"طلب تأشيرتك مرفوض": بعد الماجستير والدكتوراه والأبحاث العلمية وأكثر من 10 سنوات في سيدني

Laith Awin

Laith Awin Source: Laith Awin

أكمل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة سيدني وكان يأمل بقبول طلب تأشيرته ضمن فئة المواهب ولكن لم يحالفه الحظ رغم سجله الأكاديمي المتميز.


حصل ليث عوين على شهادة البكالوريوس من جامعة طرابلس في وطنه ليبيا وكان متفوقاً في تخصصه وهو هندسة الطيران. في عام 2011 حصل على منحة من الحكومة الليبية لإكمال درجة الماجستير في الخارج ومن هنا بدأت قصته في أستراليا.

بدأ ليث يروي لنا القصة قائلاً: "أخي لبيب كان يكمل درجة الدكتوراه في جامعة سيدني. نصحني بالتقدم بطلب لنفس الجامعة نظراً لسمعتها الممتازة ونوعية الحياة الجيدة التي توفرها مدينة سيدني لقاطنيها."
خياراتي للدراسة كانت متعددة ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ولكنني اخترت أستراليا.
حطّ ليث الرحال في مدينة سيدني وتغلب على أول عقبة اعترضت طريقة متمثلة باللغة الانجليزية: "درست اللغة سنة كاملة. من لحظة وصولي هنا منذ 10 سنوات، لم أشعريوماً بأنني غريب وبدأت أتعلق بأستراليا."

بعد الانتهاء من دورة اللغة، التحق ليث بجامعة سيدني وبدأت بدراسة الماجستير في المركز الاسترالي للروبوتات – من أهم المراكز البحثية في هذا المجال - تحت اشراف البروفسور صلاح سكرية.

أنهى ليث دراسة الماجستير وقدم رسالته البحثية وحصل بالفعل على الدرجة الأكاديمية في 31 تموز يوليو من عام 2013.

بعد مقتل الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي في 2011، ظلت الأوضاع الأمنية في البلاد غير مستقرة وانتشرت الجماعات المسلحة وتوسعت دائرة نفوذها خارج سيطرة الحكومة. ودار صراع بين منظمات تسعى للسيطرة على ليبيا في كل من بنغازي وطبرق ومدينة طرابلس مسقط رأس ليث.

ورغم كل الغموض الذي كان يكتنف مصير بلاده، قرر ليث العودة إلى بلاده بمجرد انتهائه من درجة الماجستير وبالفعل استقل الطائرة متوجهاً إلى هناك في أيلول سبتمبر من عام 2013.

استذكر ليث تلك الفترة قائلاً: "كنت في أحد الأيام متوجها إلى المعهد البريطاني لحضور دورة لغة انجليزية ولكن وقع اشتباك بين جماعة مسلحة والحكومة وأصبحت عالقاً في مجال إطلاق النار. شفت الموت بعيني في تلك اللحظة."

أثناء وجوده في ليبيا، التحق ليث بجامعة طرابلس لمدة عامين، عمل خلالهما كمحاضر في كلية الهندسة. وفي عام 2014، عرضت عليه الحكومة الليبية منحة جديدة لدراسة الدكتوراه كمكافئة على تفوقه.

"كنت أمام خيارين، إما كندا أو أستراليا ولكنني قررت التوجه مجدداً إلى سيدي لأنني أعرف أستراليا وأحبها"، وبهذا بدأ ليث بمراسلة أساتذة قسم الهندسة في جامعة سيدني ولكنه اصطدم بحاجز العقوبات الدولية على ليبيا حيث رفض أحد الأساتذة مقترحه بسبب التطبيقات العسكرية المحتملة لبحثه.

بعد أخذ ورد، غير ليث مقترحه البحثي واتخذ مجالاً أكثر عمومية ضمن نطاق الـ Computational Fluid Dynamics وتم قبول مقترحه. في غضون ذلك تقدم بطلب تأشيرة Skilled Graduate Visa وحصل عليها خلال أقل من شهرين نظراً لتاريخ دراسته في سيدني خلال الماجستير ولغته الانجليزية الجيدة.

وما أن التحق بجامعة سيدني، حتى عرض عليه الأساتذة تدريس بعض المواد كالطاقة المتجددة والتحليل الرقمي والاشراف على مختبرات علمية.
إذا عدت إلى ليبيا سأكون معرضاً للقتل في أي وقت
تعرض ليث لضغوط نفسية جمّة أثناء وجوده في سيدني، اذا كانت الحرب على أشدها في ليبيا: "حاصرت قوات مما يعرف بالجيش الليبي مدينة طرابلس وداهموا البيوت. اضطرت عائلتي للنزوح وتم الاستيلاء على منزل العائلة. كانت أيام عصيبة لأكثر من 20 شهراً. كانت الصواريخ تسقط قرب المنزل وكل يوم نسمع بخبر مقتل صديق."

وبحكم الأوضاع في ليبيا واستحالة العودة بسبب التهديد المباشر لحياته، قرر ليث التقدم بطلب تأشيرة دائمة للبقاء في أستراليا و"المساهمة في إفادة أستراليا بالخبرات لديه" وقال له زملاء في المجال الأكاديمي ان بإمكانه التقدم بطلب لتأشيرة Global Talent Independent Program وهي مخصصة للكفاءات القادرة على إضافة قيمة حقيقة لمجالات معينة من خلال الأبحاث العلمية.

ولكن للأسف جاءت الرياح معاكسة لسفينته: "للأسف رُفض طلبي ولم يحالفني الحظ. لدي زملاء لديهم إنجازات علمية أقل مني وحصول عليها وبنفس الوقت هناك من هم أفضل مني ولم يحصلوا على هذه التأشيرة. معايير قبول التأشيرة غير واضحة."
نشرت 4 أوراق علمية وشاركت في مؤتمرات عدة. كنت الأول على الدفعة في الماجستير وعلى قائمة الشرف أيضاً.
"لن أقدم على تأشيرة لجوء"  

يرغب ليث في التقدم بطلب تأشيرة تتناسب مع مهاراته وخبراته الأكاديمية ولذلك يرفض في الوقت الحالي التقدم بطلب تأشيرة لجوء. ويشعر اليوم بـ "خيبة أمل" لأنه كان يرغب في الإسهام في المجال العلمي البحثي في أستراليا ولسان حاله يقول: "أشعر بخيبة أمل لأنني مهاجر مؤهل ولكم لم يتم الاعتراف بمؤهلاتي."

استمعوا إلى المقابلة مع الباحث ليث عوين في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه. 

شارك