المهاجرات اللاجئات يتوجهن لبدء عملهن الخاص في مواجهة نقص فرص العمل في استراليا

بسمة هربت من العراق لتصبح مدربة قيادة سيارات وبُشرى مستشارة تعليمية وأستاذة لتعليم الإنجليزية.

Basma Habash is a driving instructor

Basma Habash is a driving instructor Source: SBS/Scott Cardwell

في أحد شوارع ضاحية Roxburgh Park، شمالي ملبورن، تجلس بسمة حبش في مقعد الراكب في السيارة، وتوجه إحدى متدرباتها التي تبلغ 57 عامًا وتعلمها أصول القيادة في أستراليا للحصول على الرخصة، لتسهيل مسار حياتها في أستراليا بعد لجوئها من العراق.


 النقاط الرئيسية:

  • بسمة مدربة قيادة سيارات حلمها أن تصبح مدرستها لتعليم القيادة مشروعًا تجاريًا كبيرًا.
  • بشرى هي مستشارة تعليمية وأسست منذ ثمانية أعوام Endeavour Education Consulting. 
  • كثير من اللاجئين في أستراليا من المتزوجين يحتاجون إلى العمل لأن السكن باهظ الثمن وكل شيء مكلف.

 بسمة سيدة من العراق تبلغ من العمر 40 سنة تعلمت القيادة بنفسها عام 2018. هربت من العراق بعد أن سقطت مدينتها الموصل في أيدي تنظيم داعش عام2014.

 عن تلك الفترة تقول:" كنا خائفين جدًا. فقدنا وظائفنا ... وخسرنا منزلنا. كانت فترة صعبة للغاية".

كانت بسمة معلمة دراسات دينية مسيحية في المدارس وكانت من بين ما يقدر من 500 ألف مدني فروا من الموصل متوجهين إلى الأردن مع زوجها وابنها.

 تعيش بسمة الآن في ملبورن وهي أم لطفلين وقد أكملت الشهادة الرابعة في النقل والخدمات اللوجستية في يوليو الماضي وساعدت منذ ذلك الحين عشرات الأشخاص، بعضهم من اللاجئين، في الحصول على رخصة القيادة في فيكتوريا من خلال عملها كمدربة قيادة.

 وتقول:" سعادتي غامرة بمشاهدة طلابي يحصلون على رخصة القيادة، خاصة النساء حيث يمكنهن الذهاب إلى الطبيب أو إلى مركز التسوق أو زيارة الأسرة بأنفسهم".
Driving instructor Basma Habash and one of her students
Driving instructor Basma Habash and one of her students Source: SBS
وتوضح: "لا شك أن تعلم قيادة السيارة، يساعد النساء في الحصول على وظيفة، فكثير من اللاجئين في أستراليا من المتزوجين يحتاجون إلى العمل لأن السكن باهظ الثمن وكل شيء مكلف."

مهارات اللغة:

بالإضافة إلى كونها مدربة قيادة، أكملت بسمة التي تتحدث العربية والكلدانية، دراساتها المتقدمة في اللغة الإنجليزية. وتوضح:" أن التحدث باللغة الإنجليزية بإتقان كان أمرًا ضروريًا لاجتياز العديد من الدورات التدريبية للسائقين " فحلمها بعد أن أصبحت مدربة قيادة أن تؤسس مشروعها الخاص لتعليم قيادة السيارات".

 فقد تحسنت مهاراتها في اللغة الإنجليزية عبر دروس تتلقاها مع بشرى فرانسيس وهي سيدة عراقية هاجرت إلى أستراليا من إقليم كردستان العراق في التسعينيات.

 تقول بشرى البالغة من العمر 54 عامًا: "لطالما اعتقدت أنني أستطيع أن أعطي الكثير لمن عانوا في بلدانهم ووصلوا هنا بلا أمل".
Bushra Francis is an English teacher in Melbourne
Bushra Francis is an English teacher in Melbourne Source: SBS/Scott Cardwell
أكملت بشرى مُدرسة الثانوية السابقة درجة البكالوريوس في التعليم بالإضافة إلى ماجستير في TESOL (تدريس اللغة الإنجليزية للمتحدثين بلغات أخرى) وتعمل بدوام كامل في تدريس اللغة الإنجليزية للمهاجرين واللاجئين في شمال ملبورن.

 في العراق، تتبع عائلة بشرى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وهي أقلية مسيحية.

وتقول: "لقد كافحنا كثيرًا لأن والدي كان جزءًا من حزب المعارضة الذي وقف ضد النظام السابق. ففي ذلك الوقت لم يكن للناس حرية اختيار الحزب الذي يريدون اتباعه".

 وتضيف بشرى:" إن والدها قُتل بسبب نشاطه السياسي عام 1982 وكان عمره 42 عامًا. ووجدت والدتي نفسها مسؤولة عن ثلاثة أطفال صغار. لذلك عمِلت بجد في وظيفتين حتى تخرجنا جميعًا من الجامعات."
تدربت بشرى كمدرسة للتربية البدنية في العراق لكنها هاجرت إلى أستراليا للحصول على فرص أفضل. وتصف تلك الأيام قائلة وهي تضحك: "في ذلك الوقت، كان راتبي كخريجة يكفي لشراء12 بيضة ".

عن تجربتها بعد الوصول إلى أستراليا:" تعتقد أن التحدث باللغة الإنجليزية هو الجزء الأكثر تحديًا، ولكنه مفيد لشق طرق الحياة الجديدة في أستراليا.  فكثير من المهاجرين يسعون نحو حياة جيدة لكن الأمر لا يتم بدون اللغة الإنجليزية".  

ولهذا السبب، عملت على مدى السنوات الثماني الماضية على مساعدة المهاجرين واللاجئين على إتقان اللغة عبر مؤسستها التعليمية الخاصة، Endeavour Education Consulting. بالتعاون مع منظمة مجتمعية غير ربحية وهيWestgate Community Initials Group (WCIG) في ضاحيةRoxburgh Park.

وتوضح:" يواجه كثير من الطلبة في البداية صعوبات في تعلم اللغة، بسبب البيئة الصعبة التي عاشوا فيها وتعرضهم لصدمات الاضطهاد والفقر."
Bushra with two of her students.
Bushra with two of her students. Source: SBS/Scott Cardwell
إلسا ديبيسا البالغة من العمر 37 عامًا، وهي إحدى طالبات بشرى هاجرت إلى أستراليا من إثيوبيا في سن المراهقة وتربي ثلاثة أطفال صغار بمفردها.

تقول عن بُشرى: هي ليست أستاذتي فقط، بل هي إنسانية تعرف كيف تساعد من حولها وتدافع عنهم ".

"فقد غيرت كثيراً في حياتي."

النقص في الأيدي العاملة

تقول الأستاذة المساعدة بيتينا زكودلاريك من كلية إدارة الأعمال بجامعة سيدني إن 80% من طالبي اللجوء واللاجئين يكافحون للعثور على عمل في أول عامين في أستراليا.

 فقد هاجرت بيتينا زكودلاريك من بولندا قبل 10 سنوات وتعمل في دراسة مع جميع الشركات في أستراليا لتحديد متطلبات أصحاب العمل لتوظيف اللاجئين.

فتقول: " يبدي أصحاب العمل حرصهم على توظيف اللاجئين، لكنهم يريدون عملية توظيف سهلة. حيث إن بعضهم مستعد لتوظيف مئات اللاجئين، بينما آخرون يكتفي بمرشح واحد أو اثنين."
وتوضح:" أن التدرب على اللغة الإنجليزية والإرشاد من لاجئين آخرين، مثل بُشرى، قد يكون خطوة أولى حاسمة للتوظيف أو ريادة الأعمال.

فأغلب اللاجئين ليسوا على دراية بسوق العمل والتوظيف المحلي وإجراءات التوظيف. لذا فإن وجود شخص مثل بشرى يشرح الاختلافات بين البلد الأصلي وأستراليا أمر في غاية الأهمية لنجاح اللاجئين في سوق العمل ".

 وبمجرد استقرار اللاجئين في العمل، تقول:" إن إنتاجيتهم عالية. ومع إعادة تشغيل أستراليا بعد جائحة كوفيد-19. وتقول: "إن توظيف مزيد من اللاجئين يعد أمرا جيداً لأصحاب العمل. خاصة وأن أستراليا تعاني من نقص في العمالة في فترة الوباء، بينما كثير من اللاجئين يبحثون بشكل عاجل عن عمل".

 وتضيف: "اللاجئون مصممون على إعادة بناء حياتهم في أستراليا. ومع هذا التصميم  والمهارات الواسعة التي لديهم، يضيفون قيمة لأصحاب العمل في مختلف الأعمال ".

 وتطالب بتمويل إضافي للمجموعات الصغيرة غير الربحية وللمؤسسات الاجتماعية الي تربط اللاجئين بسوق العمل المحلي.

فكما تقول: "معظم اللاجئين ليس لديهم شبكة علاقات مهنية مطلقاً. لذا فإن وجود مجموعة تربطهم بتلك الفرص وتفتح لهم الأبواب هو أمر بالغ الأهمية حقًا لتوظيف اللاجئين ".

كذلك، ينطلق الكثيرون من تلقاء أنفسهم للاستفادة من المهارات الموجودة.

           أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على   


شارك
نشر في: 27/02/2022 2:49pm
آخر تحديث: 2/03/2022 12:01pm
تقديم: Ala'a Al Tamimi
المصدر: SBS