Explainer

صدمة في السوبرماركت! كيف تخلى الأستراليون عن ماركاتهم المفضلة بسرعة البرق؟

في ظل أزمة تكلفة المعيشة التي تجتاح أستراليا، يشهد قطاع التجزئة تحولاً جذرياً في عادات التسوق. فأصبحت المنتجات الخاصة بالمتاجر (Home Brand) خياراً أساسياً للعديد من الأسر، بعد أن كانت في السابق مرتبطة بوصمة اجتماعية. فما سر هذا التحول؟ وهل يمكن الاعتماد على هذه المنتجات كبديل فعّال دون المساومة على الجودة؟

A woman in a pink top with glasses looking at groceries on a shelf next to her shopping trolley.

Coles suggests that one in three customers are buying more home brand products to save at the check-out. But why are they so cheap? Source: Getty / Jacobs Stock Photography Ltd

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أزمة الغلاء تُغير عادات التسوق

تشير أحدث البيانات إلى أن الأستراليين أصبحوا أكثر حرصاً على ترشيد إنفاقهم، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية. فبحسب استطلاع أجرته منظمة "CHOICE" في كانون الثاني/ يناير الماضي، فإن 84% من الأسر تعاني من قلق شديد بسبب تكلفة الغذاء والبقالة.

وفي هذا السياق، كشف استطلاع آخر أجراه موقع "فايندر" أن 39% من المستهلكين تحولوا إلى شراء علامات تجارية أرخص بسبب الضغوط المالية. كما أظهرت أبحاث "Compare Club" أن 80% من الأستراليين يعانون من مستويات مرتفعة من التوتر بسبب الفواتير، مما دفع نصفهم إلى تقليل الإنفاق على الضروريات مثل الطعام والوقود.

هل الجودة تتراجع مع السعر؟

بحسب منظمة CHOICE للدفاع عن المستهلك، فإن الإجابة غالبًا: لا.

فقد أثبتت اختبارات عديدة تفوّق بعض المنتجات المنزلية على نظيراتها المعروفة من حيث الجودة والطعم. على سبيل المثال، حصل شاي "Just Organic" من متاجر Aldi على أعلى تقييم في اختبار شمل ٣٢ نوعًا من أكياس الشاي — متفوقًا على علامات مثل Lipton وTwinings وTetley.
لماذا تُفضل المتاجر بيع منتجاتها الخاصة؟

بينما تُعتبر المنتجات الخاصة بالمتاجر خياراً اقتصادياً للمستهلكين، فإنها تمثل مصدر ربح أكبر للمتاجر الكبرى. توضح كيت براون، رئيسة الأبحاث في "Compare Club": "المتاجر تحب هذه المنتجات لأنها تملك العلامات التجارية لها. قبل عقد من الزمن، كانت الأرفف تعج بالعلامات التجارية الكبرى، أما اليوم فقد زادت حصة المنتجات الخاصة بالمتاجر بشكل كبير، وهذا يعود بالطبع إلى مردودها الربحي الأعلى".

فعندما تبيع المتاجر منتجات تابعة لعلامات تجارية خارجية، يتوجب عليها التعامل مع موردين ووسطاء، مما يزيد التكاليف. أما مع المنتجات الخاصة، فإنها تتخلص من هذه التعقيدات وتحتفظ بهامش ربح أعلى.
A chart showing the price of branded products vs home brand products.
Source: SBS
تغير سلوك المستهلك: من العلامات الفاخرة إلى الأقل سعراً

لم يعد المستهلكون متمسكين بالعلامات التجارية الشهيرة كما في السابق. تقول براون: "أصبح الناس أكثر حيادية تجاه العلامات التجارية، بل إن البعض صار يبحث عن أرخص الخيارات بغض النظر عن الاسم التجاري".

بل إن بعض المستهلكين باتوا يلجأون إلى أساليب غير تقليدية لتدبير أمورهم، مثل:

- التسوق من متاجر متعددة قبل التوجه إلى السوبرماركت الكبير للعثور على أفضل العروض.
- تجربة علامات تجارية جديدة غير مألوفة لتوفير المال.
- الاعتماد على خدمات الدفع لاحقاً لشراء البقالة في بعض الحالات الصعبة.
A table showing how Australians are cutting back on their grocery bills.
More Australians are looking to cut back on their grocery bills, with 39 per cent saying they're switching to cheaper brands. Source: SBS

التحوّل الثقافي: من وصمة إلى بديل ذكي

على عكس الماضي، عندما كانت المنتجات الخاصة بالمتاجر تُعتبر خياراً ثانوياً، أصبحت اليوم عنصراً أساسياً في عربات التسوق. تقول براون: "شهدنا تحولاً كبيراً خلال العقدين الماضيين. لقد اختفت الوصمة الاجتماعية تقريباً، وأصبحت هذه المنتجات لاعباً رئيسياً في السوق."

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و 

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Alexandra Koster
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS