بدأت المواجهة بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، إثر ضربات جوية هندية استهدفت أراضي باكستانية، قالت نيودلهي إنها كانت موجهة نحو "معسكرات إرهابية" مرتبطة بهجوم باهالغام، الذي أسفر في 22 نيسان/ أبريل عن مقتل 26 شخصًا في الجزء الهندي من كشمير.
دعوات دولية للتهدئة وتحذير من الانفجار
في ظل خطورة التصعيد بين القوتين النوويتين، سارعت أطراف دولية إلى الدعوة لوقف العنف، حيث دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلا البلدين إلى التهدئة، وقال من المكتب البيضوي: "أعرف الطرفين جيدًا، وأريد أن أراهما يتفقان. أريدهما أن يتوقفا الآن".
لكن التصعيد الميداني استمر، إذ أكّد الجيش الباكستاني أن الضربات الهندية طالت ست مدن في كشمير والبنجاب، ما أسفر عن سقوط 31 قتيلًا و57 جريحًا، وفق آخر حصيلة مساء الأربعاء. كما تسببت الصواريخ بأضرار في سد نيلوم-جيلوم لتوليد الطاقة، وأثارت حالة ذعر بين المدنيين.
اتهامات متبادلة وتضارب في الروايات
وزير الدفاع الهندي رجنات سينغ أعلن أن الهجمات استهدفت "معسكرات إرهابية محددة بعناية"، مؤكدًا أنها تجنبت المنشآت المدنية. من جانبها، نفت إسلام آباد أي علاقة لها بهجوم باهالغام، واتهمت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باستخدام الضربات لأغراض انتخابية.
وأعلنت وزارة الدفاع الباكستانية أنها أسقطت خمس طائرات هندية، في حين أفاد مصدر أمني هندي بتحطم ثلاث مقاتلات دون توضيح أسباب ذلك أو مصير الطيارين.
وفي الشطر الهندي من كشمير، أكد مسؤولون مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة 38 آخرين جراء القصف الباكستاني في منطقة بونش، حيث استمرت المعارك حتى صباح الأربعاء.
صور من الميدان... واحتجاجات في الشارع
في مناطق المواجهة، نقل شهود عن انفجارات عنيفة خلال الليل في محيط سريناغار في كشمير الهندية، و"حالة من الهلع" بين السكان. وفي مظفر آباد، تجمّع العشرات لتشييع ضحايا القصف، فيما عاين مراقبون من الأمم المتحدة المواقع المتضررة.
في المقابل، خرج متظاهرون باكستانيون في حيدر آباد وأحرقوا أعلامًا هندية وصورًا لمودي، في حين رحّب مواطنون في نيودلهي برد بلادهم، معتبرين أنه "انتقام لضحايا الهجوم".
LISTEN TO

"نحو الاستقرار الدائم": ما الذي سيحمله حزب العمال الى نظام الهجرة في استراليا في ولايته الثانية؟
SBS Arabic
14:12
نحو حرب مياه؟
التصعيد العسكري تزامن مع أزمة متصاعدة بشأن المياه المشتركة، حيث أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مساء الثلاثاء عزمه "تحويل مياه الأنهار التي تنبع من الهند ولاستغلالها داخليًا"، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهديد مبطّن يصعب تنفيذه على المدى القصير.
من جهتها، اتهمت باكستان الهند بتعديل منسوب نهر شيناب، الذي ينبع من الأراضي الهندية ويعبر إلى باكستان، ما أثار مخاوف من تصعيد جديد على جبهة "الأمن المائي".
سيناريوهات مقلقة
يرى محللون أن التصعيد الحالي "تجاوز أزمة عام 2019"، حين قصفت الهند أراضي باكستانية ردًا على هجوم في كشمير. وحذّر الخبير في الشؤون الأمنية برافين دونتي من "تداعيات رهيبة محتملة" إذا استمر التصعيد دون تدخل فعّال من المجتمع الدولي.
وفيما تسعى بعض الدول، مثل إيران، للعب دور الوسيط، يترقّب العالم مآلات التصعيد بين قوتين نوويتين تتنازعان إقليم كشمير منذ عام 1947.