خطط الائتلاف لخفض الهجرة تضعه في مواجهة الناخبين المتعددي الثقافات

تثير التخفيضات التي أعلنتها الحكومة الائتلافية في أعداد المهاجرين المهرة جدلًا واسعًا، وسط تحذيرات من خبراء استطلاعات الرأي من أن الأستراليين متعددي الثقافات يرفضون تحميلهم مسؤولية أزمة الإسكان.

A man and a woman walk past restaurants and shops.

The Coalition's blaming of high migration for Australia's housing and cost of living crisis is not landing well with voters in diverse electorates like Bennelong, a pollster has said. Source: AAP / Dan Himbrechts

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

بينما يواجه زعيم المعارضة بيتر داتون ضغوطًا متزايدة للكشف عن فئات التأشيرات التي يعتزم الائتلاف إلغاءها، حذر خبير استطلاعات الرأي كوس ساماراس من أن الحزب يقترب من اكتشاف "عمق أزمته الانتخابية" بين شريحة ناخبة حرجة.
ساماراس، مدير شركة "ريدبريدج" للاستشارات السياسية، أشار إلى أن أبحاث مجموعات التركيز التابعة للشركة تُظهر أن خطاب الائتلاف، الذي يربط ارتفاع معدلات الهجرة بأزمة الإسكان وتكاليف المعيشة، لا يجد صدى واسعًا لدى الناخبين متعددي الثقافات.

وقال لشبكة SBS News: "في جميع أبحاثنا، هناك نمط واضح: كثير من الأستراليين المتنوعين يعتبرون أن الائتلاف لا يتجاهل فقط وجودهم، بل يعادي رغبتهم في بناء حياة هنا وممارسة ثقافتهم ولمّ شمل أسرهم".

ووفقًا للبيانات، ارتفع الدعم الأولي لحزب العمال بين الناخبين الذين يتحدثون لغة غير الإنجليزية في منازلهم إلى منتصف الأربعينيات.
وأوضح ساماراس أن هذا الاتجاه قد يعيق محاولات الائتلاف استعادة مقاعد رئيسية مثل بينيلونغ وريد، حيث يشكل الأستراليون من أصول صينية أكثر من 20% من السكان.

استطلاع حديث أجرته "ريدبريدج" و"أكسنت ريسيرش" أشار إلى أن الدعم المفضل لحزب العمال بين الناخبين المتنوعين والشباب يتراوح بين الستينيات والسبعينيات.

يأتي هذا التحذير قبل ثمانية أيام من الانتخابات المقررة في 3 مايو، وسط غموض بشأن الكيفية التي يخطط بها الائتلاف لتنفيذ وعده بخفض الهجرة الدائمة بنسبة 25%، أي بنحو 100,000 شخص.

هذا الأسبوع، صرّح مجلس اتحاد الجاليات العرقية في أستراليا (FECCA) لشبكة SBS News أن استخدام المهاجرين "ككبش فداء سياسي" أمر مرفوض.

وقال رئيس المجلس بيتر دوكاس: "يجب أن تكون هذه الانتخابات للجميع. تنوعنا الثقافي يجب أن يكون مصدر فخر لا أداة سياسية".

وبينما تعهد داتون بالكشف عن تفاصيل خطة تخفيض الهجرة بعد الانتخابات، أكد أن تأشيرات الوالدين البالغ عددها 8,500 تأشيرة سنويًا لن تتأثر.
كما أكد دان تيهان، المتحدث باسم المعارضة لشؤون الهجرة، أن تأشيرات الشركاء التي يبلغ حدها الأقصى 40,500 مكان سنويًا، ستبقى أيضًا دون تغيير.

رغم هذه التصريحات، يظل التساؤل قائمًا حول مصدر الخفض المعلن بنحو 49,000 تأشيرة من برنامج الهجرة الدائمة. ووفقًا للائتلاف، ستأتي معظم التخفيضات من فئة العمالة الماهرة.

مع ذلك، عبّر أبو رضوي، نائب وزير الهجرة الأسبق، عن شكوكه حول إمكانية تحقيق هذه التخفيضات، مشيرًا إلى أن معظم القطاعات، مثل البناء والرعاية الصحية والطهي، بحاجة إلى مزيد من العمالة وليس تقليصها.
A young woman wearing a backpack walks towards a sandstone building.
Both Labor and the Coalition say they will cut the number of international students. Source: AAP / Bianca De Marchi
وقال رضوي: "مع إعلان الائتلاف أن التأشيرات الإقليمية مستثناة، وإعطاء الأولوية لقطاعات مثل البناء والرعاية الصحية، يبدو من غير الواقعي خفض 45,000 تأشيرة في فئة المهارات في عام 2025-2026".

في المقابل، انتقد رضوي حزب العمال أيضًا، قائلاً إن الحكومة لم تعلن عن تفاصيل برنامج الهجرة للفترة المقبلة، مما يجعل تقييم سياساتها صعبًا.

وشهد هذا الأسبوع جدلًا إضافيًا بعدما بدا أن تيهان قد أخطأ بالتصريح بأن عدد المهاجرين المهرة سيخفض من 185,000 إلى 140,000، رغم أن العدد الحالي للمهاجرين المهرة يبلغ 132,000 فقط.

داتون اكتفى بالرد بأنه "لم يطلع على التعليقات"، مؤكدًا أن هدف الائتلاف خفض الهجرة بنسبة 25%.

وبرر الائتلاف سياسته بالقول إن ارتفاع أعداد المهاجرين ساهم في أزمة الإسكان. وأوضح تيهان أن هدفهم هو إعادة التوازن من أجل دعم فرص تملك المنازل للأستراليين.
LISTEN TO
الناشط مخلد القره غولي: الوعي بالقضايا الدولية والمحيلة لدى الناخبين الشباب قد يؤدي إلى بعض التغيير في نتائج الانتخابات التقليدية image

الناشط مخلد القره غولي: وعي الشباب بالقضايا الدولية والمحلية قد ينتج عنه بعض التغيير في نتائج الانتخابات

SBS Arabic

09:48
من جهته، دعا وزير الهجرة توني بيرك الائتلاف إلى توضيح فئات العمالة الماهرة التي ستخضع للتخفيض، محذرًا من التأثير المحتمل على تخصصات حيوية مثل تكنولوجيا المعلومات والتمريض والهندسة.

وفيما يتعلق بسياق الهجرة الأوسع، تُظهر الأرقام أن أستراليا سجلت صافي هجرة قياسي بلغ 536,000 شخص في السنة المالية 2022-2023، وهو تصحيح بعد الانخفاض الحاد أثناء جائحة كوفيد-19.

إلا أن الأعداد تتجه الآن نحو الانخفاض، مع توقعات بوصول صافي الهجرة إلى 260,000 في العام المقبل.

ورغم اعتقاد نصف الأستراليين، وفق دراسات أجرتها مؤسسات مثل معهد لوي والجامعة الوطنية الأسترالية (ANU)، أن معدلات الهجرة مرتفعة للغاية، إلا أن معظمهم أبدوا تأييدًا لاستمرار استقبال مهاجرين مهرة وعدم تقليص أعداد تأشيرات الطلاب الدوليين.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار على حساباتنا على و 

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 27/04/2025 12:25pm
By Sara Tomevska
تقديم: Rayan Barhoum
المصدر: SBS