وفق السلطات المصرية والإسرائيلية، أطلق سراح 13 رهينة إسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، كما أفرجت الحركة الإسلامية عن أربعة رهائن تايلانديين. وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات قالت حماس إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق.
كذلك، خرج من السجون الإسرائيلية 39 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها سلمت الصليب الأحمر 13 رهينة إسرائيلية وأربعة تايلانديين من خارج اتفاق الهدنة، ممن تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
كذلك، أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تؤدي مهمة وساطة، أنه تم الإفراج عن 13 إسرائيليا هم ثمانية أطفال وخمس نساء، إضافة إلى أربعة أجانب.
وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي تخرج من معبر رفح في اتجاه مصر.
وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية متابعة للمفاوضات، ينص اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الجمعة ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.
ويسير الموكب بمحاذاة قطاع غزة وصولا إلى مكان قريب من معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة. من معبر أبو سالم، ينقل الرهائن في مروحيات خاصة إلى داخل إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وصول الرهائن إلى إسرائيل.
وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك السبت عن "ارتياح" بلادها لإطلاق حركة حماس سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان إسرائيليين.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية ليل السبت الأحد أنها أطلقت سراح 39 فلسطينيا. وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم في القدس الشرقية المحتلة.
Palestinian media reported on Sunday that 39 Palestinian prisoners, including six women and 33 children, were released as part of the exchange deal. Source: Getty, AFP / Ahmad Gharabli
وكانت قطر أعلنت في وقت سابق "تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين"، مشيرة إلى أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن سيتم ليل السبت.
سبق ذلك إعلان كتائب القسام "تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى يلتزم الاحتلال بنود الاتفاق".
وتحدّث القيادي في حماس أسامة حمدان من لبنان عن "خروق أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا" وعدم التزام "عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع"، و"تلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال، ما يعرّض الاتفاق للخطر".
ورفض حمدان مجددا "أي تحرير للأسرى بالقوة"، قائلا إن "الاحتلال (...) لم ولن يفرج عن أحد من أسراه إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة".
"الحرب لم تنته"
وترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر مناشير وتصريحات أن "الحرب لم تنته" وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.
Thirteen Israeli and four Thai nationals released from Hamas captivity arrived in Israel on Sunday. Source: AAP, AP / Fatima Shbair
وحصلت حركة نزوح جديدة السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.
شهد اليوم الأول للهدنة الجمعة إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، إضافة إلى عشرة تايلانديين وفيليبيني أفرجت عنهم الحركة الفلسطينية من خارج الاتفاق. وأطلقت إسرائيل 39 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال.
اقتادت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى، في يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.
وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة والذين نزح منهم 1,7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14854 شخصا بينهم 6150 طفلا، وفق حكومة حماس. وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية برية واسعة داخل غزة منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وتسبب هجوم حماس في إسرائيل بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، وفق السلطات الإسرائيلية.
Trucks carrying humanitarian aid wait to cross from the southern Gaza Strip into the northern Gaza Strip on Saturday. Source: AAP / Mohammed Saber/EPA
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك "اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع كل الأطراف، لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي السبت "سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا في غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم".
وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة في مقابل 150 سجينا فلسطينيا. كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة ودخول مساعدات إلى غزة.
وسارت في شوارع تل أبيب مساء السبت تظاهرة حاشدة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، "حرروهم الآن".
"لسنا في عيد"
وطلبت السلطات الإسرائيلية من وسائل الإعلام عدم التواصل مع الرهائن المفرج عنهم وعائلاتهم، واحترام خصوصيتهم في هذا الوقت.
An injured Palestinian girl lies on a donkey cart after travelling to the southern Gaza Strip on Saturday. Source: AAP / Mohammed Saber/EPA
وقال روي ماندر، شقيق أوعاد ذي السنوات السبع والذي أفرج عنه الجمعة، "مهم جدا أن نقول إننا لسنا في عيد"، مضيفا "نحن سعداء لكننا لا نحتفل لأن ثمة رهائن آخرين محتجزون. سنواصل نضالنا حتى الإفراج عن جميع الرهائن".
في قرية بيتللو قرب رام الله، قالت روان أبو مطر السبت "لسنوات، كنت أريد أن أخرج فقط لأتمكن من أن أضمّ أمي. مرت سنوات لم أحضنها ولم ألمسها، إلا مرة واحدة. يومها تصوّرت معها، لكن بالكاد التقطت الصورة، طلبوا مني الخروج (من مكان الزيارة). اليوم لا حاجز بيننا".
كانت أبو مطر تمضي حكما بالسجن لتسع سنوات بتهمة محاولة طعن جندي إسرائيلي أصيب بجروح طفيفة في تموز/يوليو 2015.
في مستشفيات جنوب قطاع غزة، تُواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة أنه "لا توجد سعة فيها (..) لاستيعاب من يتم نقلهم إليها" مضيفا أنها تفتقد "لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين".
وتضرّر أو دمّر أكثر من نصف المساكن في غزة، وفق الأمم المتحدة.
وتوزعت شاحنات مساعدات دخلت الجمعة إلى غزة، السبت في مناطق عدة من القطاع المحاصر، وفق مصوري فرانس برس.
ودخلت الجمعة 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة حسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
فرضت إسرائيل على قطاع غزة الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، "حصارا كاملا" منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
في لندن، خرجت السبت تظاهرة حاشدة تضامنا مع الفلسطينيين، مطالبة بـ"وقف الإبادة" في غزة.
Palestinians walk after crossing from the northern Gaza Strip to the southern Gaza Strip on Saturday. Source: AAP / Mohammed Saber/EPA
جبهات أخرى
في الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة بمقتل ستة فلسطينيين السبت برصاص الجيش الإسرائيلي، أربعة منهم في جنين وواحد في قباطية وآخر في البيرة.
تشهد الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 توترا متصاعدا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وقتل أكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو بأيدي مستوطنين في مناطق مختلفة بالضفة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
على الجبهة الشمالية، أعلنت إسرائيل السبت إسقاط صاروخ أطلق من جنوب لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية. وردت إسرائيل بقصف جوي على بنى تحتية لحزب الله.
كانت الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت طيلة الأسابيع السبعة الماضية تصعيدا وقصفا متبادلا، إلا ان هدوءا حذرا يسود منذ فجر الجمعة.
وقال مصدر قريب من حزب الله لفرانس برس إن الحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحماس "سيلتزم الهدنة طالما يلتزمها الإسرائيليون".
وتعرضت سفينة تجارية يملكها رجل أعمال إسرائيلي لهجوم في المحيط الهندي الجمعة بطائرة مسيّرة يُشتبه بأنها إيرانية، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي السبت.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع على إعلان الحوثيين في اليمن احتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بالبحر الأحمر.