من هي المرأة التي هزمت بيتر داتون في معقله بكوينزلاند

في انتصار وصف بـ"غير المتوقع"، تمكّنت المرشّحة العمالية آلي فرانس من اقتناص مقعد ديكسون في ولاية كوينزلاند، مُنهية بذلك حقبة النائب المحافظ وزعيم المعارضة بيتر داتون، الذي يُعدّ من أبرز الشخصيات السياسية في البلاد.

A woman in a red dress smiling, with a male holding her hand up.

The 2025 election saw Labor's Ali France secure a win in Dickson, against outgoing Opposition leader Peter Dutton. Source: AAP / Jono Searle

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 


علّقت فرانس على فوزها قائلة: "أشعر بالامتنان، ببساطة. أشكر سكان ديكسون، سواء صوّتّم لي أو لا، أو صوّتّم لحزب العمال للمرة الأولى. أنا ممتنّة للغاية."

وأضافت في حديثها لقناة "سكاي نيوز": "كنت أتوقع أن تكون المنافسة أقرب بكثير، لكنني كنت أعلّق الأمل."

من هي آلي فرانس؟

آلي فرانس هي أم عزباء لطفلين، وناشطة مجتمعية خاضت غمار الانتخابات في ديكسون ثلاث مرات. وقد دخلت عالم السياسة مدفوعة بتجربة شخصية صعبة، حين تعرضت لحادث سير في عام 2011 فقدت على إثره ساقها، ما كشف لها عن صعوبات النظام الصحي الأسترالي.

وتحوّلت هذه المحنة إلى دافع قوي دفعها للعمل المجتمعي والدفاع عن الفئات المتضررة. وفي يوم الاقتراع، ظهرت فرانس برفقة ابنها الأصغر زاك، الذي كان معها أيضًا لحظة وقوع الحادث.
"قوة ابني الراحل كانت دافعي"

عانت فرانس خلال العام الماضي من مأساة شخصية، حيث فقدت ابنها الأكبر هنري بسبب مرض سرطان الدم. وقالت إن قوة ابنها كانت مصدر إلهام طوال الحملة الانتخابية: "كان يقول لي: 'لا، يا أمي، يجب أن تفعلي ذلك... أعلم أنك ستفوزين هذه المرة'."

وتابعت: "أشعر أنه كان معي في هذه الرحلة. وعلى الرغم من صعوبتها، كنت أفكر في قوّته خلال معركته مع المرض، وهذا ما دفعني للاستمرار."

داتون يُقر بالهزيمة ويُشيد بخصمته

وفي مساء السبت الماضي أقرّ بيتر داتون في خطابه بالهزيمة، وأعلن أنه اتصل بفرانس لتهنئتها، مؤكدًا أنها "ستؤدي عملًا جيدًا كنائبة محلية". يُذكر أن داتن خسر المقعد الذي كان يحتفظ به بفارق ضئيل بلغ 1.7% فقط، ما جعله أكثر المقاعد هشاشة في ولاية كوينزلاند.

وهذه الهزيمة تُعدّ تاريخية، إذ أصبح داتن أول زعيم للمعارضة في أستراليا يخسر مقعده في انتخابات عامة. سبق لرؤساء وزراء أن خسروا مقاعدهم، من أبرزهم جون هاورد في انتخابات عام 2007، لكن لم يحدث ذلك مع زعيم للمعارضة من قبل.
A woman in a red blazer putting a piece of paper into a ballot box.
Labor's Ali France, with her son Zac, votes at Albany Creek State School in Moreton Bay, Queensland. Source: AAP / Jono Searle
حملة امتدت لسبع سنوات

وفي مقابلة صباح يوم الانتخابات، أكدت فرانس لـ أس بي أس أنها لم تكن تعتمد على الحظ، بل على سنوات طويلة من العمل: "عملنا بجدٍ استثنائي على مدى سبع سنوات في هذا المقعد. الناس يعرفونني، ويعرفون مواقفي."

وكانت فرانس قد انتقدت داتون في تصريحات سابقة، متهمة إياه بأنه "منفصل عن واقع مجتمع ديكسون"، ولا سيما فيما يتعلق بأزمات الازدحام المروري وتكاليف المعيشة.

وقالت: "هو لم يدعم أي مبادرة لتخفيف أعباء المعيشة، وهي القضية الأهم في هذه المنطقة. أما حزب العمال، فقدّمنا تخفيضات ضريبية للعمال، وتعليمًا مجانيًا في المعاهد، ورعاية أطفال أرخص، وأدوية بأسعار معقولة، واستثمرنا بقوة في نظام ميديكير الصحي."
لحظة فارقة في السياسة الأسترالية

يشكّل هذا الانتصار نقطة تحول في المشهد السياسي الأسترالي، لا سيّما مع سقوط واحد من أبرز رموز التيار المحافظ. أما آلي فرانس، فتمثل نموذجًا للمرأة التي حوّلت الألم إلى طاقة تغيير حقيقية، واضعة بصمتها في سجل السياسة الأسترالية.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و 

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Phoebe McIlwraith, Ewa Staszewska, Andrew Chappelle
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS