Feature

مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية خبراء:"احذروا استطلاعات الرأي المضللة"

في وقت تستعد فيه أستراليا للانتخابات الفيدرالية المقبلة، ظهرت مؤخرًا رسائل نصية موجهة للناخبين تحمل استطلاعات رأي تبدو عادية لكنها تخفي وراءها محاولات للتأثير على اختياراتهم السياسية. هذه الممارسة، المعروفة باسم "استطلاعات الدفع" (Push Polling)، أصبحت أداة مثيرة للجدل في الحملات الانتخابية، ويتم استخدامها بطريقة تزرع الشك في أذهان الناخبين تجاه مرشحين معينين.

An image with two figures on the phone with Albanese, Dutton, Hanson and Bandt - leaders of the major parties, with question marks on their heads.

Push polling is illegal in some Australian states — but not on a federal level. Source: SBS / Caroline Huang

تلقى مؤخراً سكان منطقتي Wentworth في سيدني و Goldstein في ملبورن رسائل نصية تحتوي على استطلاعات رأي تشير بأصابع الاتهام إلى النائبتين المستقلتين أليغرا سبيندر و زوي دانيال. هذه الاستطلاعات، التي أُرسلت تحت اسم "Intelligent Dialogue"، تطرح أسئلة توحي بعدم استقلالية المرشحتين بسبب تلقيهما دعمًا ماليًا من رجل الأعمال سايمون هولمز آكورت.
إحدى الأسئلة كانت: "أليغرا سبيندر/زوي دانيال نائبة تنتمي إلى Teal MP' وتحصل على تمويل كبير من سايمون هولمز آكورت، وهو ملياردير مستثمر. بعض الناس قلقون من أن ذلك يجعلها أقل استقلالية. هل توافق أم لا؟"
لكن الواقع أن هولمز آكورت ليس مليارديرًا، بل مليونير، وأن تمويل منظمته Climate 200 يعتمد على تبرعات مجتمعية صغيرة، حيث أظهرت الإحصائيات أن 88% من التبرعات كانت أقل من 100 دولار.
LISTEN TO
Laila alloush 14-3 image

زيادة في مدفوعات الرعاية الاجتماعية: كيف ستؤثر على حياة ملايين الأستراليين؟

SBS Arabic

14/03/202510:56
رغم تأثير هذه الاستطلاعات، فإن الشركة المرسلة لها غير مسجلة في مجلس استطلاعات الرأي الأسترالي، مما يعني أنها غير ملزمة باتباع قواعد الشفافية المعتمدة من المجلس. كما نفى الحزب الأحرار أي علاقة له بهذه الاستطلاعات.

A poll with a question and the option to answer yes or no
The poll stated that Spender was a Teal MP, rather than independent, that she received money from a billionaire rather than a millionaire. Source: Supplied
ومع ذلك، وُجهت اتهامات سابقة لمنظمة Climate 200 نفسها بممارسة "استطلاعات الدفع" خلال انتخابات نيو ساوث ويلز عام 2023، ما يعكس انتشار هذه الممارسة في الساحة السياسية الأسترالية، بغض النظر عن التوجهات الحزبية.

ما هي "استطلاعات الدفع" أو ما يعرف ب push polls؟

هي أداة دعائية مقنعة تأخذ شكل استطلاع رأي لكنها تهدف إلى التأثير على آراء الناخبين عبر طرح أسئلة موجهة أو إيحاءات سلبية. ظهرت لأول مرة في الأربعينيات على يد الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون، الذي استخدمها ضد خصومه السياسيين عبر إثارة الشبهات حولهم.
وقد تم استخدامها لاحقًا في عدة مناسبات، مثل الانتخابات الأمريكية 2008 حينما سُئل الناخبون اليهود إذا كانوا سيصوتون لأوباما لو علموا أن حركة "حماس" تدعمه — وهو ادعاء كاذب بالكامل.

a black and white image of a man looking sternly in a suit
President Richard Nixon is said to have pioneered push polling in the 1940s. Source: AAP
يرى الدكتور فرانك مولز، محاضر في العلوم السياسية بجامعة كوينزلاند، أن "استطلاعات الدفع" فعالة لأنها تزرع بذور الشك في أذهان الناخبين، حتى دون تقديم أدلة. يقول مولز:
"مجرد إثارة التساؤل: 'هناك شيء ما غير واضح' تكفي لجعل الناخب يشكك في نزاهة مرشح ما".وأشار إلى أن فضيحة بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني في انتخابات 2016 الأمريكية كانت مثالاً ناجحًا على كيفية نشر الشكوك دون الحاجة لإثبات أي خطأ مباشر، مما ساعد ترامب حينها.
LISTEN TO
Arabic_05032025_Cost of living burns Australians.mp3 image

Arabic_05032025_Cost of living burns Australians.mp3

15:15
يحذر مولز من أن جميع الأحزاب السياسية، قد تلجأ إلى هذه الأساليب كلما اقترب موعد الانتخابات، قائلاً: "في حماسة الفوز، يتم أحيانًا التخلي عن الأخلاقيات من قبل جميع الأطراف".
كما نصح الناخبين بالتعامل بحذر مع هذه الرسائل، مطالبًا بالتحقق من الجهة التي تقف وراء أي استطلاع أو مجموعة عبر الإنترنت.

كيف تكتشف الاستطلاع المضلل؟
  • من يقف خلفه؟: تأكد من اسم الجهة المرسلة وما إذا كانت مسجلة وشفافة.
  • نوع الأسئلة: احذر من الأسئلة التي تتضمن إيحاءات سلبية أو معلومات غير مؤكدة.
  • غياب التفاصيل: إذا لم يُقدّم لك تفسير واضح عن هدف الاستطلاع والجهة التي تموله، فهذا مؤشر مقلق.
  • مبالغة في التركيز على مرشح واحد: قد تكون محاولة لتشويه سمعته بدلًا من استطلاع رأي حقيقي.
مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية 2025، يدعو الخبراء الناخبين إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بهذه التكتيكات التي تسعى إلى التأثير الخفي على خياراتهم. وكما قال مولز:
"علينا أن نصبح أكثر وعيًا، وألا نسمح لأنفسنا بأن نقع فريسة لحملات التضليل التي ترتدي قناع استطلاعات الرأي".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و 

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 14/03/2025 12:49pm
By Matt Gazy
تقديم: Hamssa Abou Kheir
المصدر: SBS