دعا زعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون إلى حظر جميع التأشيرات المقدمة للفلسطينيين الفارين من غزة، متذرعاً بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقد اتهم داتون جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالي (ASIO) "بعدم إجراء عمليات تفتيش" على الهاربين إلى أستراليا، مدعياً أن ذلك يعرض "الأمن القومي للخطر".
وقال، "لا أعتقد أنه ينبغي للناس أن يأتوا من منطقة الحرب هذه على الإطلاق في الوقت الحالي"، مضيفاً أن حماس "منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب" ولا يمكن للسلطات التأكد من "هوية أو ولاءات" الناس.
في حين نفى داتون أن تكون تصريحاته قد زادت من حدة التوتر المجتمعي، وصفت هيئة الإسلاموفوبيا تعليقاته بأنها "مقلقة للغاية ومثيرة للجدل بشكل خطير".
وكتبت الهيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، "من خلال اقتراح منع مجموعة كاملة من الناس من البحث عن الأمان في أستراليا، يعمل داتون بشكل مخز على ترسيخ الصور النمطية الضارة وتشويه سمعة الأشخاص الضعفاء الذين يشعرون بأهوال لا يمكن تصورها".
وقالت إن خطاب داتون يفتقر إلى الأدلة، و"يغذي كراهية الأجانب والعنصرية" ويثير "الخوف والانقسام".
LISTEN TO
انتظر عروسه من غزة فجاءه خبر كالصاعقة: فلسطيني أسترالي يروي قصته
SBS Arabic
07/11/202308:33
من جهته، اتهم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي داتون بمحاولة "إثارة الخوف". وكان قد دعا المدير العام لوكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس السياسيين إلى "الحذر" في استخدام لغتهم، قائلاً إن "اللغة الملتهبة تؤدي إلى العنف".
وفي ظهور له على برنامج Insiders على قناة ABC، قال بيرجيس إن وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تجري تقييمات أمنية لطلبات التأشيرات التي تم تصنيفها على أنها مثيرة للقلق.
ASIO Director-General Mike Burgess said the institution is oversee potentially concerning visa applications from those fleeing Gaza. Source: AAP / Lukas Coch/AAP Image
وأشار إلى أن تقديم المعونة أو الدعم المالي أو لحماس قد يكون سبباً للاستبعاد بسبب اعتراف أستراليا بحماس كمنظمة إرهابية.
كم عدد الأشخاص الذين وصلوا من غزة إلى أستراليا؟
في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر و12 آب/ أغسطس، تم تقديم 10033 طلب تأشيرة من قبل الفلسطينيين. وقد تمت الموافقة على 29 في المائة منها فقط.
أبلغت وزارة الداخلية SBS Examines أنه تم رفض 7111 طلب تأشيرة للفلسطينيين، في حين تم منح 2922 تأشيرة هجرة مؤقتة.
وقال متحدث باسم الوزارة، "من بين هذه التأشيرات، كانت هناك 2568 تأشيرة زيارة، وتم منح 354 تأشيرة من أنواع أخرى بما في ذلك 95 تأشيرة عائلية، و39 تأشيرة عودة للمقيمين، و74 تأشيرة عمال مهرة، و51 تأشيرة طالب، و87 تأشيرة مؤقتة أخرى و8 تأشيرات أخرى".
وقالت الوزارة إن أي شخص قادم من المناطق المتضررة "ليس محصورًا بمسار تأشيرة واحد. إن وضع كل شخص مختلف، وتوصي وزارة الداخلية بشدة الأشخاص بالنظر في ظروفهم الخاصة عند التقدم بطلب للحصول على التأشيرة التي تناسبهم بشكل أفضل".
LISTEN TO
"لم يدافع أحد عني": تعرفوا كيف اختبر مسلمان الإسلاموفوبيا في أستراليا في SBS Examines
SBS Arabic
13/08/202409:49
ما هي التأشيرات التي يمكن للأشخاص الهاربين التقدم بطلب للحصول عليها وما هي الإجراءات؟
وصل العديد من غزة إلى أستراليا على تأشيرات مؤقتة، بما في ذلك تأشيرات الزيارة، وتقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات الحماية بعد وصولهم.
تستمر التأشيرات المؤقتة من ثلاثة إلى 12 شهراً، ولا يمكن لحاملها العمل أو التعليم أو الحصول على الرعاية الصحية.
توصي الوزارة حالياً بأن يتقدم أولئك القادمون من "المناطق المتضررة بشكل كبير" والذين وصلوا على تأشيرة مؤقتة ولا يمكنهم الوصول إلى "مسارات التأشيرة الاعتيادية أو العودة" بان يتقدموا بطلب للحصول على تأشيرة انتقالية
هذه التأشيرة هي عبارة عن تأشيرة مؤقتة "قصيرة الأجل" تسمح لحامليها بالبقاء في أستراليا "بشكل قانوني لحين البت في وضعهم من خلال الحصول على تأشيرة فعلية أو اتخاذ الترتيبات اللازمة لمغادرة أستراليا".
تخضع التأشيرات المؤقتة وتأشيرات الحماية لأحكام الأمن والشخصية. وهذا يعني أن الشخص سيخضع للفحص في وقت التقدم بطلب للحصول على تأشيرة مؤقتة أو تأشيرة حماية.
إقرأ أيضاً
مرام وهيا نجمتان على اليوتيوب من غزة
صرح المحامي علي مجتهدي مدير مركز المشورة والحقوق للهجرة علي مجتهدي لـ SBS Examines أن تأشيرات الحماية تسمح للشخص اللاجئ أو المحتاج إلى الحماية بالبقاء في أستراليا بشكل دائم أو مؤقت، اعتماداً على كيفية وصوله إلى البلاد.
يخضع المتقدمون للحصول على تأشيرة الحماية لمعايير واسعة النطاق، بما في ذلك الفحص المحتمل من قبل ASIO إذا تم تصنيفهم على أنهم يشكلون خطراً محتملاً على الأمن. ويمكن رفض التأشيرات إذا لم يلتزم شخص ما بالتزامات الحماية الأسترالية وإذا فشل في استيفاء معايير الشخصية والأمن.
أما فيما يتعلق بدعوة داتون لوقف قبول الأشخاص الهارين من غزة، قال السيد مجتهدي إن هناك "سلطة واسعة إلى حد ما" لرفض جميع التأشيرات "بموجب معايير الشخصية".
وأوضح أن "التأشيرة يمكن رفضها على أساس ارتباط الشخص بجماعة متورطة في سلوك إجرامي، أو ارتكاب الشخص لجريمة حرب، أو وجود خطر من انخراط الشخص في سلوك إجرامي، أو إثارة الفتنة في المجتمع، أو أن يكون الشخص الذي صنفته وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية على أنه يشكل خطراً على الأمن".
وقال السيد مجتهدي إن وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية قد تعتبر شخصاً ما "خطراً على الأمن" إذا "انخرط في أعمال عنف بدوافع سياسية أو روج للعنف الطائفي من بين أمور أخرى".
في حين تكافح الحكومة للتعامل مع تدفق طلبات التأشيرة، حذر البعض من أن تسييس القضية قد يكون له آثار مقلقة على التماسك الاجتماعي.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس الاستقرار في أستراليا، ساندرا الحلو، إن أستراليا "دولة متعددة الثقافات ناجحة، ولكن لا ينبغي أن نعتبر تماسكنا الاجتماعي أمراً مفروغاً منه. فالتعليقات المثيرة للانقسام التي يدلي بها الزعماء السياسيون تضع مجتمعات معينة هدفاً، وتثير مشاعر الخلاف بين المجتمعات وتؤثر على التماسك في جميع أنحاء البلاد".
وقالت السيدة الحلو إن العمليات المطبقة على الفارين من غزة استُخدمت مع لاجئين آخرين في الماضي. كما أشارت أنه يجب أن نطبق نفس العمليات الإنسانية على الجميع، دون تمييز على أساس العرق أو اللغة أو مكان المنشأ أو العقيدة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على