قصة "فيبي": مأساة ضحايا العنف في سوق الإيجارات
تعيش "فيبي" — وهو اسم مستعار حفاظًا على سلامتها — كابوسًا حقيقيًا منذ صباح أحد أيام الأحد حين اقتحم شريكها السابق غرفة نومها، ورفض المغادرة. وعندما دفعته إلى الخارج، أعاد فتح الباب بعنف ليضربها على وجهها، ثم هددها بالقتل، في لحظة صادمة غيّرت مجرى حياتها.
ورغم أن هذا الحادث كان أول اعتداء جسدي مباشر، فإن "فيبي" تؤكد أنها عاشت تحت سطوة التهديدات والسيطرة النفسية والمالية سابقًا. وقد بادرت بعدها إلى الانفصال عنه، وحصلت على أمر تقييدي من الشرطة، خاصة وأنه سبق أن قضى عقوبة بالسجن بسبب جرائم عنف.
مفارقة العدالة: الجاني يُنهي عقد الإيجار بدلًا من الضحية
وبينما سعت "فيبي" إلى تأمين سكن جديد لها ولابنتيها بعيدًا عن الخطر، واجهت عقبة لم تكن بالحسبان: وكيل العقارات رفض تزويدها بمرجع إيجاري، مما جعل تقدمها بطلبات استئجار جديدة شبه مستحيل في سوقٍ يعاني من نقص حاد.
الأدهى من ذلك أن شريكها السابق استغل بندًا في القانون يسمح بإنهاء عقد الإيجار خلال سبعة أيام في حالات العنف الأسري — وهو بند صُمّم لحماية الضحايا — ليقدّم إنهاءً رسميًا للعقد باسمه، في محاولة للتنصّل من التزاماته المالية. وتم قبول الطلب من قبل الوكالة قبل أن تتدخل "فيبي" قانونيًا لإلغائه.
أزمة سكن تُكرّس الخوف
تشير البيانات إلى أن واحدة من كل أربع نساء، وواحد من كل أربعة عشر رجلاً، تعرضوا لعنف جسدي أو جنسي من شريك حميم منذ سن الخامسة عشرة. ووفق المعهد الأسترالي للصحة والرعاية، تُقتل امرأة واحدة كل أحد عشر يومًا على يد شريكها السابق أو الحالي.
ويؤكد الخبراء أن أزمة السكن تزيد الطين بلة، حيث يواجه الضحايا خيارات قاسية، ما بين العودة إلى منزل المعتدي أو النوم في الشوارع أو البحث عن مأوى مؤقت لا يوفر غالبًا الاستقرار المطلوب.

One in four women and one in 14 men have experienced physical and/or sexual violence from an intimate partner since the age of 15, according to the Australian Institute of Health and Welfare. Source: AAP / Gemma Hubeek / SOPA Images / Sipa USA
بعد شهرين من البحث الفاشل، اضطرت "فيبي" إلى الانتقال إلى سكن مؤقت، بينما وجدت ابنتاها شقة صغيرة بصعوبة. وتشعر الأم بالألم بسبب هذا الانفصال القسري، خاصة مع تأثر ابنتها الصغرى التي ما زالت قاصرة.
ورغم أن وكيل العقارات قدّم لاحقًا المرجع المطلوب، إلا أن "فيبي" تفكر في مقاضاته بتهمة الطرد الانتقامي، بعد أن تلقت إخطارًا بالإخلاء بعد نزاعها معه.
وبينما مُنع المعتدي قضائيًا من الاقتراب منها، تقول "فيبي" إن تجربتها أثرت بشكل كبير على صحتها النفسية، مضيفة:
"كنت أتساءل دائمًا: لماذا تبقى النساء مع المعتدين؟ الآن عرفت الجواب. هناك الكثير من الحواجز التي تجعل من الرحيل تحديًا مرعبًا".