أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة الاثنين أن القوات الإسرائيلية قصفت مستشفى كمال عدوان، وهو آخر مؤسسة صحية تعمل في شمال قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية ستتفاقم بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بقرارها وقف التعامل معها.
وقالت الوزارة التي تديرها حماس في بيان "قوات الاحتلال تواصل قصف وتدمير مستشفى كمال عدوان بشكل عنيف طال كل مرافق المستشفى، وهناك إصابات عديدة بين الطواقم الطبية والمرضى".
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية إن عددا من العاملين أصيبوا ولم يتمكن أحد من مغادرة المستشفى.
ووصف أبو صفية الوضع بـ"الكارثي"، فيما لم يصدر الجيش تحذيرات من ضربات قادمة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس "ورد أن الطابق الثالث من المنشأة قد تعرض للقصف مرة أخرى، ما أدى إلى إصابة ستة أطفال".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي عند الاتصال به إنه يتحقق من التقارير.
وأعلن الجيش في بيان الاثنين أنه يواصل "العمليات ضد البنى التحتية والناشطين الإرهابيين في شمال ووسط قطاع غزة".
FILE - Israeli Defense Minister Yoav Gallant speaks during a news conference in the Kirya military base in Tel Aviv, Israel, on Oct. 28, 2023. Credit: Abir Sultan/AP/AAP Image
وبدأت العملية بمحاصرة جباليا، وامتدت شمالا إلى بيت لاهيا في محيط مستشفى كمال عدوان الذي تعرض لعمليات قصف واقتحام نفذها الجيش، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن أكثر من 1300 شخص قضوا منذ بدء الهجوم العسكري في 6 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على شمال القطاع حيث "هناك نقص حاد في الأدوية والمياه والغذاء".
"انهيار الخدمات الأساسية"
في الأثناء، أبلغت إسرائيل رسميا الأمم المتحدة بقرارها وقف التعامل مع وكالة الأونروا بعد إقرار الكنيست حظر المنظمة التي تضطلع بدور أساسي في توفير الاحتياجات الضرورية للفلسطينيين.
ومن المقرر أن يدخل قرار الحظر الذي أثار تنديدا دوليا بما في ذلك من الولايات المتحدة، حيّز التطبيق أواخر كانون الثاني/يناير.
حذّر مجلس الأمن الدولي من أن القرار سيحمل تداعيات خطيرة على ملايين الفلسطينيين، ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة الأربعاء مخصصة للأونروا.
اتّهمت إسرائيل حوالى عشرة موظفين في الأونروا بالمشاركة في هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أسفر عن مقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وعقب الاتهامات، أقالت الوكالة تسعة موظفين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "تشكل الأونروا التي شارك موظفون فيها في مجزرة السابع من تشرين الأول/اكتوبر وينتمي الكثير من موظفيها لحركة حماس، جزءا من المشكلة في قطاع غزة لا جزءا من الحل".
من جهته، قال المتحدث باسم الأونروا جوناثان فاولر لوكالة فرانس برس "إذا تم تطبيق القانون فمن المرجح أن يتسبب في انهيار العملية الإنسانية الدولية في قطاع غزة والتي تشكل الأونروا عمودها الفقري".
وأضاف "قد يؤدي أيضا إلى انهيار الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي".
The United States has ended all funding to the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA). Source: EPA / EPA/ALAA BADARNEH
قال كاتس إن بلاده "ستواصل تسهيل دخول المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة".
ولكن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني كتب على منصة إكس أن إسرائيل سمحت بدخول 30 شاحنة فقط إلى غزة الشهر الماضي، وهو أقل عدد "منذ فترة طويلة".
وأضاف "هذا لا يمكن أن يلبي ما يحتاجه أكثر من مليوني شخص كثير منهم يعانون من الجوع والمرض ويعيشون في ظروف يائسة".
وقالت حركة حماس في بيان إن "قرار سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم إلغاء الاتفاقية التي تُنظم عمل ... الأونروا في أراضينا المحتلة هو استخفاف صهيوني بالمجتمع الدولي، وازدراء للمنظومة الأممية، وتأكيدٌ جديد بأنه كيانٌ مارق ومتمرد على الشرعية الدولية والقيم الإنسانية".
بدوره، قال المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية في فيديو نشر على منصة إكس "دعوني أكون واضحا: ليس هناك ببساطة أي بديل للأونروا".
وأكدت مسؤولة الأونروا في شمال الضفة الغربية هنادي جبر أبو طاقة لفرانس برس "ينظر اللاجئون إلى الأونروا باعتبارها أمهم، تخيلوا لو فقدوا أمهاتهم".
وأوكلت الهيئة التي بدأت عملياتها في الأول من أيار/مايو 1950 مهمة مساعدة حوالى 750 ألف فلسطيني هربوا أو هُجّروا من منازلهم خلال الحرب وأبنائهم.
قصف على لبنان ودمشق
منذ أواخر أيلول/سبتمبر، توسّعت حرب غزة لتشمل لبنان حيث كثّفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود بين الطرفين وبدأت توغلات برية تقول إنها "محدودة".
وأسفرت العملية الإسرائيلية في لبنان عن مقتل أكثر من 1940 شخصا منذ 23 أيلول/سبتمبر، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قياديا كبيرا في حزب الله قال إنه يشرف على إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدروع على قوات الدولة العبرية في جنوب لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طائرات إسرائيلية شنّت ضربات الاثنين استهدفت عدة مناطق في جنوب لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو قصف مقر استخبارات حزب الله في سوريا في غارة على حي السيدة زينت في دمشق، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عنصرين في حزب الله على الأقل في الهجوم.
من جهته، أعلن حزب الله بأنه أطلق رشقة "صاروخية كبيرة" على مدينة صفد في شمال إسرائيل دعما "لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة".