تأتي هذه الحكومة في وقت حساس للغاية، حيث يعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة وسط تحديات داخلية وخارجية. حرب مدمّرة مع إسرائيل، والتي أثرت بشكل كبير على توازن القوى السياسية في لبنان، أدت إلى إضعاف حزب الله وحلفائه، مما جعل تشكيل حكومة جديدة ضرورة ملحة.
الوزراء: الوجوه الجديدة والإصرار على الكفاءة
من أبرز الأسماء في الحكومة الجديدة التي تمثل مزيجاً بين التكنوقراط والأسماء ذات الخبرة السياسية:
- ياسين جابر (وزير المالية): تم تعيينه في وزارة المالية، وهو يعد من المقربين من رئيس البرلمان نبيه بري. رغم موقفه المعلن بعدم انتمائه الحزبي لحركة أمل، إلا أن تعيينه في هذا المنصب أثار جدلاً واسعاً بين الأطراف الداخلية، حيث يرفض البعض أن تبقى هذه الوزارة ضمن حصة الطائفة الشيعية، كما كان الحال في الحكومات السابقة. سيتعين عليه مواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة في لبنان، خصوصاً مع استحقاقات إعادة الإعمار بعد الحرب.
- تمارا الزين (وزيرة البيئة): الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، تولت حقيبة البيئة في الحكومة الجديدة. تحمل دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، ويمثل تعيينها سابقة في السياسة اللبنانية التي غالباً ما تفتقر إلى التخصصات العلمية في المناصب العليا.LISTEN TO
أس بي أس عربي Best of: أجمل قصص الأسبوع
SBS Arabic
08/02/20251:49:50 - غسان سلامة (وزير الثقافة): يعود إلى وزارة الثقافة، بعد مسيرة طويلة في العمل مع الأمم المتحدة كمبعوث خاص إلى ليبيا، وهو يعد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية البارزة في لبنان. قد يمثل تعيينه دفعة كبيرة للثقافة اللبنانية التي لطالما كانت مهمشة في خضم الأزمات السياسية والاقتصادية.
- حنين السيد (وزيرة الشؤون الاجتماعية): الخبيرة الاقتصادية التي كانت تعمل في البنك الدولي، تسلمت حقيبة الشؤون الاجتماعية. بفضل خلفيتها الأكاديمية والعملية، يُتوقع أن تلعب دوراً مهماً في معالجة الأزمات الاجتماعية التي تعصف بالبلاد، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
- جو صدّي (وزير الطاقة والمياه): صاحب الخبرة الواسعة في قطاع الطاقة، تم تعيينه وزيراً للطاقة. الوزارة التي طالما كانت موضع تجاذب بين القوى السياسية في لبنان، ستكون تحت مجهر المراقبة الدولية. مع معانات لبنان من انقطاع التيار الكهربائي المستمر وتدهور البنية التحتية، يعتبر صدّي مسؤولاً عن إصلاحات كبيرة في هذا القطاع الذي يعاني من الفساد والإهدار.
- كمال شحادة (وزير المهجرين ووزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي): في خطوة غير تقليدية، تم تعيين كمال شحادة وزيراً للمهجرين ووزيراً للدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي. هذا التعيين جاء في وقت يحتاج فيه لبنان إلى تحولات رقمية جادة لمواكبة تطور العصر في هذا المجال.
التحديات التي ستواجه الحكومة
على الرغم من التشكيلة الوزارية المتنوعة التي تمثل مجموعة من الشخصيات البارزة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن هؤلاء الوزراء من تخطي التحديات التي يواجهها لبنان؟ أولاً، يعاني لبنان من انهيار اقتصادي غير مسبوق، وهو في حاجة إلى إصلاحات جذرية في قطاعات أساسية مثل الطاقة والتعليم والصحة. بالإضافة إلى ذلك، تطالب الدول المانحة بفرض إصلاحات سياسية واقتصادية للوقوف إلى جانب لبنان في هذه الفترة الحرجة.
من جهة أخرى، تركز الحكومة الجديدة على إعادة بناء الثقة بين المواطنين والدولة، وهي خطوة محورية في مرحلة ما بعد الحرب، والتي تحتاج إلى إدارة جيدة واستراتيجيات مبتكرة لإعادة إعمار البلاد.
موقف المجتمع الدولي
حظي تشكيل الحكومة بترحيب دولي واسع، حيث أكد العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي، دعمهم للحكومة الجديدة. واشنطن دعت إلى ضرورة تنفيذ الإصلاحات التي تضمن استقرار لبنان، بينما أكدت فرنسا استعدادها للوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة التحديات المتعددة.