من هؤلاء طالب الدكتوراه الأسترالي الفلسطيني شامخ بدرة، الذي ما زال يسعى جاهداً لتأمين إجلاء والدته من غزة بعد أن حصلت على التأشيرة.
روى لنا شامخ ما وصفه "بالمعجزة" بعد تلقيه خبر نجاة والديه من بعد أن دمرت بالدبابات الإسرائيلية حيهم.
توفي والده بسبب نقص الرعاية الطبية، كما قُتل شقيقه وعائلته في غارة إسرائيلية أثناء محاولته زيارة منزل عائلتهما ولا تزال والدة الشامخ عالقة في غزة، تنتظر بشدة ممرًا آمنًا إلى أستراليا، على الرغم من أنها تحمل تأشيرة صالحة.
بعد الدمار الذي لحق بمنزل العائلة بينما كان والداه لا يزالان فيه، في أواخر تشرين الأول أكتوبر، ناشد بدرة السياسيين ودائرة الهجرة لمساعدته في إجلاء عائلته من القطاع.
كمواطن أسترالي، تجاوز بدرة العقبة الأولى وهي الحصول على تأشيرات مؤقتة لوالديه للمجيء إلى أستراليا لكنه كان تحديًا واحدًا فقط في سباق طويل ومعقد.
بتأشيرة صالحة، لا يزال يتعين على حاملها أن ينجو من الرحلة الخطيرة إلى معبر رفح في أقصى جنوب غزة والذي ظل مفتوحاً لعدة أشهر، لكن تم إغلاقه بعد أن سيطرت السلطات الإسرائيلية على المنطقة في أيار/مايو.
حدّثنا شامخ بتفاصيل مأساته العائلية: "لم تكن الاتصالات متاحة في ذلك الوقت. شاهدت الدبابات الإسرائيلية في حينا عبر شاشات التلفزيون. في إحدى المرات تمكننا من الاتصال وقال لي والدي أنهم نجوا بأعجوبة."
علق والداي في البيت لأربعة أيام بدون أدوية وبدون ماء وطعام كاف. شعرت وقتها أن حالتهم الصحية بدأت بالتدهور
فارق والد شامخ الحياة بعد تدهور حالته الصحية والنقص الحاد في الخدمات الصحية التي ترزح تحت ضغط هائل. يقول شامخ أن دفن والده كان مهمة شاقة أيضاً:
شامخ الذي لم يكن يتصور أن يعيش "كابوساً" يصفه بأنه أكثر ترويعاً من "فيلم رعب"، لم تتوقف مأساته بوفاة والده وبقاء والدته عالقة في القطاع، بل فقد شقيقه أيضاً مع أسرته في قصف طال منزل العائلة.
LISTEN TO
"ليسوا مجرد ارقام بل اناس كانت لهم احلام": سيدني تحتضن مسرحية تروي قصص ضحايا غزة
SBS Arabic
02/09/202414:53
يقول شامخ: "خرج شقيقي من البيت منذ 9 أشهر ولا نعلم عنه شيئاً منذ ذلك الوقت. بعد اتصالات كثيرة علمنا أن البيت تعرض للقصف وشقيقي وزوجته وأبناؤه تحت الردم والدمار. لم نتمكن حتى من انتشال جثثهم لتكريمهم بدفن يليق بهم."
لم نجد أحداً ليدفن والدي. جارنا الذي لم أراه منذ 10 سنوات قام بدفنه في حديقة منزله. قال لي لو لم أقم بذلك لظلت والدتك مع الجثة. الجثث ملقاة في الشوارع وتنهشها الكلاب والقطط والجرذان.
يشعر بدرة اليوم بخيبة أمل بعد العراقيل الكثيرة التي تقف في طريق استقدام والدته، وما زاد من شعوره بالضيق تصريحات زعيم المعارضة بيتر داتون والتي أشار فيها إلى ضرورة إغلاق الباب مؤقتاً في وجه الفارين من الحرب في غزة "حماية للأمن القومي الأسترالي" ما أثار انقساماً في الشارع ما بين مؤيد يرى ضرورة في إخضاع اللاجئين إلى فحوصات أمنية صارمة ومعارض يرى في التصريحات ازدواجية معايير بالنظر إلى طريقة التعامل مع لاجئين من دول أخرى كأوكرانيا وأفغانستان.
"كأستراليين فلسطينيين عنا حق نجيب أهلنا من منطقة حرب وهذا ما حدث عندما بدأت الحرب في أوكرانيا وأفغانستان" بهذه الكلمات عبّر بدرة عن امتعاضه مما حدث، معتبراً تصريحات داتون "مثيرة للانقسام وسعي لتحقيق مكاسب سياسية".
وتابع قائلاً: "هناك سياسيون لا يعيشون الحدث ويرغبون فقط بإرضاء جمهور معين. استفزني هذا الكلام كثيراً وفوجئت فيه بهذا التوقيت في ظل كل ما نعانيه."
استمعوا إلى اللقاء كاملاً مع الفلسطيني الأسترالي شامخ بدرة في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.