خلال العقدين الماضيين اعتاد المئات من رواد مسجد الجمعية الإسلامية في جولد كوست على تناول إفطار رمضان في المسجد، على النقيض أجبرت عدوى فيروس كورونا رواد المسجد هذا العام على تغيير عادتهم كما يقول حسن جاس، أحد مؤسسي المسجد والناشط في الجالية المسلمة في كوينزلاند: "جاء رمضان في وقت فيروس كورونا فتوقف كل ما نفعله في هذا الشهر، الصلوات الخمس، صلاة التراويح والإفطار."لكن جاس الذي يعمل في مجال النقل جاء بفكرة من وحي عمله للاستمرار في إعداد إفطار رمضان: "لديك خدمة طلب الطعام من السيارة في ماكدونالدز، ولدينا خدمة طلب الإفطار من السيارة."
Hussin Goss, the founder of the Drive-Through Iftar service. Source: AAP
في بداية الأمر لم يستسغ زملاء جاس من المتطوعين الفكرة، وطلبوا منه أن يستريح هذا العام، فالعمل على إعداد إفطار رمضان مضني، ويتطلب جهداً متواصلاً لـ 15 ساعة يومياً على مدار ثلاثين يوماً.
لكن جاس، الأسترالي الذي وُلِدَ في كوينزلاند لأبوين أستراليين واستقر جده القادم من باكستان في كوينزلاند منذ مئة عام، أقنع اثنين من رفاقه بالعمل في المطبخ الموجود في فناء المسجد، وما أن بدأ شهر رمضان حتى اصطفت السيارات أمام ساحة المسجد طلباً للوجبات المجانية.تصطف السيارات في فناء المسجد الرحَب واحدة تلو الأخرى في انتظار الوصول لطاولات الطعام، وهناك ثلاثة طاولات تتكدس عليها الوجبات، على الطاولة الأولى تصطف علب الحلويات والمياه، ثم تتحرك السيارة نحو طاولة الأرز والدجاج أو اللحم بصوص الكاري، وفي النهاية طاولة الفاكهة.
Food stations in place to hand Iftar to mosque visitors. Source: Supplied: Ghaith Alshaary
كل يوم يكلف الطعام 1700 دولاراً في المتوسط لإعداد نحو 500 وجبة، يبدأ إعداد الطعام من 5.30 فجر اليوم حتى الثانية ظهراً عند تسليم الوجبات، وحاليا يشارك ستة أشخاص من المتطوعين في هذا الجهد.
طالبو الوجبات هم مجموعة متنوعة من المقيمين في جولد كوست والوافدين عليها كما يوضح جاس: "لدينا جامعتين في جولد كوست والعديد من الطلاب الوافدين، حاليا لا يعمل هؤلاء الطلاب، فليس هناك سيارات أوبر ليقودونها، ولا مطاعم ليعملون بها، نصف طالبي الوجبات من الطلاب والنصف الآخر من الجالية المسلمة."
هناك أيضا غير المسلمين الذين سمعوا عن توزيع الوجبات المجانية وجاؤوا طلباً لها، يقول جاس إن غير المسلمين استلموا الوجبات الساخنة أيضاً: "بالطبع من يأتي ينال وجبة، شهر رمضان هو شهر للعطاء، وفي السنوات الماضية كنا ندعو جيران المسجد، رجال الشرطة، والسياسيين للإفطار معنا، نفعل هذا منذ 22 عاماً."
مع استلام آخر وجبة يشعر جاس بالراحة ويقول: "لقد أنجزتُ شيئاً اليوم، أقترفنا جميعا أخطاء، وفي النهاية نحتاج لصنع شيء جيد لنساعد بعضنا البعض، وفي هذه الظروف الصعبة نحتاج لفعل المزيد."