أعلن أنتوني ألبانيزي حكومته العمالية بعد فوز حزبه بالأكثرية في الانتخابات الفدرالية، وفاجأ الجميع بتعيينه أول وزيرين مسلمين في تاريخ أستراليا هما أدهم نور الدين هوسيك البوسني الأصل والدكتورة آن علي العربية من أصول مصرية.
النقاط الرئيسية
- تم تعيين آن علي كوزيرة لتعليم الطفولة المبكرة والشباب في حكومة ألبانيزي العمالية الجديدة
- أصبحت آن علي أول وزيرة عربية ومسلمة في تاريخ أستراليا
- تزوجت آن علي ثلاث مرات وهي أم لولدين وزوجها الحالي هو ضابط الشرطة السابق ولاعب هوكي الجليد الكندي ديفيد ألين
فمن هي آن علي التي تشغل حالياً منصب وزيرة تعليم الطفولة المبكرة والشباب في حكومة ألبانيزي؟
آن عزة علي، كما يظهر من سيرتها على موقع ويكيبيديا، سياسية أسترالية من حزب العمال دخلت مجلس النواب عام 2016 عن مقعد كوان في غرب أستراليا وأصبحت لدى انتخابها أول امرأة مسلمة تدخل مجلس النواب الأسترالي.
على الصعيد المهني، عملت آن علي كأستاذة ومحاضرة وأكاديمية متخصصة في مكافحة الإرهاب، وهي تعتبر مرجعاً مرموقاً حول أسباب انجذاب الشباب نحو التطرف العنيف. وقد أسست منظمة "الناس ضد التطرف العنيف" (PaVE) بهدف مواجهة التطرف في أستراليا.
في حديثها مع أس بي اس عربي24 في آذار/مارس من العام، اعتبرت آن علي أن المرأة الأسترالية الناشطة في العمل السياسي لا يزال أمامها طريق طويل لتحقيق كامل تطلعاتها.
يومها قالت، "لا يتم منح مناصب قيادية للنساء. آخر امرأة حصلت على منصب سياسي بارز كانت جوليا غيلارد".
ابنة الإسكندرية
ولدت آن علي في الإسكندرية في 29 آذار/مارس 1967 لأم ممرضة ووالد يعمل مهندساً.
انتقلت مع والديها إلى أستراليا في سن الثانية من خلال برنامج لدعم الهجرة وعاشت أولاً في كوينزلاند قبل أن تستقر في ضواحي سيدني الغربية حيث التحقت بمدرسة البنات الأنجليكانية الخاصة بينما عمل والدها في المصانع وكسائق حافلة.
عادت آن إلى مصر لإكمال دراستها الجامعية، حيث تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1990 بدرجة بكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الأدب الإنجليزي.
وما لبثت أن رجعت إلى أستراليا مع زوجها الأول لتقوم برعاية أطفالهما في بيرث حيث كانت تقيم على مقربة من والديها المتقاعدين.
إلا أن شغفها بالعلم لم يتوقف حتى بعد زواجها، فتابعت مسيرتها الأكاديمية في أستراليا لتحصل عام 1994 على دبلوم الدراسات العليا في الآداب من جامعة إديث كوان ثم درجة الماجستير في التربية عام 1996 والدكتوراه في عام 2008 من نفس الجامعة.
وركزت في أطروحة الدكتوراه الخاصة بها على الإعلام والثقافة تحت عنوان: دراسة ردود فعل الجمهور على الخطاب الإعلامي حول "الآخر": الخوف من الإرهاب بين المسلمين الأستراليين والمجتمع الأوسع.
أثناء دراستها، عملت آن علي بدوام جزئي في تدريس اللغة الإنجليزية للمهاجرين. وفي عام 2001، أصبحت مسؤولة السياسات في حكومة غرب أستراليا، حيث عملت في سياسة شؤون التعليم والتعددية الثقافية بين عامي 2000 و2007، كما تولت منصب كبيرة مسؤولي السياسات في مكتب المصالح المتعددة الثقافات اعتباراً من عام 2003. وبعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، عملت على إعداد رد حكومة غرب أستراليا على خطة عمل الحكومة الفدرالية لمكافحة الإرهاب.
مسيرتها المهنية والسياسية الحافلة بالإنجازات أهلتها للحصول على عدة جوائز تقديرية.
في عام 2008، فازت آن علي بجائزة العميد لأفضل باحث جديد من جامعة إديث كوان. وفي عام 2009، حصلت على جائزة النشر من المعهد الأسترالي لضباط الاستخبارات المهنية، وتم تعيينها في مجلس العلاقات العربية الأسترالية في وزارة الخارجية والتجارة لمدة ستة أعوام.
في عام 2011، انضمت آن علي إلى قاعة مشاهير نساء غرب أستراليا.
وتم تمويل بحوثها من قبل مبادرة حماية أستراليا التابعة لمجلس البحوث الأسترالي، وفي عام 2011 أطلق رئيس الوزراء السابق كيفين راد كتاب علي الأول الذي حمل عنوان "الإرهاب والأمن العالمي: وجهات نظر تاريخية ومعاصرة".
في عام 2015، كانت آن علي الأسترالية الوحيدة التي تم دعوتها لإلقاء خطاب في قمة باراك أوباما لمكافحة التطرف العنيف في البيت الأبيض.
وفي عام 2016، تم ترشيحها لجائزة شخصية العام الأسترالية.
المسيرة السياسية: تحديات وإنجازات
خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، اتُهم وزير العدل في حزب الأحرار مايكل كينان ببدء حملة تشهير ضد آن علي فيما يتعلق بعملها السابق في مكافحة الإرهاب. وانضمت للحملة نائبة رئيس الوزراء جولي بيشوب وماثياس كورمان وجون هوارد ولوك سيمبكينز. ومع ذلك، تبيّن أن أن سيمبكينز كان قد راسلها في عام 2015 للتعبير عن إعجابه بعملها في مكافحة الإرهاب بما في ذلك "محتوى المقابلات الإعلامية ومقاربتها لخطر التطرف"، وتم دعم عملها بشكل فاعل من قبل حكومة الائتلاف.
في عام 2017، وقعت آن علي ضحية أخبار زائفة تزعم بأنها رفضت وضع إكليل من الزهور خلال مراسم يوم الأنزاك في بيرث. وتم نشر القصة من قبل حزب Love Australia or Leave. قالت علي يومها إنها "شعرت بالإهانة بسبب المزاعم بأنها رفضت وضع إكليل من الزهور". وبالفعل، اعتذر زعيم الحزب فيما بعد عن المنشور واعترف بعدم دقة المعلومات.
أعيد انتخاب علي في الانتخابات الفدرالية لعام 2019 بهامش بلغ 1.6%. وخلال تلك الحملة تم توزيع منشورات مجهولة تستهدف علي بمزاعم لا أساس لها. واستنكر حزب العمال المنشورات ووصفها بأنها "عنصرية".
آن علي من المؤمنين بالمساواة في الزواج، وهي محافظة اقتصادياً وتميل إلى اليسار في السياسات الاجتماعية، وتؤمن بضرورة الفصل الصارم بين الكنيسة والدولة، وتدافع عن حقوق المرأة بارتداء الحجاب إذا اختارت ذلك رغم أنها لا ترتدي شخصياً الحجاب.
تزوجت آن علي ثلاث مرات وهي أم لولدين. زوجها الحالي هو ضابط الشرطة السابق ولاعب هوكي الجليد الكندي ديفيد ألين.
في مقابلات إعلامية وكذلك في سيرتها الذاتية التي نشرت عام 2018 تحت عنوان Finding My Place، تناقش آن علي العنف المنزلي الذي عانت منه على يد زوجها الأول، والضغط الذي كانت تتعرض له للبقاء معه، والصعوبات التي واجهتها من أجل تربية أبنائها كأم عزباء بعد الطلاق.