للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على |
على الرغم من انخفاض معدلات التضخم واستمرار استقرار البطالة، أظهرت أحدث دراسة أجرتها جامعة أستراليا الوطنية أن واحداً من كل ثلاثة أستراليين يعاني من ضغوط مالية، في وقت يعتقد فيه عدد مماثل أن حياتهم قد تدهورت خلال العام الماضي، مما دفع مستويات الرضا عن الحياة إلى أدنى مستوياتها منذ فترات الإغلاق التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ومع تزايد المخاوف بشأن المستقبل، لا يعتقد العديد من الأستراليين أن الأمور ستتحسن قريباً. فقد أفاد الاستطلاع أن أكثر من نصف الأستراليين يتوقعون أن تكون حياة أبنائهم أسوأ. وقال البروفيسور نيكولاس بيدل، مؤلف التقرير وأستاذ في جامعة ANU: "الجميع يدركون التحديات التي يواجهها الشباب الأسترالي في دخول سوق العقارات، وهو ما يترجم إلى حالة من التشاؤم بشأن المستقبل".
هذه الأجواء من الإحباط والتشاؤم أصبحت عاملاً رئيسياً في توجيه خيارات الناخبين في الانتخابات الفيدرالية المقبلة، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في موعد أقصاه 17 أيار/ مايو. فقد أدت حالة الاستياء هذه إلى تراجع الثقة في المؤسسات الحكومية، ليصل مستوى الثقة في الحكومة الفيدرالية إلى أدنى مستوياته منذ كارثة حرائق الصيف الأسود في 2019-2020، حيث أشار الاستطلاع إلى أن ثلث الأستراليين فقط يثقون في الحكومة الفيدرالية، وهو انخفاض كبير مقارنةً بنسبة 50% من الناخبين الذين أبدوا ثقتهم في الحكومة في الانتخابات السابقة.
الاقتصاد في قلب الاستقطاب السياسي
بينما أظهر الاستطلاع أن حوالي ثلثي المشاركين راضون عن الديمقراطية في أستراليا، إلا أن هذا لا يعكس الاستياء العميق الذي يشعر به الكثيرون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. ويبدو أن هذه المشاعر السلبية ستؤثر بشكل كبير في توجهات الناخبين في الانتخابات القادمة، حيث تشير التوقعات إلى أن السياسات الاقتصادية للأحزاب الكبرى ستكون هي العامل الحاسم في تحديد نتائج الانتخابات.
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "The Australian" أن التحالف الحاكم يتفوق على حزب العمال بنسبة 51% مقابل 49%، وهي النتيجة نفسها التي تم التوصل إليها في استطلاع "Newspoll" السابق. كما أشارت الاستطلاعات إلى زيادة في دعم الأحزاب الرئيسية، حيث حصل حزب العمال على 32% من التأييد، بينما حصل التحالف الحاكم على 39%. ورغم ذلك، أبدى 55% من المشاركين في الاستطلاع شكوكهم في قدرة التحالف على تشكيل حكومة قوية.
LISTEN TO

في يوم المرأة العالمي: ما هو دور المرأة المندائية في الحفاظ على الهوية في المجتمع الأسترالي؟
SBS Arabic
07/03/202508:48
الانتخابات على صفيح ساخن
من جانبه، اعترف وزير الحكومة، تانيا بليبرسيك، بأن الانتخابات المقبلة ستكون "منافسة شديدة"، مؤكدة أن "الاستطلاعات تشير إلى أن الانتخابات ستكون متقاربة، ولكن لدينا خطة واضحة لمساعدة المواطنين في مواجهة ضغوط تكاليف المعيشة".
في المقابل، أظهرت الاستطلاعات تراجعاً في شعبية زعيم المعارضة، بيتر داتون، بينما استمر رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي في تعزيز مكانته كمرشح مفضل لرئاسة الحكومة. ففي أحدث استطلاع للرأي، سجل ألبانيزي زيادة في تقييمه بنسبة 9 نقاط، ليصبح الفارق بينه وبين دوتون 9 نقاط، وهو تقدم مهم مقارنةً بتقدمه بـ5 نقاط في استطلاع سابق.
التوقعات للمرحلة المقبلة
يشير الواقع الاقتصادي الصعب والقلق المتزايد بشأن المستقبل إلى أن الانتخابات المقبلة ستكون الأكثر تقارباً في تاريخ السياسة الأسترالية الحديثة. وفيما يتنافس الحزب الحاكم مع حزب العمال على أصوات الناخبين، يظل التركيز على القضايا الاقتصادية هو العامل الحاسم في اتخاذ القرارات الانتخابية، حيث يبدو أن الأستراليين يترقبون سياسات واقعية وفعالة في معالجة الأزمات المالية وتحديات سوق الإسكان.

The Torres Straits flag, the Australian flag and the Aboriginal flag are seen outside Parliament House in Canberra, Monday, March 10, 2025. (AAP Image/Mick Tsikas) NO ARCHIVING Source: AAP / MICK TSIKAS/AAPIMAGE