في تناقض لافت مع التوجهات الرقمية السائدة عالميًا، دشّنت دولة توفالو الواقعة في جنوب المحيط الهادئ أول أجهزة صراف آلي في تاريخها، في خطوة وُصفت بأنها "نقطة تحول" نحو نظام مالي أكثر حداثة.
فبينما تسارع أستراليا إلى تقليص عدد أجهزة الصراف الآلي نتيجة انخفاض الطلب على النقد واعتماد السكان على خيارات الدفع الإلكتروني، اختارت توفالو، ذات الـ12 ألف نسمة، أن تخطو أولى خطواتها نحو الشمول المالي بإطلاق خمس ماكينات صراف آلي و30 جهاز دفع إلكتروني (EFTPOS) في عاصمتها فونافوتي.
وقد اعتاد سكان الجزيرة على الاصطفاف أمام فرع البنك الوطني الوحيد، حيث كانت الطوابير الطويلة على أبوابه مشهدا متكررا خاصة أيام الرواتب، إذ يُغلق البنك أبوابه باكرا عند الساعة الثانية بعد الظهر.
رئيس وزراء توفالو، فيليتي تيو، اعتبر هذه الخطوة "محطة بارزة" في مسار تطوير البنية التحتية المالية للبلاد، فيما وصفها مدير البنك الوطني سيوس تيو بأنّها "خطوة تحوّلية ستفتح آفاقا جديدة أمام تمكين المواطنين اقتصاديا".
تأتي هذه المبادرة بتمويل قدره 3 ملايين دولار، لتوفّر خيارات دفع أسهل وأسرع في بلد ظل يعتمد لسنوات على التداول النقدي فقط.
وفي المقابل، تستمر أستراليا في تقليص شبكة الصرافات الآلية لديها، إذ انخفض عددها من 29,348 في عام 2019 إلى 23,518 فقط بحلول مارس 2024، مع تنامي الاعتماد على المدفوعات الألكترونية والخدمات المصرفية الرقمية.