بالنسبة لموظف تكنولوجيا المعلومات إيفان* فإن طريقة استرخائه بعد يوم عمل طويل كانت غير قانونية حتى اليوم. الموظف الحكومي في العاصمة الفيدرالية كانبرا كان يستخدم الماريغوانا لأغراض ترفيهية خلال الأعوام القليلة الماضية.
وقال إيفان "بعض الناس يذهبون إلى المنزل ويحتسون كأسا من النبيذ، لا يشربون الزجاجة بأكملها، فقط كأس واحد. بالنسبة لي، فإن شرب عدد من الأنفاس من جهاز تدخين أو ربع سيجارة ملفوفة كافي لأنسى كل المتاعب التي واجهتها خلال اليوم."
وأضاف "أنا لا أهدف إلى أن أصبح مسطولا، ولكن بالنسبة لي، الماريغوانا تهدئ بالي."
في سبتمبر أيلول الماضي أصبحت مقاطعة العاصمة كانبرا أول منطقة أسترالية تشرع استخدام الماريغوانا بشكل شخصي، على أن يدخل القانون حيز التنفيذ اليوم في 31 يناير كانون الثاني.
وبموجب القوانين الجديدة يمكن لأي شخص حيازة كمية لا تزيد عن 50 غراما من الماريغوانا، كما يمكن زراعة نبتتين في المنزل لكل شخص، على ألا تتجاوز عدد النباتات في كل منزل أربعة مهما كان عدد سكانه.
ويجب على من يقرر الزراعة ضمان عدم وصول الأطفال والعامة إلى النبتة. وبخلاف باقي المناطق التي شرعت الماريغوانا حول العالم، مثل كندا وبعض ولايات أمريكا فإن البيع والتوريد ما زالت أنشطة مجرمة.
وفي سياق متصل، تعتزم نيوزيلندا عقد استفتاء في سبتمبر أيلول القادم على تشريع الماريغوانا.
ACT Chief Minister Andrew Barr. Source: AAP
وقال كبير وزراء العاصمة كانبرا أندرو بار إن التغيير يرمز إلى تطور طريقة تعامل العاصمة مع إصلاح قوانين المخدرات. وقال بار "أعتقد أن ما حدث يعكس قيم المجتمع الذي يرغب في رؤية قوى إنفاذ القانون تركز جهودها على الجريمة المنظمة وعمليات الإنتاج الضخمة للمخدرات، ولا نرغب في وصم أو تجريم المتعاطين خاصة من يتعاطى بكميات صغيرة لأغراض ترفيهية."
"في مجمل التاريخ العالمي، وفي كل مكان في العالم لن تنجح سياسات التجريم."
وأضاف "كل ما تفعله هو إثراء عصابات المخدرات المنظمة، لذا فإن هذا الطريقة في التعامل المعتمدة على تقليل الأضرار والنظر إلى المسألة باعتبارها تتعلق بالصحة العامة، هي طريقة عقلانية تماما."
من جانبها حذرت الحكومة الفدرالية التي تعارض تشريع الماريغوانا أن مواطني أراضي العاصمة سيكونوا مخالفين لقانون الكومنولث عند تعاطي النبتة المخدرة.
لكن بعض أعضاء حكومة كانبرا قالوا إن الحكومة الفيدرالية ترغب في نشر الذعر لأن القانون الجديد يحمي سكان المقاطعة.
الدكتورة نيكول لي من المعهد الوطني لبحوث المخدرات تدعم التغيير وتقول إن هذا سيسهل على المتعاطين طلب المساعدة: "الحرب على المخدرات خلقت وحافظت على مستوى من الوصم بخصوص تعاطي المخدرات بشكل عام وهذا أمر سيستمر طالما استمر تجريم تعاطي المخدرات."
وأضافت "لذا فإن واحدة من الفوائد الأساسية في مسألة وقف التجريم وتقنين مخدرات أخرى أنها تنقل الأمر من نظام العدالة الجنائية وتجعله أمر متعلق بالصحة وحقوق الإنسان." وفي وقت أقرت فيه الدكتورة لي أن تعاطي الماريغوانا له تأثيرات صحية سلبية مثل الإصابة بالأمراض النفسية، إلا أنها قالت إن الناس يتعاطون المخدر على كل حال.
Last year, the ACT became the first jurisdiction to legalise the personal use of cannabis. Source: Supplied
وقالت "مخاطر الإصابة بالانفصام في الشخصية تتضاعف بين من يتعاطى المخدرات بشكل دوري، ولكننا نحتاج أن نتذكر أن هؤلاء الناس يستخدمون الماريغوانا بالفعل وبالتالي فهم معرضون للخطر وما زالوا سيتعاطون المزيد وهي مجرمة."
إيفان يعرف المخاطر الصحية لاستخدام الماريغوانا لكنه يقول إنها ليست حل دائم. عانى إيفان من الاكتئاب والقلق منذ كان مراهقا، وفي الوقت الذي يسعى فيه للحصول على مساعدة المتخصصين فإنه أيضا يستخدم الماريغوانا: "الأمر يصبح عادة عندما تدرك أن تعاطي كميات صغيرة للغاية قد يكون له تأثير كبير."
وقال إبفان إن الصور النمطية عن متعاطي المخدرات لا تعكس الحقيقة: "فكرة الطالب الجامعي الذي يتعاطي المخدرات، أو الذي ترك الجامعة ولا يفعل شئ إلا تعاطي المخدرات ولعب ألعاب الفيديو أصبحت بالية."
"فكرة أن هناك شخص يعود إلى المنزل ليشرب كأس من النبيذ هي نفس فكرة أن يذهب شخص إلى العمل ويقوم بما عليه من التاسعة إلى الخامسة، ويعود إلى المنزل لتدخين سيجارة. فكرة الموظف المحترف الذي يشرب ماريغوانا أصبحت أكثر قبولا وشيوعا في جيلي."
*تم تغيير الاسم
