى إلحاق نوع مختلف من الألم بإسرائيل وحلفائها.
الوضع الحالي في البحر الأحمر يمثل مشكلة جديدة للعالم الغربي. وقد أرسلت الولايات المتحدة سفينة مدمرة إلى المنطقة، كما أرسلت المملكة المتحدة سفينة حربية تابعة للبحرية الملكية أيضا.
هذا ويجتمع مسؤولو الدفاع هذا الأسبوع لمناقشة طلب الولايات المتحدة لأستراليا إرسال سفينة حربية إلى الشرق الأوسط بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
ولكن قلل رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي من أهمية الطلب الأمريكي في وقت مبكر من يوم الاثنين، قائلا إنه طلب عام من الحكومات الإقليمية، وليس دعوة محددة لأستراليا.
وقد صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل يوم الاثنين أن واشنطن تبني تحالفا للتصدي للحوثيين وإن وزراء دفاع المنطقة وخارجها سيعقدون محادثات افتراضية بشأن هذه القضية.
وقالت النرويج إنها مستعدة لإرسال ضباط من قوات البحرية، بينما قالت دول أخرى في حلف شمال الأطلسي إنها مستعدة لبحث إرسال دعم.