تعيش عفيفة سعيدافي، وهي عاملة اجتماعية وتقوم بعمل سحب الدم في مدينة ملبورن، في حالة من الخوف المستمر بعد أن عاشت في أستراليا لأكثر من عقد من الزمن. رغم أنها وعائلتها وصلوا إلى أستراليا في عام 2012 عبر البحر، ولا يزالون في حالة من عدم اليقين القانوني، فإن التعديلات الأخيرة على قوانين الهجرة قد عمّقت مخاوفهم.
تقول سعيدافي: "أعيش في كوابيس يومية، أخشى من أنني وعائلتي سنواجه الاضطهاد من قبل الحكومة الإيرانية إذا اضطررنا للعودة". وتضيف أن العائلة كانت جزءً من الأقلية العربية في إيران، وقد تعرضت للاضطهاد بسبب هويتهم العرقية.
في عام 2012، وصلت سعيدافي وزوجها وابنها الذي كان في الخامسة من عمره إلى أستراليا، وتم احتجازهم في جزيرة كريسماس قبل أن يتم نقلهم إلى البر الرئيسي في العام التالي. منذ ذلك الحين، كانوا مضطرين لتجديد تأشيراتهم المؤقتة كل ستة أشهر، ما يجعلهم في حالة من القلق الدائم بشأن مستقبلهم في البلاد.
مع تطبيق التعديلات الجديدة، أصبح خوف سعيدافي من الفصل عن ابنها الأصغر، الذي وُلد في أستراليا، واقعاً ملموساً. "دائماً ما يقول لي ابني: 'لا أستطيع أن أفهم، أنا أعتبر أسترالياً، لكنك لست مقبولة هنا'"، تقول سعيدافي. وهي تخشى أن تؤدي هذه القوانين إلى فصل عائلتها وتفتيت حياتهم التي بنوها في أستراليا على مدار سنوات.
قوانين الهجرة: من القلق إلى الخوف الحقيقي
التعديلات التي أُقرت هذا الأسبوع تجعل الحكومة قادرة على ترحيل غير المواطنين الذين يعيشون في أستراليا، مع إمكانية دفع دول ثالثة لقبول اللاجئين. ويُقدّر أن هذه القوانين قد تؤثر على حياة حوالي 80,000 شخص يقيمون في أستراليا على تأشيرات مؤقتة أو في مراكز احتجاز. سعيدافي تخشى أن تُجبر عائلتها على العودة إلى ظروف مشابهة للاحتجاز في بلدهم الأصلي، مما سيعرضهم للخطر.
وأضافت سعيدافي: "لطالما قيل لنا إن بلدنا غير آمن للعودة إليه، فما هو السبب في بقائنا عالقين في هذه الحالة؟ هذا قانون غير إنساني ويجب أن يُلغى."
Afifeh Saeidavi with her husband and children. Credit: Supplied
دعم الحكومة لهذه التعديلات
من جانبها، دافعت الحكومة الأسترالية، ممثلة برئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، عن هذه التعديلات، موضحة أن الحكومة ورثت نظام هجرة غير صالح وتهدف إلى "إصلاح" هذا النظام. وأضاف ألبانيزي أن الحكومة ترغب في "أستراليا شاملة" ولكن "نظام الهجرة يجب أن يكون قوياً وألا يتم استغلاله".
Prime Minister Anthony Albanese has defended his government's migration amendments from criticism they were rushed through parliament. Source: AAP / Lukas Coch
على الرغم من وعود الحزب الحاكم بإيجاد حلول لأزمة اللاجئين، لا تزال عائلة سعيدافي وآلاف من المهاجرين العالقين في تأشيرات مؤقتة يأملون في أن تقوم الحكومة بمراجعة هذه القوانين قبل أن تتحول حياتهم إلى فوضى حقيقية.
قالت سعيدافي: "أملي أن تعيد الحكومة النظر في هذه القوانين، حتى يتمكن أبناؤنا من البقاء في أستراليا في سلام وبدون خوف."
إن القلق الذي تعيشه عائلة سعيدافي ليس فردياً، بل يعكس المخاوف المشتركة للكثيرين من المهاجرين الذين يعانون من صعوبة التكيف مع التعديلات القاسية لقوانين الهجرة في أستراليا.