بين الإدانة والمحاسبة: كيف يمكن لأستراليا أن تتصدى لانتشار الإسلاموفوبيا؟

A single Muslim woman walks through empty big city rear view.

The Islamophobia Register Australia has received 749 incident reports in the past year. Source: Getty / Alexey Emelyanov

أدانت الحكومة الأسترالية، على لسان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، الهجوم العنصري الذي استهدف امرأتين مسلمتين في مركز تجاري بمدينة ملبورن، حيث تعرضتا للاعتداء اللفظي والجسدي. وأكدت الحكومة ضرورة محاسبة المعتدين بأقصى قوة من القانون. وفي هذا السياق، شدد ألبانيزي على أن مثل هذه الحوادث تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الجهود لمكافحة كراهية الأديان والعنصرية بجميع أشكالها.


في وقت سابق، شهدت مدينة سيدني أيضًا اعتداءات معادية للسامية، حيث تم إحراق سيارات وتخريب ممتلكات في منطقة كوينز بارك، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع. هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الماسة لاتخاذ خطوات أقوى للتصدي لجرائم الكراهية.

في ظل تصاعد هذه الحوادث المؤسفة، أكد المبعوث الخاص للإسلاموفوبيا، أفتاب مالك، ضرورة تخصيص المزيد من الموارد لضمان شعور المسلمين بالأمان في المجتمع الأسترالي. وقال في تصريحاته: "من الضروري أن نعمل جاهدين على خلق بيئة يشعر فيها المسلمون بالأمن والطمأنينة". وفي ذات السياق، أعرب زعيم المعارضة، بيتر داتون، عن أمله في القبض على الجاني الذي ارتكب الهجوم في منطقة إيبينغ في أقرب وقت ممكن.

وكانت إحدى ضحايا الهجوم في ملبورن، إيلاف العيساوي، تحدثت إلى أس بي أس عربي عن تجربتها قائلة: "جسدياً ونفسياً لست على ما يرام. منذ يوم الهجوم، لا أستطيع النوم وأعاني من آلام في جسدي بسبب الكدمات. لدي الكثير من المواعيد الطبية. أحاول تخطي الهجوم، لكنني لم أتمكن من ذلك بعد. أخفيت هويتي لأنني نشرت قصتي على فيسبوك، 95% من التعليقات كانت إيجابية، لكن هناك بعض الأشخاص الذين حاولوا تهديدي في التعليقات."
واستطردت قائلة: "أحدهم راسلني على الخاص وهددني بأنه سيعتدي عليّ لأنه يسكن في منطقتي. شعرت بالقلق، ولذلك قررت إخفاء وجهي. بسبب كوني مسلمة، يحاولون التقليل من قيمتي ويصفونني بالكذب، وهذا الشخص اتهمني بالكذب من أجل إثارة الخوف في المجتمع".

وفي نفس السياق، أعرب الشيخ علاء الزقم، عضو مجلس الأئمة في فيكتوريا وإمام مسجد هايدلبرغ، عن استيائه من الحادث قائلاً: "هذه الحادثة صعبة جداً ليس فقط على المسلمين، ولكن على كل من يحمل القيم الإنسانية والأخلاقية."

وتابع قائلاً: "حوادث الإسلاموفوبيا لا تظهر بشكل كبير على وسائل الإعلام، وهذه الحوادث تهدد استقرار وأمن المجتمع. الحكومة في بعض الأحيان تستغرق وقتاً لإدانة هذه الأحداث. الأمر قد تعدى مجرد الإدانة، ولا بد من إقرار قوانين صارمة. الاعتداء على امرأتين، إحداهما في الأشهر الأخيرة من الحمل ومعها طفلة في الرابعة من عمرها، هو أمر بشع للغاية. لا بد من رادع لهذه الكراهية".
LISTEN TO
'I felt unwelcome on certain beaches': Yousra Metwally, founder of "Swim Sisters" image

Swim Sisters: محاولة فتاة محجبة لكسر الصورة النمطية على الشواطئ الأسترالية

SBS Arabic

02/10/201903:38
من جهته، أكد الدكتور ياسر مرسي، الأكاديمي المتخصص في قضايا الإسلاموفوبيا، أن هناك أسباباً سياسية واقتصادية وراء تصاعد الإسلاموفوبيا في أستراليا: "ما حدث في غزة ورد الفعل السلبي تجاه التظاهرات المؤيدة لفلسطين، بالإضافة إلى تأطير إسرائيل كضحية للعنف الإسلامي من خلال حماس. كما أن صعود اليمين المتطرف، كما نراه مع ترامب ومحاولاته إلغاء السياسات التقدمية، يعزز هذه الموجة".

وأضاف: "هناك طرق متعددة لمكافحة العنصرية، من بينها سبل عملية من خلال قنوات التبليغ ورفع الوعي القانوني لتمكين الضحايا من معرفة حقوقهم ومن يمكنهم اللجوء إليهم. كما يجب توسيع قاعدة التعليم ونشر الوعي حول العنصرية وماهية الإسلاموفوبيا".

استمعوا إلى التقرير كاملاً في الملف الصوتي أعلى الصفحة.

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على 
 وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 وو

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك