بدأ الهجوم يوم الأربعاء الماضي، وحقق تقدماً سريعاً على عدة جبهات، حيث سيطرت الفصائل المعارضة على أحياء مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة قوات النظام. وبذلك، أصبحت المدينة خارج سيطرة الحكومة السورية، باستثناء بعض الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية في الشمال. في هذا السياق، أفاد المرصد السوري أن هيئات المعارضة نجحت في السيطرة على معظم المدينة بما في ذلك المطار الدولي، بالإضافة إلى عشرات المدن والقرى في محافظات إدلب وحماة المجاورة.
الدور الإيراني والروسي في الأزمة
في الوقت ذاته، سعى الرئيس السوري بشار الأسد للحصول على دعم حلفائه، حيث استقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق، مؤكداً على "أهمية دعم الحلفاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج". من جانبها، أعلنت روسيا أنها تدعم الجيش السوري عبر غارات جوية تستهدف الفصائل المعارضة في محافظات إدلب وحماة وحلب.
الرد العسكري والتصعيد الميداني
فيما يتعلق بالهجوم الأخير، صرح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن حصيلة الضحايا بلغت 412 قتيلاً، بينهم 137 من قوات النظام و214 من فصائل المعارضة. في المقابل، استهدفت الطائرات الروسية مواقع في مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في غارة استهدفت ساحة قرب جامعة المدينة. كما وردت أنباء عن استهداف مخيمات للنازحين في إدلب مما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين.
فيما يتعلق بالردود الإقليمية والدولية، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني على "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها". من جانبها، حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن التصعيد الحالي يترتب عليه "عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي"، داعياً الأطراف إلى ضرورة الانخراط في حل سياسي عاجل لوقف إراقة الدماء.
Syrian opposition fighters drive by an abandoned Syrian army armoured vehicle on a highway in the outskirts of in Khan Sheikhoun, southwest of Aleppo, Sunday, Dec. 1, 2024. Syrian opposition insurgency launched a campaign on Wednesday with a two-pronged attack on Aleppo and the countryside around Idlib.(AP Photo/Ghaith Alsayed) Source: AP / Ghaith Alsayed/AP
وفي السياق الإقليمي ذاته، تواصل التصعيد على الحدود اللبنانية مع إسرائيل. أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عدد من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، بعد أيام قليلة من سريان وقف إطلاق النار الهش بين الطرفين. الجيش الإسرائيلي أكد في بيانه أنه "قضى" على تهديدات أمنية تشكل "انتهاكاً" لوقف إطلاق النار، لافتاً إلى أنه استهدف مقاتلين مسلحين في منطقة قريبة من كنيسة جنوب لبنان.
في المقابل، واصلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، الرسمية، الإشارة إلى "الانتهاكات المستمرة" من قبل الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى الضربات الجوية التي استهدفت بلدات لبنانية حدودية مثل يارون والخيام، إضافة إلى إطلاق نيران رشاشات ثقيلة في مناطق أخرى.
التحديات الإقليمية: سوريا ولبنان في مواجهة التصعيد المستمر
المشهد الإقليمي يزداد تعقيدًا مع تصاعد الأوضاع في سوريا ولبنان في وقت واحد. فقد باتت الأوضاع في سوريا أكثر تعقيدًا مع خسارة حلب من قبل النظام السوري، مما يزيد من الضغوط على الأسد وحلفائه. وفي لبنان، يبقى التوتر قائماً بين إسرائيل وحزب الله، وسط مخاوف من توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المحللين أن التصعيد العسكري في سوريا ولبنان قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في موازين القوى الإقليمية، ما يعكس تنامي الانقسامات والتحولات في المنطقة.