وصل عدد المصابين على متن سفينة الرحلات المنكوبة روبي برينسز 133 شخصا منهم 107 في ولاية نيو ساوث ويلز. وأكدت سلطات الولاية بالأمس وفاة سيدة من ركاب السفينة تبلغ من العمر 77 عاما لتصبح ثامن حالة وفاة في الولاية والحالة التاسعة على المستوى الوطني.
قرار إدخال نحو 2700 شخص من ركاب السفينة دون التقيد بالإجراءات المشددة المفروضة على حدود أستراليا، أثار استغراب وغضب الكثيرين خاصة أن 13 من ركاب السفينة أظهروا أعراض تنفسية قبل رسوها.
لكن الدكتورة كيري تشانت كبيرة المسؤولين الصحيين في أستراليا قالت إن الأعراض لم تظهر في أغلب الركاب المصابين إلا يوم رسو السفينة أو خلال الأيام الذي تلته.
وقالت الدكتورة تشانت إن السلطات الصحية في نيوزيلندا، حيث سافرت السفينة، قامت بفحص الركاب للكشف عن فيروس كوفيد-١٩. وأضافت "الأعراض الظاهرة على هؤلاء الركاب حدثت على متن السفينة، ولم يكن هناك ما يمكن فعله من سلطات نيو ساوث ويلز الصحية لتغيير هذا الأمر."
لكن صحيفة الأستراليان المقربة من الائتلاف الحاكم قالت رئيسة الولاية غلاديس بريجيكليان أخبرت اجتماعا مغلقا لحزب الأحرار يوم الثلاثاء أن مسؤولي حرس الحدود الأستراليين هم المسؤولون عن القرار الكارثي الذي سمح لهؤلاء الركاب بدخول سيدني.وقالت الصحيفة إن بريجيكليان أخبرت أعضاء الحزب أن الوكالة الفيدرالية هي التي يجب أن تتحمل اللوم حال تفشي العدوى في ولايات مختلفة بسبب ركاب السفينة.
The Ruby Princess cruise ship docked in Sydney's Circular Quay. Source: NSW Port Authority
ومن بين ركاب السفينة المصابين كان هناك 107 راكب في نيو ساوث ويلز و11 في غرب أستراليا وتسعة في كوينزلاند وثلاثة في تازمانيا واثنين في مقاطعة أراضي الشمال وحالة واحدة في كانبرا.
واعتبرت السلطات السفينة "ذات خطورة منخفضة" عند وصولها في سيدني، لكنها تحولت لتصبح أحد أكبر مصادر العدوى وتفشي الوباء في البلاد.
ونقلت صحيفة الأستراليان عن عدد من ساسة الائتلاف الحاكم على مستوى الولاية أن بريجيكليان أخبرتهم أن ضباط الحدود الفيدراليين هم من أصدروا تعليمات لوزارة الصحة في الولاية بالسماح لقرابة 2647 شخصا بمغادرة السفينة لأن أي منهم لا تظهر عليه أعراض البرد.
وقالت الصحيفة إن الخلل في الاتصال بين السلطات الفيدرالية والمحلية ربما يكون مصدره طافم السفينة الذي أخبر سلطات الحدود بعدم وجود ركاب مرضى على متن السفينة، بالرغم من أخذ عينات من 13 راكب ووجود سيارة إسعاف في انتظار السيدة التي توفيت لاحقا بالفيروس.رئيس قوات حرس الحدود الأسترالية مايكل أوترام عقد مؤتمرا صحفيا بعد نشر تلك التقارير وقال إن قرار دخول الركاب إلى سيدني هو مسؤولية السلطات الصحية في نيو ساوث ويلز بالكامل وهيئة الحجر الصحي الحيوي الفيدرالي.
A health worker talks to visitors at a Covid-19 testing centre in Sydney on 23 March, 2020. Source: AFP
وقال أوترام "قرار السماح لهم بالدخول فيما يتعلق بالصحة ومسائل الأمن الحيوي كان قرار السلطات الصحية في نيو ساوث ويلز."
وأضاف أن المسؤولية الوحيدة التي تقع على عاتق الهيئة التي يرأسها هو رصد عمليات التهريب والدخول غير القانوني وضمان تطبيق القانون على المهاجرين والزائرين. واعتبر أوترام أن مسائل الصحة لا تدخل ضمن نطاق صلاحيات حرس الحدود.
وقال أوترام "أنا لست هنا لتوجيه اللوم، فنحن جميعا في نفس الخندق في أستراليا...لا نحتاج إلى توجيه اللوم، ولكن الناس بحاجة لمعرفة الحقائق."
وأكد قائلا "ضباطي غير مدربين لقياس الحرارة."
ووصف رئيس الوزراء ما حدث بأنه إخفاق رهيب. وقال "هذا لم يكن حدثا جيدا على الإطلاق، لقد كان مروعا. هناك سلسلة من المشاكل المرتبطة بما وقع هنا."
ورغم أن الحكومة الفيدرالية قد منعت دخول السفن السياحية إلا أن ولاية نيو ساوث ويلز قامت باستثناء أربعة سفن قامت بالرسو في الولاية قبل دخول قرارات إغلاق الحدود حيز التنفيذ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتعمل السلطات الفيدرالية مع سلطات الولايات والمقاطعات من أجل تعقب ركاب السفينة وإبلاغهم بضرورة عزل أنفسهم لمدة 14 يوما.