بدأت شرطة نيو ساوث التحقيق على خلفية تهديد جاء على شكل تعليق على منشور لـمسجد لاكمبا على تطبيق "تيك توك"، حيث أشار المُعلق إلى هجوم كرايستشيرش الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا عام 2019 وأسفر عن مقتل 51 شخصًا أثناء أدائهم الصلاة في المسجدين المستهدفين. وأثار هذا التعليق قلق المجتمع المسلم في سيدني، لا سيما أنه تزامن مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث تزداد أعداد المصلين في المساجد بشكل كبير.
استنكر مسؤولو المسجد هذه التهديدات وطالبوا السلطات باتخاذ إجراءات فورية لحماية أماكن العبادة وضمان أمن المصلين. وفي منشور على موقع "فيسبوك"، أشار القائمون على المسجد إلى أنّ "أماكن العبادة والتعليم يجب أن تكون مساحات آمنة، ومع ذلك، لا يزال مجتمعنا يواجه الهجمات فقط لممارسة إيماننا وتعليم أطفالنا". وأضافوا: "لن ننتظر وقوع مأساة أخرى قبل اتخاذ إجراءات. نحن نطالب بالحماية والاحترام وحق العيش بدون خوف في بلدنا".
LISTEN TO

كيف يرى المهاجرون العرب أسبوع التناغم في أستراليا
SBS Arabic
20/03/202512:14
أدان رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، هذا التهديد بشدة ووصفه بأنه "مثير للاشمئزاز"، مؤكدًا أنّ الشرطة بدأت بالفعل تحقيقًا مكثفًا لتعقب المسؤولين عن هذا التعليق. وقال في بيان: "لكل شخص في ولايتنا الحق في ممارسة عقيدته دون تهديدات، والعنصرية والإسلاموفوبيا لا مكان لهما في نيو ساوث ويلز".
من جانبه، شدّد وزير التعددية الثقافية في نيو ساوث ويلز، ستيف كامبر، على أن هذا التهديد "عمل غير مقبول تمامًا"، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي شكل من أشكال خطاب الكراهية.
كما علق رئيس بلدية كانتربري-بانكستاون، بلال الحايك، على الحادثة قائلاً إنّ "خطاب الكراهية والتعصب ضد المجتمع المسلم في تصاعد، ويجب علينا جميعًا التصدي له"، واصفًا التعليق بأنه "بغيض" و"غير مقبول".

أدعم بالكامل التحقيقات الجارية، وأتوقع أن يواجه المسؤولون عن هذا التهديد العقوبات القانونية المناسبةأنتوني ألبنيزي
كما عبر المبعوث الحكومي الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، أفتاب مالك، عن قلقه العميق إزاء هذه الحادثة، مشددًا على ضرورة منح سلامة المجتمع المسلم أولوية قصوى. وقال مالك: "أطالب قادتنا وسلطاتنا بضمان سلامة المجتمع المسلم، خاصة في ظل تزايد أعداد المصلين في المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان".
يأتي هذا التهديد بعد أقل من ثلاثة أسابيع من اعتقال شاب يبلغ من العمر 16 عامًا في ولاية أستراليا الغربية بسبب تهديد مماثل ضد مسجد في جنوب غرب سيدني. وقد أثار هذا الحادث قلقًا متزايدًا داخل المجتمع الإسلامي في أستراليا، حيث يشير بعض النشطاء إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين على الإنترنت.
وأعربت الجماعات الحقوقية عن مخاوفها من أن عدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه التهديدات قد يشجع على وقوع اعتداءات فعلية، مما يستدعي ضرورة تعزيز الأمن حول أماكن العبادة، خاصة في ظل تصاعد المشاعر العدائية تجاه بعض الأقليات الدينية والعرقية في البلاد.