أثارت تصريحات المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO)، مايك بيرجيس، حول اختبار الفلسطينيين الفارين من غزة جدلًا واسعًا في ظل استمرار النقاش حول دخول هؤلاء الأشخاص إلى أستراليا.
في مقابلة أجراها بيرجيس مع برنامج Insiders على قناة ABC في أب/أغسطس، أكد أن الفلسطينيين الذين يعبرون عن دعم خطابي لحركة حماس يجب أن يُعاملوا بشكل مختلف عن أولئك الذين يقدمون دعمًا ماليًا أو ماديًا للحركة، مشيرًا إلى أن البعض قد يدعم حماس فقط لرغبتهم في وطن فلسطيني.
بيرجيس أوضح أن الدعم المعنوي وحده ليس بالضرورة مشكلة إذا لم يكن مرتبطًا بتبني أيديولوجيات التطرف العنيف، لكن تصريحاته أثارت جدلًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وبعد أسابيع من هذه التصريحات، أكد بيرجيس في مقابلة جديدة مع ABC أن تصريحاته قد تم تحريفها، مشددًا على أن منظمة الاستخبارات تركز على تحديد ما إذا كان الأفراد يشكلون تهديدًا أمنيًا مباشرًا أو غير مباشر لأستراليا.
الجدل السياسي يتصاعد
تأتي تصريحات بيرجيس في خضم معركة سياسية محتدمة بين حكومة ألبانيزي والمعارضة حول منح التأشيرات للفلسطينيين الفارين من غزة.
زعيم المعارضة بيتر داتون انتقد بشدة دخول الفلسطينيين إلى أستراليا، مشيرًا إلى أن ذلك قد يشكل خطرًا على الأمن القومي الأسترالي.
كما أعرب داتون عن قلقه من تصريحات بيرجيس حول اختبار الفلسطينيين، معتبرًا أن الأستراليين سيكونون مصدومين من فكرة دخول أشخاص من منطقة حرب إلى البلاد دون فحص دقيق.
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي داتون بزرع الانقسام في المجتمع الأسترالي، مشيرًا إلى أن المدنيين الفلسطينيين لم يتمكنوا من مغادرة غزة منذ إغلاق معبر رفح في اذار/مايو.
رئيس شبكة الدفاع عن فلسطين في أستراليا، ناصر مشني، وصف تعليقات داتون بأنها "عنصرية"، تهدف إلى إثارة الخوف والكراهية ضد الشعب الفلسطيني.
وبينما يستمر النقاش حول منح التأشيرات، أظهرت أرقام وزارة الداخلية الأسترالية أن الحكومة رفضت غالبية طلبات التأشيرة المقدمة من الفلسطينيين الفارين من غزة بعد هجوم حماس في أكتوبر.
في الفترة ما بين الهجوم وحتى منتصف أغسطس، تم رفض أكثر من 7000 طلب تأشيرة فلسطينية، في حين تم منح 2922 طلبًا فقط.
وفي الفترة ذاتها، تم منح 8,746 تأشيرة لمواطنين إسرائيليين بينما تم رفض 235 طلب تأشيرة.